تتصاعد المخاوف في أسبانيا بسبب اتجاه العنف الذي اخذته الحركة الاحتجاجية المطالبة بإصلاحات ديمقراطية في البلاد.وقال رامون خاوريجي الوزير بمكتب رئيس الوزراء في أعقاب الاشتباكات التي أسفرت عن إصابة 40 شخصا في برشلونة إن العنف يمثل " مزيجا خطرا لمعاداة النظام (الفعالية ) والراديكالية المعادية للديمقراطية".هاجم متظاهرون في برشلونة نوابا كانوا في طريقهم للبرلمان الاقليمي بهدف منعهم من مناقشة خطط لخفض النفقات الاجتماعية ورددوا عبارات الاستهجان، كما اصدروا تهديدات بالقتل لهم، ودفعوهم ولطخوا ملابسهم وحتى حاولوا انتزاع كلب إرشاد من نائب أعمى.اضطرت أعمال العنف عدة نواب لاستخدام المروحيات للوصول للبرلمان، وواجهت الشرطة المتظاهرين وألقت القبض على ستة منهم .وقد انتقدت الأحزاب السياسية والعديد من أنصار الحركة الاحتجاجية نفسها أعمال العنف.كتبت صحيفة "إل باييس" في مقالها الافتتاحي إن الحركة تنجرف إلى اتجاه " معاد للديمقراطية بصورة كبيرة " في حين وصف مقال في صحيفة "إل موند" المتظاهرين "بالفاشيين".وقال أحد المشاركين الذي أرجع أعمال العنف "لقلة من مثيري الشغب " هذه معركة أيدلوجية وسياسية وليست بدينة".كان شباب دشنوا الحركة، التي تعرف باسم "15 ام" ، يوم 15 آيار/مايو الماضي قبل أسبوع من إجراء الانتخابات المحلية والإقليمية الأسبانية.وخرج عشرات الآلاف الى الشوارع مطالبين باتخاذ إجراءات لمواجهة البطالة التي وصل معدلها الى 20 في المئة، و الفساد وسطوة الأسواق المالية على السياسة.واحتل المتظاهرون الميادين الرئيسية في عشرات المدن والبلدات في انحاء البلاد.وتم تفكيك معظم معسكرات الاحتجاج، في الوقت الذي بدأت فيه الحركة تتجه لتنظيم الاحتجاجات والتجمعات .ووفقا لاستطلاع حديث تمكنت الحركة من كسب تعاطف الأسبان حيث اتفق 90 % مع الحركة على هدف تغير الاحزاب السياسية طرق عملها .ولم تتبع حكومة رئيس الوزراء الأسباني خوسيه لويز رودريجث ثاباتيرو أساليب عنف مع المتظاهرين حتى أنها لم تحاول تفكيك معسكر الاحتجاج في ميدان بويرتا ديل سول في مدريد رغم مطالبة أصحاب المحال التجارية والمعارضة المحافظة بذلك.ومع ذلك اندلعت اشتباكات في برشلونة حيث أصيب 120 شخصا أواخر شهر آيار/مايو وفى بلنسية مطلع شهر حزيران/يونيو الجاري.واعتبر أن أحداث العنف التي وقعت أمس في برشلونة قد تجاوزت "الخط الأحمر" وبأنها نالت من التعاطف مع حركة 15-ام.خلصت صحيفة "إل بيريدويكو" إلى أن مستقبل الحركة الآن يعتمد على قدرتها في السيطرة على النزاعات العنيفة.شهدت مدينة بلنسية اليوم مظاهرات جديدة حيث اعتصم حوالي 100 شخص احتجاجا على تنصيب رئيس الوزراء الإقليمي فرانشيسكو كامبس الذي يخضع للتحقيق في قضية فساد.بدأت المظاهرة بصورة سلمية في ظل إجراءات أمن مكثفة على عكس ما حدث أمس في برشلونة.