فرضت تونس اعتبارا من ليلة أمس الاثنين ولأجل غير مسمى حظرا للتجول في جميع أنحاء محافظة سيدي بوزيد بوسط البلاد والتي شهدت خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة احتجاجات وأعمال عنف أسفرت عن مقتل صبي /14 عاما/ برصاص الجيش وجرح عدد ممن أسمتهم السلطات بـ"المشاغبين".
وقال مصدر رسمي إنه "على إثر أحداث الشغب التي جدت يوم الأحد وتواصلت يوم الاثنين بمختلف معتمديات محافظة سيدي بوزيد، قررت السلطات الجوية منع الجولان بكامل المحافظة اعتبارا من اليوم الاثنين بداية من الساعة العاشرة ليلا (التاسعة ليلا بتوقيت جرينيتش) إلى غاية الخامسة صباحا". وذكرت وزارة الداخلية في بيان أصدرته مساء الاثنين أن فرض حظر التجول يهدف إلى "حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة " وأن العمل به سيتواصل "إلى أن يأتي ما يخالف ذلك".
وكانت شرارة الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي انطلقت من مدينة سيدي بوزيد في 17 كانون أول/ديسمبر عندما أحرق البائع المتجول محمد البوعزيزي نفسه أمام مقر المحافظة احتجاجا على ظروفه المعيشية السيئة. وشهدت عدة مناطق في تونس منذ الجمعة الماضية احتجاجات على أداء الحكومة الانتقالية تخللتها أعمال عنف وعمليات تخريب وحرق طالت مراكز أمنية وتجارية وإدارية وممتلكات خاصة وعامة. والقت الحكومة باللائمة في هذه الأعمال على ما وصفتها "بمجموعات دينية متطرفة" قالت إنها تريد "بث الفوضى في البلاد" قبل موعد انتخابات المجلس التأسيسي المقررة في 23 تشرين أول/أكتوبر المقبل.