العدد 1364 - الأربعاء 31 مايو 2006م الموافق 03 جمادى الأولى 1427هـ

كلينسمان لم يسعد الجميع باستبعاده المهاجم كوراني

صمت وحيرة من اختيارات «كولومبوس ألمانيا»

سرت مساء (الأحد) 41 مايو/ أيار الماضي أي قبل يوم فقط من إصدار التشكيلة الرسمية لمنتخبات كأس العالم، شائعة بين الوسط الكروي في ألمانيا بعد أن وشى بعض المقربين من كبار المسئولين في الاتحاد الألماني لكرة القدم (دي أف بي) مفادها أن مدرب المنتخب الألماني يورغن كلينسمان سيكشف عن مفاجأة كبيرة حين يقدم في اليوم التالي تشكيلته لخوض معركة كأس العالم التي تجرى للمرة الثانية على أرض ألمانيا.

في البداية راح البعض يتكهن بأن كلينسمان مثلما فعل مدرب المنتخب السابق رودي فولر، سيستدعي أحد اللاعبين المخضرمين، نظرا إلى أن غالبية التشكيلة من الوجوه الجديدة على المنتخب، أما البعض الآخر فقد وقع في حيرة. هل يستدعي كلينسمان أحد اللاعبين الناشئين مثلما فعل مدرب منتخب إنجلترا السويدي سفين غوران أريكسون حين استدعى ثيو والكوت البالغ عاما من العمر على رغم أنه لم يسبق له أن لعب مباراة دولية واحدة. هل سيكون إشراك لاعبين ناشئين موضة في بطولة العالم ؟

صحيح أن مستوى الدوري الألماني ليس أفضل من مستوى الدوري في اسبانيا وإيطاليا وبالتأكيد إنجلترا، لكن كلينسمان ومعاونيه كثفوا في المدة الأخيرة مراقبة عدد من اللاعبين بحثا عن مواهب جديدة لتغطية الثغرات الموجودة في تشكيلة المنتخب، مثلا لاعب هامبورغ بيوتر تروخوسكي الذي جاء في التقرير الذي أعد عنه أنه يجيد الكرات الرأسية أفضل من أي لاعب آخر في المنتخب. كذلك لاعب نورنبيرغ شتيفان كيسلينج في موقع رأس الحربة. ولاعب ماينتس مايكل تورك، الذي يسدد الأهداف على طريقة اللاعب الألماني الأسطورة جيرد مولر. ولاعبون آخرون في مراكز أخرى مثل سيمون رولفز من فريق باير لفركوزن الذي غالبا ما تشير الصحف المحلية إلى أوجه الشبه بينه وبين لاعب تشلسي الإنجليزي الجديد مايكل بالاك.

منذ تسلمه منصبه بعد الفشل الذريع للمنتخب الألماني في بطولة الأمم الأوروبية في البرتغال قبل عامين يسعى كلينسمان إلى تحديث المنتخب الألماني، ويقول محرر كرة القدم في صحيفة «زود دويتشه» التي تصدر في مدينة ميونيخ كريستوف كنير: «لو كان فولر في منصبه اليوم لكانت مفاجأته للجمهور الألماني، عودة لاعبين مخضرمين. فحين قدم فولر تشكيلته لبطولة العالم فاجأ الجميع باستدعائه لاعب كايزرزسلاوترن كارستن يانكر، على رغم أنه لم يسجل هدفا واحدا في الدوري الألماني بعد عودته من اللعب في إيطاليا. باستثناء حارس مرمى أرسنال اللندني ينز ليمان وحارس مرمى بايرن ميونيخ أوليفر كان ومدافع باير لفركوزن ينز نوفوتني وزميله في النادي بيرند شنايدر، وهؤلاء يلعبون آخر مرة في بطولة العالم، فإن تشكيلة المنتخب الألماني مكونة من عناصر شابة.

