لوحت طهران مجدداً أمس باستخدام سلاح النفط «إذا هوجمت مصالحها» بسبب برنامجها النووي، رافضة في الوقت نفسه تعليق تخصيب اليورانيوم كشرط لاستئناف المفاوضات بشأن هذا البرنامج. وفي السياق ذاته، أعلنت الجمهورية الإسلامية أن ردها على الاقتراح الغربي سيكون «قبل» منتصف أغسطس/ آب المقبل، فيما انتقدت روسيا بشأن بوشهر .
وقال وزير النفط الإيراني كاظم وزيري همانه - بحسب ما نقل عنه التلفزيون الإيراني - «إذا تعرضت مصالح البلاد لهجمات فسنستخدم كل قدراتنا (للرد عليها) والنفط هو إحدى هذه القدرات». وبشأن احتمال فرض المجموعة الدولية عقوبات، اعتبر وزيري همانه أنه «في حال فرض عقوبات على القطاع النفطي في إيران (...) فإن سعر النفط سيرتفع بمقدار مئة دولار للبرميل على الأقل». واعتبر أن مثل هذه العقوبات «غير منطقية ومستحيلة، لأنه لن يكون من السهل تعويض حصص الإنتاج النفطي لإيران وموقعها القوي في قطاع صناعة النفط». وأضاف «العالم بحاجة إلى الطاقة ويدرك جيداً الانعكاسات على السوق التي سيتركها فرض عقوبات نفطية ضد إيران ولن يتخذ أحد مثل هذا القرار غير الحكيم».
إلى ذلك، جدد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي رفض طهران تعليق التخصيب. وقال المتحدث خلال مؤتمر صحافي إن «تعليق التخصيب خطوة إلى الوراء ونعتقد أن على أوروبا التفاوض من دون فرض شروط مسبقة». وأضاف «علينا إجراء مفاوضات بدلاً من فرض شروط مسبقة غير منطقية ولا أساس لها».
ومن جانبه، صرح وزير الخارجية التركي عبدالله غول الذي زار طهران أمس، رداً على سؤال عن تعليق تخصيب اليورانيوم، «هذه المسألة يجب أن تُحل بطريقة سلمية وسياسية»، مشيراً إلى أن «هذا الحل السياسي يجب أن يصبّ في مصلحة كل الأطراف». وأدلى الوزير التركي بتصريحه إثر لقائه نظيره الإيراني منوشهر متقي، وهو يحمل رسالة من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وكان غول عبّر عن اقتناعه بأن «رزمة الإجراءات المحفزة التي نقلت في من الشهر الجاري إلى الحكومة الإيرانية تشكّل فرصة جيدة لحل دبلوماسي للازمة».
ومن جانب آخر، أعلنت إيران أن ردها على الاقتراح الغربي الهادف لإنهاء الجدل الدولي بشأن برامج طهران النووية سيكون «قبل» منتصف أغسطس. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي للصحافيين في طهران: «لم نعطِ تاريخاً محدداً على الإطلاق، ولكننا قلنا فحسب خلال شهر مرداد (بالتقويم الفارسي)». يذكر أن شهر مرداد الفارسي يبدأ يوم يوليو/ تموز. وكان أحمدي نجاد قال الأسبوع الماضي إن إيران ستعطي ردها قبل نهاية شهر مرداد وهو ما يعني قرب منتصف أغسطس.
وقال آصفي: «يجب ألا نضحي بالشمول من أجل السرعة ونحن لا نحاول كسب الوقت ولكن ليس هناك تاريخ محدد ولا حتى لحين بدء قمة مجموعة الثمانية (منتصف يوليو)». وأضاف المتحدث أن ثمة اتفاقاً على الخطوط العريضة لعقد اجتماع جديد بين كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي لاريجاني والمنسق الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، ولكنه امتنع عن تحديد تاريخ أو مكان عقد الاجتماع.
وفي سياق آخر، انتقد آصفي أمس في مؤتمره الصحافي الأسبوعي «تباطؤ روسيا» في تشغيل محطة بوشهر الذرية، وقال إن «الروس لم يفوا بالتزاماتهم بصورة جيدة». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن آصفي توجيهه اللوم إلى روسيا بهذا الصدد، معرباً عن أمله بأن تفي بالتزاماتها في هذا الموضوع وتعوض عن التأخير. ورداً على سؤال يرتبط بزيارة رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية غلام رضا آغازاده لروسيا لصوغ جدول زمني لتشغيل محطة بوشهر، وهل أن تشغيل هذه المحطة سيكون في العام ، قال آصفي: «إنني ذكرت أن الروس تباطأوا في هذا المجال، لكننا نأمل أن يفوا بالتزاماتهم ويعوضوا عن التأخير».
طهران - د ب أ
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي أمس أن إيران ستعقد مؤتمرها المقترح المثير للجدل بشأن المحرقة النازية (الهولوكوست) في أكتوبر/ تشرين أول من العام الجاري. وكان الرئيس محمود أحمدي نجاد أثار غضب المجتمع الدولي العام الماضي بدعوته إلى محو «إسرائيل» من على الخريطة ووصفه لـ «الهولوكوست» بأنه «قصة خيالية» ومطالبته بنقل «إسرائيل» إلى أوروبا أو الولايات المتحدة.وفي أعقاب احتجاجات دولية قررت طهران عقد مؤتمر يناقش المشاركون فيه ما سمته «توضيح الأبعاد الحقيقية لـ (لهولوكوست)». وكان من المفترض أن يعقد المؤتمر في ربيع هذا العام لكن المراقبين يقولون إنه أرجئ لتفادي حدوث مشكلات محتملة للمنتخب الإيراني قبيل وأثناء بطولة كأس العالم لكرة القدم في ألمانيا.وسيحضر الكثير من العلماء المسلمين والغربيين المؤتمر الذي تردد أن ممثلين للنازيين الجدد في ألمانيا سيشاركون فيه أيضا.
طهران - قنا
قرر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله السيدعلي خامنئي أمس تشكيل المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية برئاسة سيد كمال خرازي. وذكرت المصادر الإيرانية أن المهمات الأساسية لهذا المجلس تنحصر في المساعدة لاتخاذ القرارات الاستراتيجية وإيجاد آفاق جديدة في العلاقات الإيرانية مع الدول الخارجية والاستفادة من آراء النخب في هذا الشأن، وتم تعيين علي اكبر ولايتي وعلي شمخاني ومحمد شريعتمداري ومحمد حسين طارمي أعضاء في المجلس لمدة خمس سنوات
العدد 1389 - الأحد 25 يونيو 2006م الموافق 28 جمادى الأولى 1427هـ