أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس مبادرة للمصالحة الوطنية تستجيب للمطالب الأساسية للسنة وتتضمن عفواً عاماً عمن لم يرتكب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو ضد العراقيين، وإعادة النظر في هيئة اجتثات البعث، وحل الميليشيات الحزبية، وفتح حوار مع القوى غير المشاركة في العملية السياسية، في وقت قتل وجرح أكثر من شخصاً واختطف آخرون. ووجهت أمس رسمياً تهمة قتل مدنيين عراقيين لجنديين أميركيين.
ولقيت المبادرة التي تتضمن بنداً ترحيباً فورياً من ممثلي الكتل البرلمانية السنية والشيعية والكردية في البرلمان العراقي وإن كان بعضهم أبدى بعض الملاحظات تعليقاً عليها. وقال زعيم جبهة التوافق العراقية السنية عدنان الدليمي: «أؤيد هذه المبادرة وأدعو جميع أبناء الشعب العراقي لمساندتها لأنها ستكون الخطوة الأولى لتحقيق الأمن والاستقرار».
كما قال من كتلة الائتلاف العراقي الموحد جلال الدين الصغير: «قد تكون المصالحة الوطنية هي بداية لآمال كثيرة لأبناء الشعب العراقي». ولكنه أضاف «أتمنى أن تكون هذه الورقة مشروع عمل جاد وألا تبقى حبراً على ورق». و أضاف «باسم عائلات الشهداء أريد من رئيس الوزراء أن يرينا اليد الحديد وأن تُقطع الأيادي الإرهابية» وقال فؤاد معصوم من التحالف الكردستاني: «أية مبادرة سياسية لتثبيت الوحدة الوطنية هي مبادرة مباركة، وأية خطوة لاستتباب الأمن في البلاد هي ضرورية». وكان المالكي قال قبل أن يتلو بنود مبادرته: «إلى من يريد البناء نمد يد المصافحة بغصن الزيتون الأخضر وإلى من يصر على القتل نمد لهم يد القانون»، ملمحاً بذلك إلى الجماعات المسلحة التي تجنب المالكي أية إشارة صريحة إليها في مبادرته. وأكد أن «مبادرة الحوار والمصالحة لا تعني تكريم القتلة والمجرمين»، مضيفاً «إنما نأمل أن نتحرك مع الكثيرين الذين أدركوا أنه لا مستقبل لمعارضة العملية السياسية بعد الانتخابات ولا مجال للتهميش والإقصاء». وأضاف أن «ما يقوم به الإرهابيون أضاع فرحة العراقيين بسقوط نظام صدام».
وتابع أن «الصورة البشعة» التي تنقلها الفضائيات عن العنف في العراق ينبغي «الوقوف بوجهها بعدة وسائل» والسير جنباً إلى جنب في «التصدي للإرهاب بآليات الشدة والحزم وفي فتح باب الحوار لمن يرغب في الانضمام إلى العملية السياسية»، في إشارة إلى المتمردين. وأكد أنه «يطلق مشروع الحوار والمصالحة من أجل تأكيد التلاحم بين أبناء الشعب العراقي وإشاعة روح الانسجام بين مكوناته المختلفة وتعميم روح المواطنة المخلصة للعراق التي يتساوى عندها كل العراقيين في حقوقهم وواجباتهم من دون تمييز على أسس طائفية ومذهبية».
من جهته، دعا السفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاد أمس «المتمردين» في العراق إلى إلقاء السلاح والانضمام إلى العملية السياسية.
أمنياً، قتل شخصاً وأصيب آخرون بجروح في هجمات متفرقة بينها خمس هجمات بسيارات مفخخة وقعت أمس. وقال مصدر في وزارة الداخلية: «قتل مدنيان وأصيب خمسة آخرون في انفجار سيارة مفخخة إلى جانب نقطة تفتيش للجيش العراقي على مقربة من مستشفى الكندي (شرق بغداد)». وقال مصدر في الشرطة: إن «عبوة ناسفة انفجرت في سوق تحت التكية في منطقة الشورجة وسط بغداد ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين وإصابة آخرين ونشوب حريق في السوق الذي تباع فيه أدوات منزلية بلاستيكية». كما أعلن مصدر في الشرطة «إصابة أربعة مدنيين بجروح في انفجار سيارة مفخخة منتصف اليوم (أمس) ضد موكب لسيارات دفع رباعي تابعة لإحدى الشركات الأمنية في شارع السعدون قرب ساحة النصر».