كانت هناك أكثر من مفاجأة في المؤتمر الصحافي الذي عقده كلينسمان في أحد صالونات شركة منتجة للسيارات في مدينة برلين، المفاجأة الأولى كانت خلو التشكيلة من اسم مدافع فريق فردر بريمن باتريك أومويلا الذي كان ضمن تشكيلة كلينسمان في مباريات المنتخب الألماني الأخيرة، أما المفاجأة الكبيرة فكانت اختياره مهاجم منتخب ألمانيا للشباب ولاعب فريق بوروسيا دورتموند ديفيد أودونكور، ولم يذكر كلينسمان اسم مهاجم شالكه المولود في البرازيل كيفن كوراني، لكن اسم هذا اللاعب كان في اليوم التالي على كل شفة ولسان. كان هذا أصعب قرار منذ أن استغنى كلينسمان نهائيا عن المدافع المخضرم كريستيان فورنز(بوروسيا دورتموند) الذي كان يحلم بأن يلعب في بطولة العالم ليختتم بها مشواره كلاعب محترف. وحين راح المدرب كلينسمان الذي يثير الجدل منذ وقت، يعلن أسماء لاعبي خط الهجوم مستهلا باسم هداف الدوري الماضي ميروسلاف كلوزة، ثم لاعب كولون الذي سينتقل قريبا إلى بايرن ميونيخ لوكاس بودولسكي، وكلاهما من أصل بولندي، جاء اسم أوليفر نويفيل من باير لفركوزن وتبعه اسم جيرالد أساموه من فريق شالكه، وهذا أول لاعب إفريقي الأصل يلعب في التشكيلة الألمانية، ثم جاء اسم مايك هانكه، الجوكر من فريق ولفسبورغ الذي كان على وشك السقوط إلى مصاف الدرجة الثانية في الأسبوع الماضي، وساد المكان صمت رهيب حين ظهرت صورة لاعب جديد، عوضا عن صورة كيفن كوراني. كأن الحاضرين أصبحوا بحاجة ماسة إلى تفسير من كلينسمان. منذ يوم (الاثنين) حصل كلينسمان الذي ما زال يقيم مع زوجته الأميركية وطفلهما في كاليفورنيا على لقب جديد «كولومبوس كرة القدم«، واعتبر البعض اختيار لاعب دورتموند الصاعد أودونكور، تعويضا لغياب فورنز(دورتموند) وخصوصا أن المباراة الثانية للمنتخب الألماني أمام الإكوادور ستجرى على ملعب بوروسيا دورتموند. لذلك فإن كلينسمان بحاجة ماسة إلى دعم الجمهور. وكانت المباراة الودية التي جرت أخيراً بين ألمانيا والولايات المتحدة قد تمت على ملعب دورتموند وضد التوقعات لم يتم استقبال كلينسمان بصفير الاستهجان. لكن المؤكد أن المدرب الألماني الذي قال ان الهدف الأقصى له هو وصول دور نصف النهائي، منح خصومه ومنتقديه فرصة بعد استغنائه عن كيفن كوراني ليبدأوا مناقشات جديدة بشأن كفاءة كلينسمان.

وقال أودونكور في أول تصريح له انه فوجئ بقرار كلينسمان وهو سعيد جدا لحصوله على فرصة لتقديم ما عنده. وكشف أودونكور عن أنه تبلغ بقرار كلينسمان حين اتصل به الأخير عبر الهاتف الخليوي ليطلب منه الانضمام إلى معسكر المنتخب، يذكر أن المباراة الأولى لألمانيا ستكون أمام كوستاريكا في ميونيخ والثانية أمام الإكوادور في دورتموند والثالثة أمام بولندا في برلين.

وبرر كلينسمان قراره بإخفاء اسم أودونكور لهدف حماية هذا اللاعب الشاب البالغ عاما من العمر من الصحافة ولاسيما أنه لم يسبق أن لعب مباراة واحدة مع المنتخب لكنه من أبرز لاعبي شباب ألمانيا لـ عاما. استعانة بهذا اللاعب الذي وصفته الصحف الألمانية بأنه أسرع لاعب في بطولة العالم إذ يقطع مسافة مئة متر بمدة , ثوان، يعتقد كلينسمان أنه سيكون بوسعه اللعب بأسلوب وبأسلوب .

