وتأتي فكرة هذه الحملة لتتماشى مع التغيير الذي شهده قطاع الاتصالات بتحوله إلى قطاع محرر تتوافر فيه عدة خيارات لمستخدمي خدمات الاتصالات مع دخول شركات جديدة في هذا القطاع، إذ إنه يجب على المستهلك أن يكون ملماً بكيفية اختيار الخدمة الأنسب لاحتياجاته. وتسعى الهيئة من خلال هذه الحملة إلى مساعدة المستهلك وذلك عن طريق توعيته بالأسئلة التي ينبغي أن يسألها قبل أن يختار الخدمة التي يرغب بالاشتراك فيها. لهذا فإن هذه الحملة تشجع المستهلك على المبادرة بالسؤال للحصول على المعلومات التي يحتاجها.
وقد أصدرت الهيئة عدداً من المطبوعات الإرشادية بالتزامن مع بدء هذه الحملة، منها «دليل المستهلك» وكتيبات حول التجوال الدولي وخدمة الاختيار المسبق للناقل بالإضافة إلى كيفية التعامل مع الشكاوى، وتحتوي هذه المطبوعات على معلومات مهمة يجب على المستهلك أخذها في الاعتبار، مثل كيفية احتساب المكالمات، والأمور الواجب الانتباه لها في شروط العقد، وكيفية التصرف في حال وجود شكوى لدى المستهلك تتعلق بالخدمة المقدمة. ومع الأخذ في الاعتبار أن لكل مستخدم احتياجاته الخاصة، فإن الهيئة، ومن خلال هذه المطبوعات والأدلة، توجه المستهلك للأمور التي ينبغي عليه أن يعرفها، تاركة له حرية اختيار الخدمة التي تناسبه بعد حصوله على المعلومات المطلوبة من مزود الخدمة.
هذا، وسيتم توزيع «دليل المستهلك» على المنازل في جميع مناطق المملكة للتأكد من وصوله لأكبر عدد من المستهلكين، وبالإضافة إلى ذلك فإنه سيتم توزيع الكتيبات الأخرى من خلال مراكز خدمات الزبائن لمزودي خدمات الاتصالات في المملكة، وتود الهيئة في هذا الصدد أن تعبر عن شكرها لمزودي خدمات الاتصالات لمشاركتهم في توزيع هذه الكتيبات، الأمر الذي يعد مؤشراً إيجابياً على اداركهم لحقوق المستهلك وخصوصاً حقه في الحصول على المعلومات التي يحتاجها.
وستكون كل المطبوعات المتعلقة بالحملة باللغتين العربية والانجليزية، كما أنه يمكن الحصول عليها من خلال الموقع الإلكتروني للهيئة. وكعادة الهيئة ستوفر هذه المطبوعات بطريقة برايل وبالأحرف الكبيرة عند الطلب.
وبهذ المناسبة، أدلى المدير العام للهيئة أندرياس أفاغوستي بتصريح قال فيه: «لقد كنا ومازلنا نعمل بصمت وبعيداً عن الأضواء للتأكد من وجود الإطار التنظيمي لتتمكن الشركات من تقديم خدماتها. يذكر أننا بدأنا نلاحظ أخيراً ظهور بعض النتائج الفعلية لعملنا في الثلاث السنوات الماضية، إذ إن هناك فعلاً خيارات في قطاع الاتصالات بالنسبة إلى بعض الخدمات، وستتوفر خيارات جديدة في خدمات أخرى قريباً ايضاً، ومع وجود هذه الخيارات سيحتاج الناس لاتخاذ قرارات مدروسة لاختيار الخدمة الأنسب لهم. ونحن، ومن خلال هذه الحملة، نأمل في أن نشجع المستهلك لأن يبادر بالسؤال للحصول على المعلومات التي تمكنه من اتخاذ القرار الصائب، إذ نعي تماماً أن الاختيار مسألة فردية تختلف باختلاف الشخص، ولهذا فقد عمدنا من خلال المطبوعات المتعلقة بالحملة إلى أن نوجه المستهلك إلى الأسئلة التي يجب عليه أن يسألها حينما يقرر الاختيار، ونأمل أن نكون قد وفقنا في اختيار هذا الأسلوب. كما أننا نتطلع لمعرفة رأي المستهلك في هذه الحملة، إضافة إلى أية أمور أخرى يرى أنها تستدعي المزيد من التوعية في مجال الاتصالات. وختاماً لا يسعني إلا أن أذكر المستهلك بأن الخيار متروك له لممارسة حقه بالسؤال«
العدد 1368 - الأحد 04 يونيو 2006م الموافق 07 جمادى الأولى 1427هـ