وعد مدرب الوصل الإماراتي الجديد الأرجنتيني دييغو مارادونا بأن يكون فريقه منافسا على لقب الدوري في الموسم المقبل، وحمل في الوقت ذاته بشدة على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وعقد مارادونا مؤتمرا صحافيا اليوم السبت في دبي مع رئيس مجلس إدارة شركة الوصل لكرة القدم مروان بن بيات الذي أتم معه الصفقة قبل نحو أسبوعين.
ورفض النجم الأرجنتيني الحديث عن قيمة الصفقة، وردا على سؤال عن الأرقام التي تتردد في الصحف وتصل الى عشرة ملايين دولار قال "إننا بعيدون جدا عن هذه الأرقام، الأشخاص الذين يسجلون الأرقام الكبيرة حاليا هم اللاعبون وليس المدربين".
وتدخل بن بيات للحديث عن هذه النقطة فأوضح بدوره "مارادونا يستحق أكثر من كل ذلك، فنحن نفتخر بوجوده لأنه لا يقيم بالمال فقط وسيعمل معنا لمدة موسمين"، من دون أن يشير الى قيمة العقد.
وقال مارادونا "اشعر بفرحة كبيرة لوجودي هنا، فانا أواجه هذا التحدي الذي لم أكن أتوقعه لأنني توقعت أن اعمل في بلدي، ولكن أواجه الآن نفس التحديات التي واجهتها عندما كنت مدربا لمنتخب الأرجنتين".
وتابع "اضمن لكم بأني اشعر بنفس الرغبة، فانا أتيت الى هنا للعمل ووضع ما املك من فكر كروي بتصرف اللاعبين. لقد شاهدت الكثير من الأشرطة الخاصة بفريق الوصل وسأشاهد المزيد منها أيضا لكي اعرف اللاعبين تماما حتى اجعل الفريق قادرا على المنافسة، وسأجعل المسئولين الذين تعاقدوا معي سعداء من عملنا".
وأوضح "لدي بعض المعلومات عن كرة القدم في المنطقة وفي الإمارات تحديدا من بعض اللاعبين والأصدقاء الذين عملوا هنا، ولقد أتيت الى دبي للعمل والتآلف مع الفريق، وسأعمل بنفس الاندفاع كما كنت افعل مع منتخب بلادي، فالوصل الآن بات فريقي".
وعن تجربته التدريبية قال "اعتقد بأننا كنا نعمل جيدا مع المنتخب الأرجنتيني في مونديال جنوب إفريقيا، لكن المنتخب كان يعاني من بعض المشاكل التنظيمية والإدارية، كما كان هناك أشخاص لا يريدون أن استمر معه. لدي المؤهلات للعمل مع فريقي الجديد، لن اخدع أحدا، فلقد أتيت الى هنا لقيادة الفريق الى الانتصارات والفوز بالألقاب".
وبدا مصمما على ما سينجزه مع الوصل "سآخذ فريقي الى ابعد حد ممكن والى أعلى المستويات، فكرة القدم رياضة جميلة ولا أؤمن فيها بالحظ بل سأعمل بجد مع الفريق لنحقق الانجازات"، مؤكدا "هدفي أن أحقق البطولة بالتأكيد وسنلعب بجد وإخلاص وسنحاول الفوز بجميع مبارياتنا مع أن الأمر ليس سهلا لكن الوصل أصبح أولويتي الآن وأريده أن يكون البطل".
وتحدث عن اللاعبين الذين سيتعاقد معهم قائلا "هناك الكثير من المعايير، فاللاعب يجب أن يلتزم بالفريق لا أن يفكر بالمال، فالمال لا يصنع المجد، فلا بد أن يكون اللاعب الذي سأضمه مؤهلا للعب وقوة وان ينفذ ما أقوله وان يساهم بخبرته وطاقته لأنني لا أريد لاعبين كبارا في السن وصلوا الى مرحلة الاعتزال بل من يقدر على اللعب ويتمتع بحالة جيدة".
وأضاف في هذا الصدد "احترم اللاعب التشيلي (اديسون بوش لاعب يونيفرسيداد) الذي تعاقد معه الوصل، فانا لم أتدخل في القرار لكنه لاعب جيد، أمامي فرصة ضم لاعبين آخرين، لا أريد أسماء مشهورة بل من يمكنه خدمة الفريق".
ودخل الوصل في مفاوضات لضم الاوروغوياني دييغو فورلان لايام قبل أن يصرف النظر عنه.
يضم النادي الإماراتي أيضا ثلاثة لاعبين أجانب آخرين لم يتأكد من سيبقى منهم للموسم المقبل وهم الاسباني فرانشيسكو ييستي والعماني محمد الشيبة والبرازيلي الكسندر اوليفيرا.
ويلتقي الوصل مع الشارقة غدا في ختام الدوري ويحتاج الى الفوز للإنهاء الموسم في المركز الرابع لكي يتمكن من خوض الدور التمهيدي المؤهل الى دوري أبطال آسيا الموسم المقبل.
وسيتابع مارادونا المباراة مباشرة من الملعب.
وعن سبب انتقاله للعمل في دبي أوضح "في الحقيقة لقد تمت دعوتي الى دبي مرات عدة وجئت الى هنا للحديث من المعنيين عن كرة القدم من اجل العمل وتلقيت عرضا من نادي الوصل ووافقت عليه لان النادي لديه مشروع أعجبني وأنا جزء منه الآن، فانا أحب هذه المدينة".
انتقاد للفيفا
وحمل مارادونا على الفيفا بقوله "حاولت منذ عام 1986 أن أكون فكرة لتوحيد اللاعبين لكن الفيفا عمل ضدنا، ومرة أخرى سأقول أن الأمور ليست واضحة ونظيفة في كرة القدم الآن وكثر يدركون هذه الحقيقة، فكل يوم نرى المزيد من الفساد والتلاعب بالمباريات، فالأشخاص في الفيفا هم من أصحاب الثروات الطائلة".
وعما إذا كان يقف مع رئيس الاتحاد الدولي الحالي السويسري جوزيف بلاتر بعد إعادة انتخابه رئيسا للفيفا قال "أنا لا أقف مع احد بل أحب كرة القدم، لا أحب المفسدين والفاسدين ولن أقف الى جانبهم. لقد دعيت مرارا لان أكون جزءا من أسرة الفيفا وكنت أقول لهم أن أي أسرة تتكلمون، فليس من فيهم من لعب كرة قدم، ولذلك عندما يكونون في السلطة يتخذون الكثير من القرارات الخاطئة والغبية، فلم يطلبوا رأينا ونصائحنا لتطوير كرة القدم، لكننا سنواصل الكفاح لإخراج هؤلاء الأشخاص من الفيفا، وأنا ارجوهم أن يرحلوا".
لكنه استدرك قائلا "لا، لن يستقيل بلاتر بالتأكيد ولن نوهم أنفسنا بذلك وكل شيء سيبقى على حاله، لسوء الحظ لدينا في الفيفا متحف كبير، اقصد لدينا ديناصورات لا تريد التخلي عن السلطة".
وكان مارادونا أشرف على منتخب الأرجنتين في مونديال 2010 قبل أن يقال من منصبه على خلفية الخروج من الدور ربع النهائي بخسارته الكبيرة أمام ألمانيا صفر-4.
وكشف النجم، الذي قاد منتخب بلاده الى لقب مونديال مكسيكو 1986 واختير لاعب القرن الماضي مع الملك البرازيلي بيليه، مرارا عن رغبته في العودة الى التدريب عقب كأس العالم، وستكون المرة الأولى التي يعمل فيها مدربا خارج بلاده.