وفي الموصل، قتل شخصان وأصيب أربعة آخرون بجروح في انفجار شاحنة مفخخة يقودها انتحاري.
وفي بعقوبة، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في هجمات متفرقة لمسلحين مجهولين وقعت بعد ظهر أمس. وفي سياق متصل، قالت مصادر أمنية إن ثلاثة من رجال الشرطة بينهم ضابطان هما العميد حسن عبدالجبار الخزرجي والمقدم ستار إبراهيم، قتلوا بعد ظهر أمس عندما أطلق مسلحون النار عليهم بينما كانوا يستقلون سيارة مدنية بعد انتهاء عملهم في وسط بعقوبة. وأوضحت المصادر أن أربعة من جنود الجيش العراقي قتلوا وأصيب أربعة آخرون في هجوم مسلح على نقطة تفتيش للجيش العراقي في خان بني سعد جنوب غرب بعقوبة.
وفي حادث منفصل، اغتال مسلحون ضابطاً في شرطة بعقوبة وفجروا سيارته في محاولة لاستهداف دورية شرطة كان يفترض وصولها لإجلاء جثته.
وفي العمارة، أعلن مصدر امني «مقتل مترجم عراقي يعمل مع القوات البريطانية لدى خروجه من منزله صباح اليوم (أمس) من قبل مسلحين يستقلون سيارة في وسط المدينة». إلى ذلك، أعلن مصدر أمني آخر أمس اختطاف مدنياً من قبل مسلحين شمال بغداد. وقال المصدر، مفضلاً عدم الكشف عن اسمه: «اختطف مدنياً بينهم ستة من العمال وعشرة من موظفي مركز بحوث التكنولوجيا على يد مسلحين يرتدون ملابس مدنية على الطريق الرئيسي باتجاه منطقة التاجي».
من جانبه، أعلن الجيش الأميركي في بيان أمس أن جندياً ينتمي إلى اللواء الثالث التابع لفرقة المشاة الرابعة قتل جراء انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع لدى مرور دوريته جنوب مدينة بعقوبة، في وقت أفاد فيه بيان عسكري أنه تم توجيه التهمة رسمياً إلى جنديين أميركيين بالقتل والتعدي على مدنيين عراقيين. وأوضح الجيش أن الجنديين اللذين ينتميان إلى إحدى وحدات الحرس الوطني اتهما بارتكاب «انتهاكات عدة للقانون العسكري».
باريس - أ ف ب
نشر «مجلس شورى المجاهدين» بزعامة تنظيم «القاعدة» في العراق، أمس على الانترنت شريطاً مصوراً مرفقاً ببيان وصور يؤكد «تنفيذ حكم الله» بالدبلوماسيين الروس الأربعة الذين خطفوا في العراق، إلا أن الشريط اظهر فقط ذبح اثنين وقتل ثالث بالرصاص. ويظهر في الجزء الأول من الشريط ومدته دقيقة و ثانية الرهائن الروس الأربعة يتكلمون بالروسية الواحد تلو الآخر وختمت الصورة في حديث ثلاثة منهم بتاريخ يونيو/ حزيران الجاري، وظهر في الفيلم رجلان ملثمان يلبسان الأسود ويقومان بذبح شخص معصوب العينين جاث على ركبتيه، وحده داخل غرفة، قبل أن يظهر شخصاً آخر مقطوع الرأس داخل غرفة ووضع رأسه فوق جسده، كما يتضمن الفيلم في المشهد الأخير منه صورة شخص ثالث يجثو على ركبتيه في الهواء الطلق ويقوم احد الأشخاص بضربه بالرصاص في رأسه متبعاً ذلك بآيات التكبير.
ولا يظهر الفيلم قتل الدبلوماسي الروسي الرابع إلا أن البيان الذي أرفق بالفيلم يؤكد ذلك، وجاء في البيان الموقع باسم الهيئة الإعلامية في مجلس شورى المجاهدين «إليكم (...) تنفيذ حكم الله بالدبلوماسيين الروس الأربعة نقدمه شفاء لصدور المؤمنين وثارا لإخواننا وأخواتنا وما يعانونه من تعذيب وتقتيل وتشريد من الحكومة الروسية»
العدد 1389 - الأحد 25 يونيو 2006م الموافق 28 جمادى الأولى 1427هـ