العدد 3190 - الأربعاء 01 يونيو 2011م الموافق 29 جمادى الآخرة 1432هـ

موضة المدربين الشبان تطغى على الدوري الإيطالي

أكد تعاقد يوفنتوس مع لاعبه السابق انطونيو كونتي للإشراف عليه خلفا للويجي دل نيري، أن موضة المدربين الشبان أصبحت رائجة بين فرق الدوري الايطالي لكرة القدم.

وضع يوفنتوس العريق ثقته بكونتي (41 عاما) على رغم نعومة أظافره في مجال التدريب إذ بدأ مشواره مع سيينا إذ عمل مساعدا للمدرب من يوليو/ تموز 2005 إلى يوليو 2006 قبل الإشراف على اريزو (من يوليو 2006 إلى أكتوبر/ تشرين الأول 2006 ومن مارس/ آذار 2007 إلى يوليو 2007) وباري (من ديسمبر/ كانون الأول 2007 إلى يوليو 2009) وأتلانتا برغامو (من سبتمبر/ أيلول 2009 إلى يناير/ كانون الثاني 2010)، ثم عاد إلى سيينا مجددا لكن هذه المرة كمدرب ونجح في إعادته لدوري الأضواء.

تعاقد فريق من عيار يوفنتوس مع مدرب مثل كونتي يعتبر أمرا مستحيلا في الدوري الانجليزي الممتاز لكن هذه الموضة أصبحت رائجة في الدوري الايطالي خلال الأعوام الأخيرة وذلك ليس لافتقار الايطاليين للمدربين المحنكين الكبار بل لأسباب اقتصادية كون أندية «سيري آ» أصبحت تتجنب إنفاق الأموال الطائلة على طاقم فني قد لا يبقى في منصبه لأكثر من موسم واحد.

والتعاقد مع المدربين الشبان الذين لا يملكون خبرة في دوري الدرجة الأولى الايطالية لا يتعلق بفرق الصف الثاني بل بفرق الطليعة مثل يوفنتوس الذي تخلى قبل مرحلتين على نهاية موسم 2008/2009 عن خدمات كلاوديو رانييري واستبدله بمدافعه السابق تشيرو فيرارا الذي عمل في مجال التدريب وكان حتى مساعدا لمارتشيلو ليبي مع المنتخب الايطالي، لكنه لم يكن يملك خبرة الإشراف بمفرده على فريق، وكيف الحال إذا كان هذا الفريق من نخبة الدرجة الأولى وأوروبا.

والأمر ذاته ينطبق على روما الذي لجأ في أواخر فبراير/ شباط الماضي إلى مدرب فريق الشباب ومهاجمه السابق فينشنزو مونتيلا ليحل بدلا من كلاوديو رانييري وذلك على رغم افتقاده التام إلى الخبرة التدريبية في دوري الأضواء.

وعندما ترك كارلو انشيلوتي ميلان في 2009 من اجل الإشراف على تشلسي الانجليزي، استعان الفريق اللومباردي بلاعبه السابق البرازيلي ليوناردو الذي انتقل من منصب إداري إلى مدرب الفريق الأول من دون أن يتمتع بالخبرة المطلوبة.

صمد فيرارا في يوفنتوس اقل من موسم لأنه، وعلى رغم تحقيقه ستة انتصارات متتالية في بداية مهمته، فشل في الارتقاء إلى مستوى المسؤولية وعانى فريق «السيدة العجوز» تحت إشرافه، في حين منح ليوناردو موسما بأكمله لإثبات جدارته في ميلان قبل أن يتخلى عنه الأخير لأنه لا يملك ما يبحث عنه «روسونيري».

أما من ناحية مونتيلا فمن المتوقع أن تكون مغامرته التدريبية قد وصلت إلى نهايتها بعد إسدال الستار على موسم 2010/2011 من الدوري المحلي، لكن لا يمكنه التذمر كما الحال فيرارا وليوناردو لأنه ليس بإمكان هذا الثلاثي الادعاء بأنه لم يحصل على معاملة عادلة.

ففيرارا استلم فريقا كان في المراكز الثلاثة الأولى تحت قيادة رانييري، لكن انتهى به الأمر بالصراع من اجل الحصول على مركز مؤهل إلى مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ»، في حين فشل مونتيلا في قيادة روما لحجز مقعد مؤهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

أما بالنسبة لليوناردو فلم يرتق إلى مستوى المنافسة ونظيره في إنتر ميلان البرتغالي جوزيه مورينهو، كما انه فشل في ترك انطباع ايجابي على الصعيد الأوروبي خصوصا بعد الهزيمة المذلة التي مني بها ميلان في دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر يونايتد الانجليزي (2/7 في مجموع المباراتين).


الأمر يطبق على اللاعبين

والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تلجأ الأندية الايطالية إلى مدربين من هذا النوع؟، والجواب يأتي من السبب ذاته الذي يدفعها إلى التعاقد مع لاعبين مغمورين ومن ثم إطلاقهم إلى النجومية كما حصل مع ميلان عندما تعاقد مع البرازيلي كاكا مقابل 7 ملايين يورو فقط ثم أصبح الأخير من أفضل نجوم العالم ما دفع ريال مدريد الاسباني للتعاقد معه مقابل 10 أضعاف المبلغ الذي دفعه الفريق الايطالي لاستقدامه من البرازيل.

ولا تنحصر اكتشافات ميلان باللاعبين وحسب، بل تمتد إلى المدربين ولعل أبرزهم اريغو ساكي الذي جعل «الروسونيري» من أفضل الفرق في العالم بعد إن قدم إليه مدربا مغمورا كان يشرف على فريق متواضع (بارما).

الأمر ذاته ينطبق على المدرب الحالي ماسيميليانو اليغري الذي لم يكن يملك أكثر من خبرة عامين في دوري الأضواء (مع كالياري)، قبل أن يتوج قبل أيام معدودة بلقب الدوري في أول موسم له مع الفريق اللومباردي.

ويمكن القول أن الأندية الايطالية لا تملك سوى خيار البحث عن مدربين شبان واعدين لأنها لا تريد تحمل أعباء رواتب مدربين مثل فابيو كابيللو الذي يشرف على المنتخب الانجليزي حاليا، أو جوفاني تراباتوني الذي يشرف على منتخب ايرلندا، ما يمهد الطريق أمام شبان طموحين مثل كونتي ليخوضوا غمار التحدي على أمل السير على خطى اليغري (43 عاما)

العدد 3190 - الأربعاء 01 يونيو 2011م الموافق 29 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً