المدرب الكفء، هو المدرب الذي يصنع من فريقا شيئا بعد أن كان لا شيء، أو أن ينقل فريقا من وضعية معينة في القاع أو وسط الترتيب لأن يكون منافسا، أو أن يبث في الفريق روحا تنافسية لم تكن موجودة رغم وجود المواهب، أو أن يقدم إمكانيات اللاعبين في قالب يتناسب مع هذه الإمكانات ناتجا فريقا قويا ذا شخصية مختلفة، أو أن يصنع فريقا متكاملا لينافس على البطولات فنيا ونفسيا لما يخلق في ثقافة وعقل اللاعبين ثقافة الفوز والانتصارات والبطولات وهي التي لم تكن موجودة. المدرب الوطني القدير عصام عبدالله (الداهية) أثبت في تجربته الناجحة مع الفريق الشبابي أنه مدرب ذو كفاءة عالية وحنكة وهو مع بعض المدربين الوطنيين فخر لهذا الوطن المعطاء، ومثلا حيا وواقعيا لما تقدمه كرة اليد البحرينية للرياضة في المملكة، فلعبة (الإنجازات) لم تقتصر كفاءتها عالية الجودة على تفريخ اللاعبين أو الحكام بل حتى المدربين، ومنهم المدرب الوطني نبيل طه الذي أصبح اليوم محاضرا دوليا معتمدا في الاتحاد الدولي، ومدربنا (عصام عبدالله) الرجل الفني والأكاديمي بامتياز مثال جديد تثبته الأيام والمشاهدات. لقد نجح المدرب الوطني عصام عبد الله في هذا الموسم بالذات في اختبار الكفاءة، وأثبت عمليا بما لا يدع مجالا للشك أن عمله في الشباب منذ 3 موسم عمل مدروس وبرؤية مستقبلية واضحة، وأثبت أيضا بأن الشباب ليس ظاهرة موسم أو موسمين، بل فريقا قادما بثقافة مختلفة وبنفس جديد، وأنه باق في المنافسة طويلا، استنادا الى الكفاءات التي يمتلكها النادي والتي صقلتها كفاءة المدرب الذي قدم أنموذجا حيا في باربار قبل 7 أو 8 سنوات. لم يكن يدور في خلد الإدارة الشبابية وجماهير النادي و المتابعين لمنافسات كرة اليد والإعلاميين أن يكون الفريق العائد منتشيا من بطولة الأندية الخليجية قادرا على المنافسة وسط غياب 7 من أهم لاعبيه، إلا أن الشخصية والثقافة التي بناها (عصام عبدالله) أثبتت نجاحها عمليا وفرضت واقعا غير الذي كان متوقعا، فتأهل الفريق للموسم الثالث على التوالي للمباراة النهائية لبطولة الكأس دليل واضح، وفي النهاية فإن الطفرة الشبابية لصالح اللعبة وما يزيد الأمر جمالا أنها بأياد وطنية
العدد 3211 - الأربعاء 22 يونيو 2011م الموافق 20 رجب 1432هـ