سيكون موسم 2010/2011 موسما مهما وعالقا في ذاكرة مجتمع كرة اليد البحرينية عموماً والديراوية وخصوصاً، بعد أن حقق الفريق الأول بطولتي الدوري والكأس، في سابقة سارة، وفي تطور ملحوظ في كرة اليد الديراوية، وإلا ما تحقق هذان الإنجازان التاريخيان في هذا الموسم التاريخي، والذي يجمع فيه الجميع بأن (الفريق الديراوي) كان سيكون مؤهلا للفوز بهما في الوضع الطبيعي قياسا بالإمكانات المتكاملة التي يمتلكها الفريق في هذا الموسم.
الذكرى العالقة في أذهان مجتمع كرة اليد، تستمد من جانبين، الجانب الأول أن (الفريق الديراوي) دخل أجواء البطولات ومنصات التتويج (بقصد الذهب لا الفضة)، الجانب الثاني أنه حقق البطولتين المحليتين خلال الموسم، فإما أن يكون موسم 2010/2011 موسما الانطلاقة نحو مزيد من البطولات المحلية وبالتالي توديع سنوات من (مجرد المنافسة)، إما أن يكون موسم 2010/2011 هو البداية وهو النهاية في الوقت ذاته بحيث يبقى منه الذكر.
الذي يحب كرة اليد البحرينية عموماً، والديراوية خصوصاً، يتمنى أن يكون موسم 2010/2011 الانطلاقة الحقيقية لبطل جديد ومشروع منافس جديد على البطولات المحلية، فـ (العامة) ينظرون إلى أن ذلك سيعزز من مستوى المنافسة محليا الأمر الذي ينعكس إيجابيا على المنتخب الوطني الأول، و(الخاصة) ينظرون بالتأكيد بعين التفاؤل لهذا الجيل بأن يكون جيل الحصاد بحيث تبنى الأجيال المقبلة عليه على أساس فكرة المنافسة المستدامة، ويبقى القرار بيد طرفين، الطرف الأول هي إدارة النادي وسياستها الجديدة، الطرف الثاني هم اللاعبين و(ثقافة التغيير).
كنظرة أولى، فإن (الفريق الديراوي) تغير بشكل ملحوظ في هذا الموسم، وصار يتعامل مع الأحداث أثناء المباريات بشكل مختلف، ففي السابق كانت (العصبية المفرطة) هي من تضعه على الهامش في اللحظات الحاسمة، والآن صار يلعب بهدوء أكبر وبثقة أكبر وبفكر أكبر، بدليل الشخصية التي لعب بها نهائي البطولتين، وما قبله في البطولتين، بالإضافة إلى المواجهة مع النجمة في بطولة الدوري، فهل هي البداية يا (بحارة)؟
حقق (الفريق الديراوي) في هذا الموسم 8 مكتسبات مهمة في حياته التنافسية كأحد أهم الأندية المحلية، المكتسب الأول تحقيقه بطولة الدوري لأول مرة في تاريخه، المكتسب الثاني تحقيق بطولة الكأس لأول مرة في تاريخه، المكتسب الثالث تحقيقه (الثنائية التاريخية)، المكتسب الرابع تأهله للمشاركة في البطولات القارية عبر بوابة التتويج ببطولة الدوري في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 بالدمام، المكتسب الخامس تأهله للمشاركة في البطولات الإقليمية عبر التتويج ببطولة الكأس في مارس/ آذار 2012 بالكويت.
تلك هي المكتسبات المادية، وهناك أيضا مكتسبات معنوية، المتكسب الأول أن النادي بأسره دخل مرحلة جديدة في عالم المنافسة بعد أن حقق فريقه الأول بطولة الدوري والكأس وبالتالي يفترض أن ينعكس عليه عاجلا في المستقبل القريب، المكتسب الثاني أنه دخل السجل الشرفي للائحة الأبطال، المكتسب الثالث أنه انتقل نقلة نوعية بالتواجد في البطولات الخارجية.
(الديراوية) والعهد الجديد والموسم المقبل الحافل
انتهى الموسم بالأمس بالنسبة إلى أندية كرة اليد إلا (الدير)، فالموسم الجديد 2011/2012 بالنسبة إليه كإدارة ولاعبين يبدأ من اليوم، إذا ما كانت النية تتجه للاستعداد المثالي للموسم الحافل الذي ينتظر النادي بالمشاركة في بطولة الأندية الخليجية أبطال الكؤوس في مارس من العام المقبل الذي سيقام في العاصمة الكويتية (الكويت)، وقبل ذلك المشاركة في بطولة الأندية الآسيوية (15) التي ستقام في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية في نوفمبر من العام الجاري (أي بعد 4 أشهر فقط من الآن).
بقدر ما سعد مجتمع كرة اليد البحرينية بولادة بطل جديد وتقديم وجه جديد للواجهتين القارية والإقليمية، فإنه سيكون أسعد ولن يرضى بأن يكون (الفريق الديراوي) أشبه بالحمل الوديع في هاتين البطولتين، ببساطة لأنه يمثل كرة اليد البحرينية الرائدة إقليميا والمتألقة قاريا في الوقت الحالي، وبالتالي فإن ذلك يضاعف المسئولية على النادي ويضعه على المحك في أن يأخذ الأمر على محمل الجد من الآن وعلى وجه السرعة.
الإدارة الديراوية بحاجة لترتيب أوضاعها وتسوية أزمة الاستقالات في أسرع وقت ممكن، وبموازاة ذلك عليها التعاقد مع مدرب وطني أو أجنبي يملك من المقومات والخبرة ما يجعه ملائما لوضع الفريق وقادرا على صقل لاعبيه وتنمية قدراتهم الفنية، على أن يتواجد مطلع أغسطس المقبل كحد أقصى، كما يفترض أن يتعامل اللاعبين بمسئولية وبدعم من إدارة النادي مع المرحلة المقبلة في أن يهيئوا أنفسهم نفسيا وبدنيا للموسم الجديد حتى يكونوا في قمة العطاء
العدد 3216 - الإثنين 27 يونيو 2011م الموافق 25 رجب 1432هـ