العدد 1377 - الثلثاء 13 يونيو 2006م الموافق 16 جمادى الأولى 1427هـ

حفاظ: مناقصة لشراء أجهزة لـ «العلاج الإشعاعي»

تعقيباً على تحقيق «الوسط»

قالت وزيرة الصحة ندى حفاظ في اتصال هاتفي مع «الوسط» إنه تم إعلان مناقصة شراء الأجهزة المطلوبة لتطوير وحدة العلاج الإشعاعي بمركز علاج الأورام بمجمع السلمانية الطبي. جاء ذلك تعقيباً على تحقيق نشرته «الوسط» أمس، تناول بعضاً من نواقص وحدة العلاج الاشعاعي ومشكلاتها.

من جانب آخر، أكد مسئولو إدارة العلاقات العامة بالوزارة اهتمام الوزيرة شخصياً بالتحقيق. كما أبدى المسئولون رغبة الوزارة التامة في التعاون مع الصحافة لخدمة الصالح العام، واعدين في الوقت نفسه بتقديم إجابات عن كل استفسارات «الوسط» التي تحفّظ مسئولو مركز علاج الأورام عليها في وقت سابق.

يذكر أن وحدة العلاج الإشعاعي تعاني من تأخر في تقنيات العلاج المستخدمة فيها، إضافة إلى انتهاء صلاحية بعض أجهزة العلاج وبرامجه، عدا عن نقص كبير في الموارد البشرية.

تقارير تثير تساؤلات ووزارة الصحة تتحفظ على الإجابات! ()

متى تنتهي تجاوزات مركز علاج الأورام

الوسط - منصورة عبدالأمير

لا يمكن اعتبار مركز علاج الأورام بمجمع السلمانية الطبي مرفقاً صغيراً لا قيمة له ضمن منظومة صحية! إذ إن هذا المركز، يعتبر الملجأ والأمل في انهاء معاناة وآلام الكثير من مرضى السرطان بكل أنواعه...

لذلك، كان لزاماً ان نسلط الضوء على الأوضاع (المقلقة) التي يواجهها هذا المرفق الحيوي، والذي يبدو بعيداً نوعاً ما عن التطورات التقنية في هذا المجال، والذي يمتلئ بكثير من التجاوزات والخروقات التي تجعلنا نثير التساؤل الأكبر: «متى تنتهي التجاوزات في المركز؟».

آخر التقارير التي حصلت عليها «الوسط» تشير إلى وجود نواقص وخروقات كثيرة في المركز، تأتي على رأسها مشكلة تقنية العلاج القديمة D2 التي لا تنتهي حكايتها بالموافقة على استبدالها بأخرى حديثة وأكثر تطوراً D,3 كما لا يمكن إقفال قضيتها عند شراء الأجهزة والبرامج المطلوبة لهذه التقنية وتركيبها فنحن هنا نتحدث عن أرواح الناس، وعن قسم هو الأخطر والأكثر حساسية من بين جميع أقسام العلاج بمستشفى السلمانية.

بداية خاطبنا وزارة الصحة للتحاور مع المسئولين في هذا القطاع والاستماع إلى وجهات نظرهم، لكن محاولاتنا رفضت كما باءت كل مساعينا بالفشل... ولذلك، قررنا البدء مع بعض المصادر التي تحدثت عن الوضع، مؤكدين أن الهدف هو لفت الانتباه إلى وضع هذا المركز المهم.


المطلوب: D وTRMI وجهاز تخطيط مقطعي

يقول بعض المتخصصين إن تقنية العلاج الاشعاعي الجديدة ليست هي كل ما يحتاجه قسم العلاج الاشعاعي التابع لمركز علاج الأورام، فهناك أيضاً حاجة لمعدات جديدة قادرة على تقديم خدمات تتناسب مع المقياس العالمي في علاج أمراض السرطان. حقيقة مثل هذه لم تكن غائبة عن علم المسئولين بالمركز أبداً إذ تشير أحد التقارير الموجهة من قسم العلاج الإشعاعي والمرسلة بتاريخ يوليو/ تموز لرئيس وحدة العلاج الإشعاعي جميل أحمد إلى أن القسم بحاجة إلى عدد من التطويرات أهمها، إضافة إلى تقنية D3 الأحدث في هذا المجال، إدخال نظام TRMI الذي يعد الأفضل لعلاج أنواع معينة من الأورام والذي يدمج دائماً مع تقنية D.3

كذلك تسرد رسالة أخرى صدرت من مركز علاج الأورام بتاريخ أكتوبر/ تشرين الأول وجهت لوكيل وزارة الصحة لشئون المستشفيات عبدالحي العوضي، بعض مطالب وحدة العلاج الإشعاعي التي لم يطلها أي تطوير حاصل في هذا المجال طوال أعوام تمثل عمرها.

