الزائر لمدينة شفاينفورت الألمانية هذه الايام قد يعتقد أنه أخطأ الطريق وسار في شوارع إحدى المدن التونسية التي تحتفل بأحد الاعياد، حيث تنتشر في المدينة اعلام تونس في كل مكان ويحتل أبناء شمال إفريقيا منطقة المشاة وسط المدينة بما في ذلك الميدان الرئيسي «ماركت بلاتس» الذي أقامت فيه الجالية التونسية خيمتين كبيرتين يجد فيه الزائر كل ما لذ وطاب من أنواع الطعام التونسي وخصوصاً وجبة «الكسكس» الشهيرة والشاي بالنعناع وغيرها من المأكولات الشعبية.
ويلفت نظر المرء وجود النارجيلة على كل مائدة كما يلاحظ اندفاع الألمان إلى الخيام رغبة منهم في معايشة أجواء العطلات في تونس واستعادة الذكريات من جديد وأخذ الصور فيما يفضل البعض الآخر مشاركة المشجعين في الرقص والتصفيق.
أما الخيمة الثانية فتعرض الهدايا والمنتجات اليدوية والحلويات الشرقية ويتمتع الزائر فيها بأجواء البازار في المدينة القديمة بتونس بكل ما فيه من بضائع ومنتجات.
وشارك في إعداد هذه الخيام عشرات المواطنين التونسيين ومنهم منصور ) عاماً( الذي جاء في مايو/ أيار الماضي من مدينة سوسة خصيصاً لمتابعة مباريات منتخب بلاده والبطولة بالكامل. وعن ذلك يقول والسعادة تغمره: «لقد حضرنا للدعاية لبلدنا بفضل جهود وزارة السياحة والقنصلية التونسية وسنظل في ألمانيا حتى الشهر الجاري وإذا تأهل منتخبنا للدور التالي فسنمد فترة إقامتنا بطبيعة الحال«.
ويضيف منصور «لقد استعدنا جيداً لهذه البطولة كمشجعين وأحضرنا راقصة شرقية معنا ونشعر بكرم الضيافة الألماني ويسعدنا وجود هذه الاعداد الكبيرة من الزائرين الألمان نظرا لقلة عدد المقيمين التونسيين في المدينة«.
ويعبر الألماني شتيفان من خلال ارتدائه وابنته البالغة من العمر خمسة أعوام زي منتخب تونس عن سعادته بذلك ويقول: «لقد زرت تونس أثناء عطلة أعياد الفصح ولهذا فأنا أشجع فريقها على رغم عدم رؤيتي لافراد المنتخب ولكن حبي لهذا البلد هو الذي جعلني في مقدمة المشجعين له في البطولة«. وعن الفترة التي قضاها شتيفان في تونس يقول: «لقد قضيت أسبوعين في المونستير وأدهشني الكرم والود الذي يتمتع به أهل هذا البلد وهو ما يجعلني مصمماً على العودة لزيارته مرة أخرى«. ومن بين مئات المشجعين التونسيين يعتبر البعض كرة القدم «اللغة» التي تجمع بين الشعبين حسبما يقول محمد بن عمار ) عاما( الطالب الذي حضر خصيصاً من مدينة لايبزج بشرق ألمانيا لمتابعة مباريات فريقه في البطولة وعن ذلك يقول: «كرة القدم تجعلك تشعر أنك في وطنك وأتمنى أن أحضر جميع المباريات ولكن عدم وجود تذاكر هو العقبة الوحيدة وأتمنى أن أحصل على تذاكر لمشاهدة بعض المباريات«. وتؤكد عمدة مدينة شفاينفورت جودرون جريسر سعادتها بوجود بعثة المنتخب التونسي قائلة: «نحن الألمان نعرف الكثير عن تونس من خلال الرحلات والعطلات التي يقضيها الكثيرون هناك وأنا شخصياً زرت تونس مرتين واقمت في كل مرة ثلاثة أسابيع كاملة تعرفت فيها على البلاد طولا وعرضا وأرى بين الألمان تشجيعاً لصالح تونس تنتقل شرارته بسرعة كبيرة«. وتأمل عمدة المدينة أن يحضر الكثير من الزوار أثناء كأس العالم واستغلال الحماس لكرة القدم في تحقيق التبادل على جميع المستويات الثقافية والسياحية والاقتصادية والانسانية بما في ذلك برامج الطفولة والشباب وتشير إلى رد الفعل الايجابي بين سكان المدينة لوجود المشجعين التونسيين لدرجة أن الألمان يسألونها عن حال الضيوف التونسيين وإذا ما كانوا يشعرون بالسعادة والراحة في إقامتهم بالمدينة
العدد 1376 - الإثنين 12 يونيو 2006م الموافق 15 جمادى الأولى 1427هـ