دعت هيئة تنظيم الاتصالات المشرفة على قطاع الاتصالات في المملكة المواطنين الذين يتقدمون ببلاغات بشأن الخدمات التي تقدمها شركة البحرين للاتصالات (بتلكو) إلى إرسال بلاغاتهم إلى مشغل الخدمة أولاً قائلة إن قانون الاتصالات لا يسمح لها البت في الشكاوى أو اتخاذ إجراءات ما لم تتم بطريقة قانونية.وقالت ناطقة باسم الهيئة «تسلمنا عدداً من الرسائل من الناس ولكن الشكاوى يجب أن ترسل إلى بتلكو أولاً حسب قانون الاتصالات مادة والتي مفادها أن الشكاوى يجب أن ترسل إلى مشغل الخدمة أولاً«. وكانت الناطقة تعلق على تذمر المواطنين من القرار الأخير الذي اتخذته الشركة الشهر الماضي بتنظيم خدمة الانترنت في المملكة.
وأبلغت الناطقة «الوسط» رداً على استفسار «لا نستطيع البت في الموضوع الآن. نحن نستقبل الشكاوى ونبحث الآلية للبت فيها«.
وكانت بتلكو قد طرحت خدمات جديدة للانترنت الخاصة بالمنازل تبلغ قيمتها بين ديناراً و ديناراً للخط الواحد وزادت سرعة الخدمة للحد من بعض «التجاوزات» التي تقول بتلكو إنها تؤثر على خدمة الانترنت في المملكة.غير أن بعض المواطنين تذمروا من هذه الخطوة وأرسلوا رسائل ونشروا عرائض تندد بهذه الإجراءات التي يتوقع أن تؤثر سلباً على ثقة بتلكو بين المواطنين وخصوصاً في ظل المنافسة الشرسة في قطاع الاتصالات في هذه الجزيرة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو ألف نسمة وسوقها محدودة.
وأوضحت عريضة نشرت على الانترنت وتم التوقيع عليها من قبل المواطنين أن العدد بلغ نحو خمسة آلاف مواطن يطالب بتلكو بخفض أسعار خدمة الانترنت التي على رغم أنها ليست عالية جداً فإنها ليست كذلك منافسة مقارنة ببعض الأسعار العالمية.
وأظهر بحث أن شركة «Speakeasy» في الولايات المتحدة الأميركية تعرض خدمات الانترنت بسرعة «Mbps 6» بسعر يبلغ نحو ديناراً في الشهر. وتعرض شركة Pipex في المملكة المتحدة خدمات الانترنت بسرعة Mbps 8 بقيمة ديناراً في الشهر تقريباً في حين تطرح شركة بهاما تليكوم كومباني في جزر البهاما هذه الخدمة بسرعة Mbps 1 بقيمة ديناراً في الشهر تقريباً. وجميع خدمات الانترنت السريعة التي تقدمها هذه الشركات غير محدودة.
غير أنه يبدو أن بتلكو اتخذت الخطوة الجديدة بعد التوسع في استخدام المواطنين خدمة الانترنت بطريقة غير منظمة ما يؤثر على بقية المستخدمين. كما أن بعض مستقبلي الخدمة يتخذ ذلك تجارة عن طريق بيع الخدمة إلى مستهلكين قريبين منه. ومنظر الأسلاك المتشابكة التي تصل بين منزل وآخر في بعض القرى والمدن لنقل خدمة الانترنت من مشترك واحد إلى عشرات المواطنين منظر مألوف للبحرينيين وقال الرئيس التنفيذي لبتلكو بيتر كالياروبولس إن شركته لا تستطيع منع ذلك. كما قال مسئول في الشركة إن هذه «التجاوزات» تستهلك نحو في المئة من طاقة الانترنت.
وأبلغ «الوسط» أن نحو في المئة من المستهلكين استفادوا من الخدمة الجديدة التي طرحتها الشركة.
بيان من الشركة قال «سيستفيد في المئة من الزبائن المشتركين في خدمات الانترنت غير المحدودة السقف ذات السعر الموحد من الخدمات الجديدة من حيث السرعة وأن أقل من في المئة من الزبائن المشتركين في خدمات الانترنت غير محدودة السقف ذات السعر الموحد قد لا يجنون أية فائدة بل قد يتأثر بعضهم سلباً من معدلات السعات الجديدة«. ولكن الشركة لم تقل هل سيتم تعويض هذه الفئة عن ذلك.
غير أن البعض ربط قرار بتلكو بشأن أسعار الانترنت والسرعة بتربعها على عرش خدمة الانترنت في المملكة من دون وجود منافس حقيقي يستطيع أن يقلب المعادلة كما يحدث في خدمة الهاتف الجوال في الوقت الحاضر بعد دخول شركة «ام تي سي فودافون» كمنافس قوي لبتلكو.
وكانت هيئة الاتصالات قد منحت رخصة إلى شركات لتقديم خدمة الانترنت في المملكة ولكن لا يبدو أن أحدها بدأ في تقديم الخدمة التي تأتي عن طريق شركة أقامتها الحكومة وهي «بدالة البحرين للانترنت» للمساعدة في توسيع استخدامات الانترنت في المملكة والتي على رغم تطورها لاتزال دون المستوى المطلوب. وشركة بتلكو هي الوحيدة في الوقت الراهن التي تقدم خدمة الانترنت عبر الهاتف الثابت. وعلى رغم من أن بعض الدول العربية عموماً والدول الخليجية خصوصاً فتحت قطاع الاتصالات فإنه البحرين تعتبر الرائدة في ذلك بسبب أن الباب مفتوح لجميع المستثمرين العرب والأجانب من دون استثناء وبشفافية تامة في العام ما يعكس تصميم المملكة على جعل المنافسة شريفة بين الشركات بهدف تقديم خدمات اتصالات أفضل وبأسعار منخفضة.
واستبشر المواطنون بعد حملة قامت بها بتلكو لتقديم خدمة انترنت بسعر يبلغ دنانير وطلبت رخصة من هيئة تنظيم الاتصالات لطرحها ولكن لا يبدو أن الهيئة على اقتناع تام بالعرض الجديد الذي لم يوضع موضع التنفيذ حتى الآن. غير أن قرار بتلكو الأخير فاجأ الجميع وقد يؤدي إلى تراجع في استخدام خدمة الانترنت في المملكة ما يتناقض والتوجه العام.وتملك حكومة البحرين حصة في بتلكو تبلغ نسبتها في المئة بطريقة مباشرة و في المئة بطريقة غيرة مباشرة. كما تملك شركة البرق واللاسلكي البريطانية في المئة والباقي يجرى تداوله في سوق البحرين للأوراق المالية.
وتعتزم شركة البرق واللاسلكي بيع حصتها في بتلكو إلى طرف ثالث وهو التوجه نفسه الذي يتوقع أن تقوم الحكومة بعمله ولكن لم يتم تحديد وقت معين أو يقدم مزيد من المعلومات
العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