اللاعب المثالي، هو اللاعب الذي يقدم كل ما لديه من أجل فريقه أو المنتخب الوطني، وهو الذي يتخذ من لعبته (في عقليته) احترافا ومهنة وليس هواية أو وقتا للتسلية حتى وإن كان لا يعيش جوا احترافيا، وهو الذي في الوقت الذي ينمي قدراته البدنية ينمي قدراته العقلية بما يطور من ثقافته كلاعب، وهو الذي يسمو دائما فوق الخلافات أو الصعوبات من أجل أن يثبت وجوده، وهو الذي تسبق شهرته كلاعب فنيا شهرته كلاعب أخلاقيا، وهو الذي ينظر للمستقبل بعين التفاؤل، وهو الذي لديه الطموح في أن يقدم شيئا لبلده ولناديه (قريته).

الحارس الدولي الديراوي محمد عبدالحسين من أبرز من أنجبتهم كرة اليد البحرينية في منتصف العقد الماضي، يقدم نفسه بشكل مميز جدا في الواجهات العالمية والقارية والإقليمية، فتألق وبشكل لافت خلال أول مشاركة له مع المنتخب الوطني في بطولة كأس العالم الأخيرة بالسويد وحقق معدل تصد عاليا جدا على رغم الفارق الفني بين منتخبنا والمنتخبات التي واجهها في الدور التمهيدي، وفي أول تصفيات له في بيروت كان نجما، ومع الأهلي في بطولة الأندية الخليجية أبطال الكؤوس في ثلاث بطولات كان مميزا وساهم في تحقيق البطولتين في الدوحة ومسقط.

لقد اكتسب محمد عبدالحسين الذي يلعب لناد منافس غير معتاد على الألقاب (على مستوى الدرجة الأولى طبعا) والذي لا يشارك في البطولات الخارجية (حتى قبل الموسم الجاري طبعا) خبرة ممتازة وهو في مقتبل العمر (22 عاما)، من خلال مشاركاته مع المنتخبات الوطنية بدءا ببطولة كأس العالم للناشئين ختاما ببطولة كأس العالم للرجال بالإضافة إلى المشاركات الخليجية الثلاث، مما جعله يصل لمرحلة متقدم من النضج الكروي جعله ينظر للعبة كرة اليد على أنها تحد ذاته، وطريقا لـ (الخير) بالنسبة له. قدم الحارس الدولي الصاعد ما اكتسبه من خبرة فنية ونفسية لناديه (الدير)، ولعل ما يقدمه الفريق في هذا الموسم دليلا قاطعا، فالفريق صار يتعاط بشكل مختلف، ويتعامل بأسلوب جديد، والغالبية يجمعون (بمن فيهم رئيس الاتحاد علي عيسى) بأن ليس الدوري الاستثنائي سبب وصول الدير لنهائي الدوري والآن نهائي الكأس، بل الفريق في وجود لاعب في مقومات محمد عبدالحسين لابد وأن يكون منافسا حقيقيا ولابد من أن تتغير ثقافته إلى الأفضل، ففي ذلك (خير) لكرة اليد البحرينية