المفاجأة الأخرى كانت عودة مدافع باير لفركوزن ينز نوفوتني إلى صفوف المنتخب الألماني علما أنه لم يسبق لهذا اللاعب البالغ سنة من العمر أن شارك في مباراة واحدة للمنتخب منذ تسلم كلينسمان مهمة تدريبه. كذلك أعلن كلينسمان عودة سيباستيان كيل (بوروسيا دورتموند) الذي شارك في المباراة الأخيرة أمام الولايات المتحدة.

منذ يوم (الاثنين) الماضي لم يعد اللاعبون أومويلا، كوراني، وفابيان إيرنست، يفهمون ما يجري حولهم. فقد تأهل أمويلا مع فريقه فردر بريمن لمسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، كما كان كوراني وإيرنست على وشك قيادة فريقهما شالكه إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لولا هزيمة شالكه أمام أشبيلية الذي فاز بالمسابقة عن جدارة بفوز ساحق على ميدلزبره الإنجليزي. هذا الإنجاز الكروي للموسم الماضي ومشاركتهم في مباريات المنتخب الألماني بعد مجيء كلينسمان جعل أومويلا وكوراني وإيرنست يعتقدون أنهم سيكونو ضمن التشكيلة.

وقال أومويلا الذي انتقل في الموسم الماضي إلى بريمن قادما من بيلفيلد: «خيبة أملي كبيرة. لكنني جهزت نفسي مسبقا للسيناريوهين. لا أشعر بحقد على المسئولين في المنتخب ولكنني مستاء. بالتأكيد لن أدمن على الكحول. على رغم ذلك أتمنى للمنتخب التوفيق والنجاح في مهمته». وقال مدير أعمال نادي فردر بريمن ولاعب ألمانيا الدولي السابق كلاوس ألوفس: «أكبر مفاجأة كانت عدم ضم أمويلا للتشكيلة علما أن لاعبي الدفاع الذين اختارهم كلينسمان ليسوا أفضل منه». وأردف ألوفس: «لو كلفت أنا باختيار لاعبي المنتخب لاختلفت التشكيلة تماما».

قال أودونكور انه شعر كأنه بلع لسانه حالما سمع قرار كلينسمان واعترف بأنه لم يتمكن من النوم وأضاف قائلا: «الليلة سأذهب إلى سريري على أمل ألا يكون هذا مجرد حلم». منذ أن كان أودونكور في سن الـ يلعب في بوروسيا دورتموند وعاش السنوات الثلاث الأخيرة في المدرسة الداخلية التابعة للنادي. ينحدر والده من غانا وأمه ألمانية وهناك نكتة عنه يشيعها مشجعو دورتموند تقول: «حين يركض أودونكور فإن رادار الشرطة يكشفه بسبب سرعته». في هذه النكتة إشارة إلى أن أبرز صفات هذا المهاجم السرعة. لكن مستواه الفني مع الكرة يختلف. إذ ضمه مدرب دورتموند بيرت فان مارفيك إلى تشكيلة الفريق ليسد الثغرة التي خلفها رحيل اللاعبين البرازيليين أموروسو وإيفرتون وكذلك تغيب المهاجم التشيكي كولر وزميله الألماني لارس ريكن بسبب الإصابة. ويشاع أن نادي ليدز يونايتد الإنجليزي يراقب أودونكور منذ أشهر ويفكر جديا بالتعاقد معه. لكن ليدز يونايتد مضطر الآن للانتظار حتى نهاية بطولة العالم لكرة القدم لمواجهة احتمالين: إما يرتفع سعر أودونكور إذا ساعد منتخب ألمانيا لتحقيق ما يصبو له المدرب كلينسمان، أو لا يتغير شيء في العقد الذي أعده الفريق الإنجليزي.حصل وأن نجحت تجربة لاعب سريع لكنه ضعيف بالتعامل مع الكرة. كان هذا مع لاعب كايزرزلاوترن هانز بيتر بريغل. ونصحت صحيفة (زود دويتشه) منتقدي قرار كلينزمان بعدم الاستهتار بالاستعانة بلاعب يتمتع بلياقة بدنية عالية، فهذا هو المطلوب في عصر كرة القدم الجديد

العدد 1364 - الأربعاء 31 مايو 2006م الموافق 03 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً