العدد 3225 - الأربعاء 06 يوليو 2011م الموافق 04 شعبان 1432هـ

العالم على موعد لاستقبال دولة جنوب السودان الوليدة

يستعد جنوب السودان لإعلان انفصاله عن باقي السودان السبت المقبل، ليصبح أحدث دولة في العالم، في تطور يدفع الأمم المتحدة لمراجعة أسلوب التعامل مع الجنوب وبناء روابط جديدة.

ويرأس الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون وفد المنظمة العالمية الذي سيشارك في مراسم الاحتفال بعيد الاستقلال في جوبا عاصمة الدولة الوليدة، إذ تخرج أمة من رحم عقود من الصراع مع حكومة بقيادة عرب الشمال في الخرطوم- باستثناء هدنة دامت ست سنوات بفضل اتفاق السلام الشامل الذي أبرم 2005. وفيما تستعد جوبا للاحتفال باستقلالها السبت المقبل، يحتدم القتال الآن حيث يشتبك الجنوب مع قوات من الشمال في جبال النوبة الواقعة في الجنوب. إذ تدور اشتباكات بين الجيش الشعبي لتحرير السودان والقوات المسلحة السودانية التابعة للشمال في منطقة أبيي الغنية بالنفط، والواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب. وبدت الأمور وكأن كلاً من الخرطوم وجوبا تمكنتا من تسوية النزاع في جبال النوبة التابعة لولاية جنوب كردفان، الأسبوع الماضي، لكن بعد الموافقة على إنهاء القتال، لم يوقع أياً من الطرفين على اتفاق رسمي، الأمر الذي دفع بان كي مون للإعراب عن شعوره «بخيبة الأمل» عشية عيد الاستقلال.

دعا الأمين العام للأمم المتحدة الأطراف المتناحرة لتسوية النزاع عبر الحوار «ووقف المشاحنات على الفور، وضمان حماية المدنيين وتوفير الدعم اللازم لتوصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين». بالنسبة لجنوب السودان، فإن العمل وفق مقتضيات اتفاق السلام 2005 ينتهي السبت المقبل. كما ستنتهي مهمة عشرة آلاف من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في السودان والتي كانت تراقب تنفيذ الاتفاق. كان مواطنو جنوب السودان صوتوا في يناير/ كانون الثاني الماضي لصالح الانفصال عن الشمال بغالبية ساحقة. ويعتزم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع المقبل التوصية بمنح جنوب السودان عضوية الأمم المتحدة وهو المقترح الذي من المتوقع أن تصادق عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبذا تصبح جنوب السودان- لدى انضمامها-العضو رقم 193 في المنظمة. ويخطط مجلس الأمن الذي يرأسه السفير الألماني بيتر فيتنج، للتصويت هذا الأسبوع على مشروع قرار يهدف لتوجيه مهمة أممية جديدة لجوبا. وسيوصي المجلس في الثالث عشر من يوليو/ تموز الجاري بمنح عضوية الأمم المتحدة لجنوب السودان. وقالت الأمم المتحدة إنها تستعد للمرحلة التالية من انخراطها في السودان ذلك البلد الإفريقي النامي مترامي الأطراف، والذي مزقه الصراع على مدى عقود في بادئ الأمر بين الشمال والجنوب في البداية، والآن بين الخرطوم وجماعات المعارضة الإفريقية في إقليم دارفور غربي البلاد. وتحاول بعثة أممية-إفريقية لحفظ السلام قوامها عشرون ألف عنصر بين عسكري ومدني، الحفاظ على الأمن والنظام في دارفور. وقبيل أيام من انتهاء مهمة الأمم المتحدة في السودان، قال منسق الأمم المتحدة الإقليمي لشئون جنوب السودان، ديفيد جريسلي إن البعثة حققت إنجازات مهمة. وقال «جهود زملائي حققت مساهمة كبيرة في الحفاظ على السلام والاستقرار الشامل خلال السنوات الست الماضية، والتي أوصلتنا، إلى حيث نحن اليوم، فالعد التنازلي لاستقلال جنوب السودان يدخل مرحلته النهائية». واستشهد جريسلي بوساطة البعثة في نزاعات الشمال مع الجنوب، بما في ذلك وساطة فك الاشتباك بين الجيشين، وتدريب عشرات الآلاف من ضباط الشرطة في الجنوب والمساعدات الانتخابية في الاستفتاء حول الاستقلال والذي أجري في يناير/ كانون الثاني الماضي. لقد شرد الصراع بين الشمال والجنوب أناساً كثيرين من الطرفين. وقالت المفوضة السامية لشئون اللاجئين إن قرابة مليونين من أهل الجنوب يعيشون في الشمال، غير أن نحو 300 ألف منهم عادوا للجنوب منذ يناير. لقد أدى القتال الأخير في أبيي إلى نزوح نحو مئة ألف شخص من ديارهم حيث صاروا يعتمدون على مساعدات برنامج الأغذية العالمي، والذي يقوم بتوزيع الأغذية على نحو تسعمئة ألف شخص في الجنوب. وقالت المتحدثة باسم البرنامج، إيميليا كاسيلا إن الوكالة ترحب باستقلال جنوب السودان. وأضافت «السلام يعد مهماً للحفاظ على الأمن الغذائي»

العدد 3225 - الأربعاء 06 يوليو 2011م الموافق 04 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً