قال نشطاء في مجال حقوق الإنسان إن القوات السورية قتلت أربعة قرويين يوم الأربعاء في هجمات على منطقة في شمال غرب البلاد قرب تركيا في توسيع للحملة العسكرية الرامية لسحق المعارضة للرئيس بشار الأسد. وأضاف ناشط في إدلب والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الأربعة قتلوا في هجمات تدعمها الدبابات في أربع قرى على الأقل في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا.
ويكافح الاسد -- الذي ينتمي للاقلية العلوية -- لاخماد مظاهرات تزداد اتساعا في المناطق الريفية والقبلية وفي ضواحي العاصمة ومدن مثل حماة وحمص تطالب بانهاء حكمه الاستبدادي. ومنعت الاعتقالات الحاشدة والانتشار الكثيف لقوات الامن والميليشيا العلوية التي تعرف باسم الشبيحة المظاهرات في الاحياء التي تقع في وسط دمشق وفي مدينة حلب وهي مركز تجاري. ومنعت اعتقالات واسعة ونشر قوات الامن باعداد كبيرة بما في ذلك الميليشيا المعروفة باسم الشبيحة من حدوث مظاهرات في احياء وسط دمشق وفي المركز التجاري حلب. وبدأت الهجمات العسكرية على بلدات وقرى إدلب قبل خمسة أسابيع بعد احتجاجات كبيرة في مختلف أنحاء المنطقة الريفية تطالب بحريات سياسية. وأدت الهجمات إلى نزوح آلاف الناس إلى تركيا.
وقال ناشط في إدلب طلب عدم الكشف عن هويته خوفا من الاعتقال لرويترز بالتليفون "نشهد تصعيدا عسكريا بعد التصعيد السياسي من جانب النظام." وكان يشير الى الاعتقالات التعسفية لالاف السوريين التي اشتدت في الاسبوعين الاخيرين حسبما ذكر دعاة لحقوق الانسان. واستمرت الاعتقالات مع ان السلطات عقدت ما أطلقت عليه مؤتمر "حوار وطني" يتألف في معظمه من مؤيدي الاسد. وهاجم الموالون للاسد أيضا السفارتين الامريكية والفرنسية في دمشق. وطوق موالون للأسد في مدينة اللاذقية الساحلية يوم الاربعاء المجلس البريطاني وهو مؤسسة رئيسية للسوريين الراغبين في تعلم الانجليزية. وقال شاهد انهم ألقوا البيض وحبات الطماطم (البندورة) على المجمع وأطلقوا كلمات بذيئة في حق بريطانيا ورئيس وزرائها ديفيد كاميرون لكن لم يدخلوا المجمع.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن السورية ألقت القبض على 30 شخصا على الاقل من بينهم المخرجان السينمائيان نبيل المالح ومحمد ملص والممثلة مي سكاف خلال احتجاج للمطالبة بالديمقراطية في دمشق يوم الاربعاء. وكان هؤلاء ضمن مجموعة فنانين اصدروا بيانا هذا الاسبوع يندد بعنف الدولة ضد المحتجين ويطالب بالمساءلة عن قتل المدنيين والافراج عن الاف السجناء السياسيين المحتجزين دون محاكمة. وقال بيان للمنظمة السورية لحقوق الانسان سواسية "انه كان احتجاجا سلميا لكبار الفنانيين والمثقفين. وطوقتهم قوات الامن والشبيحة ووجهت إليهم السباب." وقال مقيمون انه عثر في الشهر الحالي على المطرب ابراهيم قاشوش ميتا في نهر العاصي بحماة مذبوحا بعد تأليف أغنية دعا فيها الرئيس السوري بشار الاسد الى الرحيل ورددها مئات الاف السوريين في المدينة. ويذكر الهجوم باغتيالات منتقدي عائلة الاسد في الثمانينات داخل وخارج سوريا. وعثر على جثة الصحفي اللبناني سليم اللوزي ويده مغموسة في أحماض في لبنان.
وحذرت قوى دولية من بينها تركيا الاسد من تكرار المذابح التي كانت ترتكب في عهد والده الرئيس حافظ الاسد الذي سحق بوحشية تحديات اليساريين والاسلاميين لحكمه. وزار السفيران الامريكي والفرنسي حماة لاظهار التأييد يوم الجمعة. وبعد ثلاثة أيام تعرضت السفارتان للهجوم من جانب مؤيدي الاسد. ولم يقتل أحد في الهجمات التي ندد بها مجلس الامن التابع للامم المتحدة. ولقيت هذه الهجمات ردود فعل حادة من واشنطن وباريس اللتين تزعمتا جهودا لرد اعتبار الاسد دوليا مقابل اشاعة الاستقرار في لبنان. وقال الرئيس باراك اوباما يوم الثلاثاء إن الرئيس السوري بشار الأسد "فقد شرعيته" لتقاعسه عن إنجاز تحول ديمقراطي في بلاده لكنه لم يصل إلى حد المطالبة صراحة بتنحيه عن الحكم. وقال مقيمون انه في محافظة دير الزور بشرق البلاد وقع انفجاران في خطي أنابيب لنقل الغاز. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء أن حريقا اندلع في خط أنابيب إما بسبب اشتعال أعشاب يابسة قريبة من الأنبوب أو حدوث تسرب منه. ونفحت الاعداد المتزايدة للمتظاهرين حياة جديدة في المعارضة السورية. وانتهى اجتماع للمعارضة السورية في اسطنبول يوم الاربعاء بدعوة للجيش لان يحمي الشعب وان ينحاز الى المحتجين.