العدد 3189 - الثلثاء 31 مايو 2011م الموافق 28 جمادى الآخرة 1432هـ

مختبر السرديات بالمغرب يتناول «سيميائيات النصوص» للزمراني

الدار البيضاء - أسماء نافع وعبدالعزيز الضيف 

31 مايو 2011

في إطار أنشطته الثقافية المتواصلة نظم «مختبر السرديات» بتنسيق مع ماستر «الدراسات الأدبية والثقافية بالمغرب»، لقاء ثقافياً تناول قراءة في كتاب: «سيميائيات نصوص عزوز بكاك» لمؤلفه جمال زمراني، وذلك يوم الجمعة (27 مايو/أيار 2011) بقاعة المحاضرات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك – الدار البيضاء، و قد أدار شعيب حليفي أعمال الندوة، التي شارك فيها عبدالرحمن غانمي، والباحث عبدالإله الكلخة، وتأتي هذه القراءة في سياق مقاربة التجارب النقدية المغربية المكتوبة باللغة الفرنسية، كما تندرج ضمن انشغال المختبر بالاجتهادات النقدية في مجال السيميائيات وقراءة النصوص.

الورقة الأولى في اللقاء قدمها عبدالرحمن غانمي الذي عنون مداخلته بـ : «جمال زمراني في مقاربة سيميائية للتخييل الروائي عند الكاتب الجزائري عزوز بكاك»؛ إذ يرى الباحث أن الناقد زمراني قد استند في معالجته لنصوص بكاك على خلفيات نظرية سيميائية تتحرى البحث في الوظيفة السيميائية العامة داخل النص، وكيفية إنتاج المعنى في الخطاب الروائي؛ أي إبراز الشفرات والآليات السردية، وفحص نظام الشخصيات ورهانات الفضاء، وكذلك توليد الدلالة وهيآتها ومكوناتها؛ ويبدو للباحث أن الناقد يتكئ على رؤِية اختارت بقصدية مبادئها المنهجية، في الوقت الذي عملت فيه على استدعاء المرجعيات المرتبطة بها، تعلق الأمر بأعمال الشكلانيين الروس أو الشعرية أو البنيوية أو الأبحاث السيميائية المعاصرة، وخصوصاً مع كريماص ومناقشتها؛ أي أنه لا يكتفي بعرضها وإنما يتوخى توظيفها تبعاً لما تمليه عليه خطواته ورؤاه المنهجية، كما ركز الناقد بحسب غانمي على عملية إنتاج وبناء المعنى نصياً؛ ما يختزل سيرورة الكتابة بكل آلياتها وتطبيقاتها وأشكالها الجمالية، وينتصر للمفهوم الجديد للنص، وللكتابة الجديدة أيضا، كما يرى الباحث أن الناقد زمراني قدم قراءة نقدية تبحث في البنى العامة الفاعلة التي تؤطر سيرورة النصوص، بموازاة الغوص في تفاصيلها، وانتبه إلى تقديم تأويلات تجمع بين المرتكز السيميولوجي والمرتكز التاريخي لفضاءات بعينها.

وفي الأخير فإن الناقد زمراني في معالجته وتمثله لنصوص بكاك الروائية قد اعتمد على المنهج السيميائي، غير أنه طبقه بطريقة سلسة ومرنة من خلال الانفتاح على مقاربات منهجية أخرى كالتصور السوسيولساني عند باختين أو المنهج النفساني، وبذلك فإن هذه المقاربة لم تكن منشغلة بتبرير صلاحية وسلامة المنهج بشكل آلي، وإنما توخت إغناء التطبيق السيميائي على نصوص لها خصوصياتها لكاتبها الجزائري الذي يعيش في بلد آخر، والمنشغل بإشكالية الهوية المتعددة والغيرية كما يتنفسها الشخوص.

أما المداخلة الثانية فقد جاءت بعنوان: «تفعيل المنهج السيميائي في مقاربة الرواية قراءة في كتاب سيميائيات نصوص عزوز بكاك لجمال زمراني»، قدمها الباحث عبد الإله الكلخة، الذي ركز في بداية مداخلته على تأكيد مدى قيمة الشخصية في النظرية السيميائية، هذه الشخصية التي اتخذت بعداً حداثياً يبرز تحولاً منهجياً ألغى كل المقاربات التقليدية التي تتعامل مع مقولة الشخصية من موقع علم النفس أو التاريخ بمعناه التوثيقي الصرف، ولذلك تتحدد المقاربة السيميائية للشخصية من خلال ثلاثة محاور: أولها يتعلق بمدلول الشخصية وثانيها بدال الشخصية وثالثها بمستويات التحليل، فالشخصية وفق تصور الباحث لا تكتمل ملامحها إلا مع عملية التلقي (القراءة)، ونهاية مختلف التحولات التي كانت سنداً لها وفاعلاً فيها.

ويرى الباحث أن العمل السردي عند بكاك خليط دلالي متعدد الأصوات، وموظف بشكل نسقي ؛فهناك السير الذاتي ورواية المغامرة والرواية الأطروحة والرواية العجائبية، وكلها تعكس الهوية المتعددة للكاتب.

وعقب انتهاء المداخلات، فتح باب نقاش عميق انصب حول مجموعة من الإشكالات المرتبطة بتعدد المناهج، و بالتداخل بين السيميائيات و السيميولوجيا.

و في ختام اللقاء تناول الكلمة الناقد المغربي جمال زمراني الذي أعاد تقديم قراءة جديدة لمؤلفه ، مضيئا العديد من الأسئلة الجديدة المستجدة ومقترحا تصوره النظري والتحليلي في مجال يتسم بالصعوبة والمتعة

العدد 3189 - الثلثاء 31 مايو 2011م الموافق 28 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً