أعلنت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عن تأسيس «المركز العربي الإقليمي للأبحاث والتدريب في مجال الصحة العقلية».
وأوضحت الكلية في بيان أن المركز الذي سيسعى إلى تطوير الأبحاث، وسينشط في مجال التدريب وبناء القدرات ووضع السياسات في مجال الصحة النفسية والعقلية في العالم العربي، «يهدف إلى أن يكون نقطة التقاء للباحثين في مجال الصحة العقلية في العالم العربي، وإلى تحفيز التعاون بين العلماء ونشر نتائج أبحاثهم لوضعها في متناول نظرائهم في المنطقة»، وسيكون مركزه ضمن قسم الطب النفسي في الكلية.
ونقل البيان عن مديرة المركز بريجيت الخوري قولها: «إن مهمة المركز الأولى تتمثل في مساعدة منظمة الصحة العالمية في عملية المراجعة التي تجريها للقسم المتعلق بالاضطرابات العقلية والسلوكية ضمن التصنيف الدولي للأمراض (ICD-10). وسيكون المركز واحداً من تسعة مراكز دولية ستتولى الأبحاث الميدانية في إطار مراجعة التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض، علماً بأن منظمة الصحة العالمية - جنيف أطلقت مراكز أخرى في البرازيل والصين والهند واليابان والمكسيك ونيجيريا وإسبانيا والولايات المتحدة».
وأوضح البيان أن «الدور المحدد للمركز في عملية مراجعة التصنيف الدولي للأمراض، يتمثل في اقتراح تغييرات محددة في تصنيف الاضطرابات العقلية، بحيث تكون المبادئ التوجيهية لتعريفها وتوصيفها وتشخيصها، أكثر دقة في ما يخص المنطقة العربية، وبحيث تؤخذ في الاعتبار العوامل الثقافية الخاصة بالمنطقة، ما يساهم في زيادة فائدة هذا التصنيف لاختصاصيي الصحة النفسية العرب، ويؤدي تالياً، بحسب توقعات منظمة الصحة العالمية، إلى رفع الفاعلية والكفاءة في تحديد الأشخاص المحتاجين إلى خدمات الصحة النفسية، وطبيعة الخدمات التي يحتاجون إليها».
وقالت بريجيت الخوري في هذا الصدد: «إن الهدف في نهاية المطاف هو الحدّ من العبء المرضي للاضطرابات العقلية في المنطقة». وشددت على أن الاضطرابات النفسية والعصبية تؤدي عالمياً إلى نسبة من الأمراض أعلى من أية فئة أخرى من الأمراض غير المعدية. ولاحظت أن «قسماً كبيراً جداً من هذه الأمراض لا يعالج بالقدر الكافي، وخصوصاً في المنطقة العربية، على رغم توافر علاجات فاعلة لها». وتتوقع منظمة الصحة العالمية نشر الدليل الجديد والمحدث لتصنيف الأمراض، والذي يحمل الرقم 11، في سنة 2014.
غير أن مهمة المركز ستكون أوسع بكثير من العمل مع منظمة الصحة العالمية على مراجعة التصنيف الدولي للأمراض. وأوضح البيان أن المركز «سيساهم في جمع المعلومات المتعلقة بالمنطقة وسكانها في مجال الصحة العقلية، وسينشر هذه المعلومات ويضعها في متناول المختصين في أنحاء العالم. وسيوفر المركز كذلك قاعدة بيانات للباحثين، وسيكون بمثابة شبكة للاختصاصيين الذين تتشابه اهتماماتهم، ما يمكنهم من أن يلتقوا ويتشاركوا في تجاربهم ومعلوماتهم. وسيتيح المركز للطلاب والاختصاصيين الشباب العاملين في مجال الصحة العقلية، فرصة التواصل مع أهم الباحثين في المنطقة، وبالتالي تطوير مسارهم المهني». كذلك تشمل مهمات المركز «بناء قدرات الباحثين في مجال الصحة العقلية، وسيركز على تدريب الاختصاصيين في إجراء الأبحاث التي تراعي الأخلاقيات، وحماية البشر، وإقامة لجان مراجعة مؤسسية في جامعاتهم».
وستتم إقامة حفل الافتتاح الرسمي للمركز صباح العشرين من حزيران/ يونيو 2011، برعاية وزير الصحة العامة اللبناني. وسيلي الافتتاح اجتماع إقليمي يستمر يومين يركز على مراجعة التصنيف الدولي للأمراض، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
ويحضر الاجتماع الأول خبراء من لبنان وسورية والأردن والإمارات العربية المتحدة والكويت ومصر والمملكة العربية السعودية وتونس والمغرب وفلسطين والعراق و وقطر والبحرين وسلطنة عمان. وسيتعاون هؤلاء مع المركز
العدد 3198 - الخميس 09 يونيو 2011م الموافق 08 رجب 1432هـ