على رغم أن عمليات الدفان واستصلاح الأراضي لعبت دوراً محورياً في الازدهار الاقتصادي في مملكة البحرين من حيث ترسيخ وتوطيد مكانتها كمركز مالي في المنطقة، إلا أن هناك ثمة مخاطر بيئية أثارت بعض المخاوف العميقة. فالشعاب المرجانية، خصوصاً، أصبحت تحت ضغط شديد وتهديد فعلي وذلك من جراء عمليات الحفر والدفن، وحوادث التلوث النفطي، وعمليات الصيد بالشبكة، فضلاً عن مختلف مصادر التلوث البري.

وفي ظل هذا الخطر، بادرت جمعية البحرين للبيئة إلى وضع مشروع حيوي من شأنه إنقاذ الشعاب المرجانية الثمينة وغيرها من بيئات الأسماك في مياه مملكة البحرين من خطر الاندثار. وتتمثل هذه المبادرة في إنشاء شعاب مرجانية اصطناعية كمشروع مشترك مع المؤسسة المصرفية الرائدة إتش اس بي سي الذي سيقوم بتمويل هذه المبادرة المهمة.

وأشار الرئيس التنفيذي لبنك اتش اس بي سي البحرين باتريك غالاغر إلى أن «بنك إتش إس بي سي البحرين ملتزم تماماً بلعب دور فعال ونشط في حماية البيئة في البحرين وذلك من خلال التعاون الوثيق مع مختلف الجمعيات المعنية التي تشاركنا الرسالة والرؤية نفسهما من أجل مستقبل زاهر».

ويأتي هذا البرنامج في إطار تشكيلة من الأنشطة والبرامج التي وضعتها الحكومة والرامية إلى تحسين حالة البيئة البحرية والموارد السمكية في مملكة البحرين.

ووفقاً لريف بيس فإن الشعاب المرجانية في البحرين تتوزع على طول الشواطئ الشمالية والشمالية الشرقية. وهناك نحو 31 نوعاً من أنواع الشعاب المرجانية، بما في ذلك 25 نوعاً من الشعاب المرجانية الصلبة التي تمثل 19 جنساً مختلفاً. وتكمن الأسباب التي تضر وتؤثر الشعاب المرجانية في الصيد المفرط، والتلوث، والدفان على وجه التحديد. وأوضح الخبراء أن الشعاب المرجانية تعتمد على الأكسجين الصادر من الماء، وتتغذى على الكائنات الصغيرة التي تنتقل إلى فتحاتها عن طريق التيارات