من بين مطالب التطوير تلك، ادخال نظام لتخطيط العلاج الإشعاعي يعمل بتقنية D,3 وطبقاً للرسالة فان هذا النظام يمثل المقياس المعمول به في أفضل مراكز علاج السرطان في العالم بسبب ما يقدمه من جودة عالية في تخطيط العلاج مسبقاً.

وتشير الرسالة نفسها إلى ضرورة إحضار تقنية TRMI التي تم اعتمادها في الكثير من مراكز علاج السرطان في جميع أنحاء العالم. وهي تقنية من شأنها توجيه العلاج الاشعاعي بشكل دقيق للأعضاء المصابة من دون أن تتضرر الأعضاء الأخرى والأنسجة المحيطة. وتضيف الرسالة «أن الوزارة تتكبد نفقات هائلة لإرسال كثير من المرضى ممن يحتاج علاجهم لاستخدام هذه التقنية إلى الخارج، وان استحضار التقنية تلك سوف يوفر على الوزارة كلفة هائلة تصل إلى عشرات الآلاف من الدنانير».

أما المطلب الثالث الذي تتناوله الرسالة فهو جهاز تخطيط مقطعي rotalumiS TC الذي يعد أكثر فاعلية من الجهاز الموجود حاليا وهو nacS TC citsongaiD، وبحسب التقارير التي رفعها مجموعة من الاستشاريين فإن كلفة هذا الجهاز لا تتجاوز , دينار.

وطبقا للرسالة أعلاه فإن جهاز rotalumiS TC سيوفر قدرة على تخطيط العلاج الإشعاعي أكبر من تلك التي يقدمها الجهاز الموجود حاليا في القسم، كما أنه لا يمكن الاستفادة من التقنية الجديدة D3 وTRMI من دون وجود الجهاز الأكثر تطوراً.

يشار إلى أن المطالب أعلاه كانت قد رفعت عبر رسالة سابقة بعثت للوزيرة في أكتوبر/ تشرين الأول .


الوزيرة وعدت ... فهل تم التنفيذ؟

المطالب أعلاه لم تصل مكتب الوزيرة عبر رسائل من القسم وبحسب، بل إنه تم رفع القضية في مجلس النواب عبر سؤال وجهة النائب عضو لجنة الشئون الخارجية والدفاع والأمن الوطني أحمد حسين. الوزيرة في ردها صرحت في ابريل/ نيسان أمام مجلس النواب بأنه تم إعلان مناقصة شراء الأجهزة المطلوبة أعلاه، كما تم اعتماد الموازنة اللازمة لذلك. كما قدمت وعداً بأن تصل تلك الأجهزة في غضون أسابيع، أسابيع من نهايات أبريل الماضي، ذلك يعني أن الأجهزة وصلت الآن أو إنها في طريقها إلى الوصول، فهل حدث شيء من ذلك؟ هل تم تزويد القسم بأي أجهزة جديدة، وإلى أين وصلت خطة تطوير العلاج الإشعاعي التي تحدثت عنها الوزيرة؟ وهل تتضمن الخطة إحضار جهاز التخطيط الإشعاعي rotalumiS -TC الذي يعد أحد المعدات الضرورية لاستخدام برامج التقنية الجديدة D3 وTRMI، وخصوصاً أنها (أي الوزيرة) لم تذكر هذا الجهاز في ردها؟!

توجهنا بهذا السؤال لوزارة الصحة، ولقسم العلاقات العامة فيها على أمل تحويل تساؤلاتنا للجهة المعنية بالإجابة. بالفعل تم ذلك، وكما أكد مسئولو قسم العلاقات العامة، فإن استفساراتنا أرسلت لمركز علاج الأورام، لكن الإجابات لم تصل!

تحفظ القسم على كل استفساراتنا ورفض التعليق على أي منها، لسبب لم تعرفه الصحافة بعد، ومن دون اكتراث لأولئك الذين ينتابهم القلق من المرضى وأسرهم نتيجة التعامل مع تقنيات بائدة، وأجهزة منتهية الصلاحية.


فأين الخلاف يا وزارة الصحة؟

مرة أخرى، لم يكن لدى مسئولي وزارة الصحة إي إجابات، ومع انه لا يوجد خلاف بين ما أسماه استشاريو الصحة بـ «مزاعم» «الوسط»، وبين تقارير الوزارة نفسها، أو حتى تصريحات استشاريي القسم، أو قرارات وزيرة الصحة نفسها. إذ يؤمن الجميع بأهمية تزويد القسم بتقنية جديدة أكثر تطورا وأكثر أمانا وفاعلية للمرضى، كما أن تأثيراتها المدمرة أقل خطراً. لماذا إذاً التحفظ على تساؤلاتنا؟ ولماذا تحول الأمور لقضايا شخصية... سؤالان آخران يمكن اضافتهما لقائمة أسئلة «الوسط» وهما بحاجة لإجابة شافية ووافية

العدد 1377 - الثلثاء 13 يونيو 2006م الموافق 16 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً