العدد 3212 - الخميس 23 يونيو 2011م الموافق 21 رجب 1432هـ

السيناتور الامريكي جيف سيشن: البحرين محوراً استراتيجياً لاستقرار المنطقة

أكد عضو الكونجرس الأمريكي السيناتور جيف سيشن بأن عدم الاستقرار في مملكة البحرين يؤثر على منطقة الخليج العربي بأكملها ، معتبرا البحرين محورا استراتيجيا لاستقرار المنطقة، معربا خلال لقائه الوفد البرلماني البحريني الذي يزور الولايات المتحدة الأمريكية عن قلق الولايات المتحدة الأمريكية بشأن استغلال أحداث البحرين لخلق انقسام في المنطقة، مشيرا بان ذلك سيؤثر على العلاقات مع أمريكا، وحث السيناتور خلال اللقاء جميع الأطرف المعنية في مملكة البحرين للجلوس على طاولة الحوار الوطني كونها السبيل الوحيد لخلق مملكة ديمقراطية ذات اقتصاد قوي تخدم مواطنيها وتكون نواة ومحورا للاستقرار في المنطقة.
وأشار السيناتور بأنه لابد من فصل المعتقدات الدينية عن الممارسات السياسية حفاظاً على اللحمة الوطنية، مؤكدا على أن جميع شعب البحرين مطالب بالعمل على مصلحة البحرين كونها من البلدان المتقدمة في المنطقة ولابد من الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في السنوات الماضية مؤكداً على أن النموذج الديمقراطي يجب أن يأتي من الداخل ونابع من الشعب نفسه من دون املاءات خارجية، مقدما في هذا الإطار جملة من الأسئلة حول التدخل الخارجي في شؤون مملكة البحرين ، وقد أكد سعادة الدكتور صلاح علي رئيس الوفد البرلماني في هذا الصدد على ان مملكة البحرين اعتمدت في بناءها على المساواة بين جميع أفراد الشعب واعتبارهم شركاء في مسيرة التنمية والتطوير، حيث يعد ذلك من الأسس التي لم ولن تحيد عنها المملكة لتحقيق تطلعاتها في بناء الدولة الديمقراطية القائمة على حكم القانون والمؤسسات، مستدلا بالخطوات غير المسبوقة التي قامت بها الدولة مع بدء المشروع الإصلاحي في العام 1999م، والذي افرز فيما بعد ميثاق عمل وطني حظي بتأييد شعبي غير مسبوق بلغ 98.4%، وهو ما يعكس حرص القيادة السياسية على مشاركة الشعب في عملية صنع القرار. وأشار الدكتور صلاح خلال لقاء الوفد البرلماني السيناتور جيف سيشن عضو الكونجرس الأمريكي، إلى أن المرحلة الحالية التي تمر بها المملكة تعد فرصة سانحة للجميع للتعبير عن تطلعاتهم ورؤاهم من اجل مواصلة مسيرة الإصلاح، وهو ما لن يتأتى إلا بالمشاركة في الحوار الوطني دون شروط مسبقة، لافتا إلى أن مملكة البحرين لن تقبل ولن ترضى بأي محاولة لخلق حالة من الفوضى والانفلات الأمني مجددا بعد ان بلغنا هذه المرحلة من الاستقرار، معربا عن الأمل في أن تكون هذه الأزمة التي مرت على مملكة البحرين أزمة عابرة تزيد أبناء البلاد صلابة وقوة، وتعزز مصلحة الوطن وسلامة شعبه. واوضح رئيس وأعضاء الوفد أن الاختلاف في الرأي هو من سمات العملية الديمقراطية في اي دولة، وقد جاء الحوار الوطني بهدف خلق رؤية توافقية ليس بالضرورة أن تكون موحدة بين قوى المجتمع، فالجميع عليه ان يقدم تنازلات حتى لا يكون هناك عودة للمربع الاول الذي شهد احداثا القت بأضرارها على الجميع، ولعل المتضرر الاول كان المواطن البحريني بمختلف فئاته، مشيرا إلى ان رفض قوى المعارضة الدخول في الحوار الذي طرحة سمو ولي العهد في المرة الأولى كان له سلبياته، لذا ينبغي من الجميع ان يتعلم من ما جرى ويسارع في تلبية الدعوة للحوار الوطني والجلوس على طاولة الحوار ليكون حوارا وطنياً شاملاً الأولوية فيه مصلحة الوطن، التي يجب ان تعلو على المصالح الفئوية والمذهبية. كما أوضح رئيس وأعضاء الوفد ردا على الاستفسارات التي طرحها السيناتور جيف سيشن عضو الكونجرس الأمريكي خلال اللقاء معهم، أن استعانة المملكة بقوات درع الجزيرة خلال تلك المرحلة تحكمه مواثيق واتفاقيات امنية مشتركة، كتلك التي تجمع المملكة مع الاسطول الخامس الامريكي، مؤكدا ان قرار الاستعانة بالقوات الخليجية كان قرارا حكيما للقيادة السياسية بالمملكة، في ظل التهديدات والتدخلات السافرة التي اطلقتها دولة اقليمية مجاورة تجاه البحرين بما يمس سيادتها وامنها، حيث يعد أمن البحرين ركنا اساسيا من اركان امن منطقة الخليج العربي ككل، الذي ترتبط دوله بعلاقات وروابط تاريخية قديمة ليس على مستوى القيادات فقط ولكن ايضا على مستوى الشعوب . وبين أعضاء الوفد أن الشعب البحريني هو شعب ملتزم بآلية التعبير السلمي عن مطالبه واحتياجاته وأن العنف والفوضى دخيل عليه ولطالما وجد الاستجابة للعديد من مطالبه، فشهدت العشر الماضية مشاركة المواطنين الفعليه في ممارسة الحياة الديمقراطية وحرية الرأي و التعبير، و أبدى ألوفد استنكاره ورفضه لكل التجاوزات والاعمال المنافية للقانون التي مارستها فئة محدودة من المغرر بهم مستغلين في ذلك الحريات الممنوحة لهم والتي كفلتها قوانين المملكة ودستورها، وقاموا بإشاعة الفوضى وممارسة أعمال الإرهاب التي طالت الآمنين من المواطنين والمقيمين، وهي الاعمال التي تكشفت نواياها لاحقا. وفيما أشاد رئيس وأعضاء الوفد بعلاقات الصداقة التاريخية التي تربط كلا البلدين، أكد الوفد حرص مملكة البحرين على تعزيز هذه العلاقات والبناء عليها في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها، حيث هناك العديد من الاتفاقيات التي ترتبط بها البحرين اقتصاديا مع الولايات المتحدة كاتفاقية التجارة الحرة واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدين على أن هناك العديد من الفرص التي يمكن استغلالها لتنمية العلاقات بين البلدين. وفي ختام اللقاء أبدى السناتور جيف عن إرتياحة لزيارة الوفد البرلماني وإطلاعه على مجريات الأحداث في البحرين ، مثمنا حرص الوفد على التواصل مع البرلمانيين في الولايات المتحدة الأمريكية لتوضيح وتقريب وجهات النظر ، متمنيا للبحرين مواصلة الإصلاحات السياسيه والإقتصادية وتحقيق المزيد من المكتسبات الوطنية عبر الحوار التوافقي الشامل والجامع لكافة أبناء البحرين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً