العدد 1389 - الأحد 25 يونيو 2006م الموافق 28 جمادى الأولى 1427هـ

تزايد المخاوف الأميركية إزاء الإرهاب «محلي الصنع»

بينما يحب كبار مسئولي البيت الأبيض كثيرا أن يشيروا إلى أن تنظيم «القاعدة» يعيش حال مطاردة مستمرة فإن توجيه الاتهام يوم الجمعة لسبعة أشخاص في ميامي ألقى الضوء على تهديد جديد يبعث على القلق يتمثل في إرهاب صناعة محلية. لاشك في أن الولايات المتحدة ركزت الحرب على «القاعدة» في أفغانستان وأماكن أخرى بعد هجمات سبتمبر/ أيلول. وهناك من يتهم واشنطن باستخدام أساليب شديدة القسوة من سجن غوانتنامو إلى قيام المخابرات الأميركية بتسليم سجناء لدول ربما يتعرضون فيها للتعذيب لكنهم يقرون بأن ثمة نجاح كبير في الحرب ضد «القاعدة».

وعلى الرغم أن زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن لايزال مطلق السراح وكذلك قادة آخرين بالتنظيم فإن أعضاء آخرين كثر قد اعتقلوا أو قتلوا. ومن بين هؤلاء أعضاء بارزون. بيد أن المشتبه فيهم الذين اعتقلوا في ميامي والمتهمين بالتآمر لنسف برج سيرز في شيكاغو - وهو أعلى مبني في البلاد - ليس لهم صلة على ما يبدو بتنظيم «القاعدة». وتحدث مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي روبرت موللر يوم الجمعة الماضي عن « تغير شكل الإرهاب» الأمر الذي تمخض عن تهديدات جديدة من إرهابيين محليين. وقال موللر: «بينما قطعنا شوطا بعيدا في شل النماذج التقليدية للإرهاب مثل تنظيم «القاعدة»، فإن تمازج العولمة والتكنولوجيا خلق اليوم سلالة جديدة من الإرهاب وقد تأتي التهديدات الإرهابية الآن من أفراد وخلايا أصغر غير واضحة المعالم لا تربطها بتنظيم القاعدة صلة ولكنها تستوحي الرسالة الجهادية». وأضاف موللر قائلا «ربما يثبت أن هذه الجماعات لا تقل خطورة عن تنظيم القاعدة إن لم تزد».

وفي معرض توضيحه لمسألة السلالة الإرهابية الجديدة تلك استخدام وزير العدل البرتو جونزاليس الكلمات نفسها تقريبا في مؤتمر صحافي تحدث فيه عن مؤامرة ميامي المزعومة. وقال جونزاليس «الإرهابيون والمشتبه أنهم إرهابيون في مدريد ولندن وتورنتو لم يكونوا أعضاء خلايا نائمة أرسلوا للقيام بمهمات انتحارية. لقد كانوا طلبة وتجاراً وأفراداً عاديين في المجتمع. لقد كانوا أشخاصا اعتبروا وطنهم لأي سبب من الأسباب عدواً.

وقال موللر إن مسئولي تنفيذ القانون لاحظوا أن هؤلاء الإرهابيين الجدد «يعملون تحت المراقبة». فبدلا من الاعتماد على تمويل من متبرعين إرهابيين في الخارج فإنهم يحصلون على المال بارتكاب جرائم من المستوى المنخفض حسبما قال. وتعمل الولايات المتحدة على قاعدة بيانات تضم ألف إرهابي أو مشتبه في انتمائه للإرهابيين لكن هذه القائمة ربما لا تشمل متشددا قرر ذات يوم أن يتحول إلى متطرف مسلح.

وقال موللر إن الانترنت تلعب دورا رئيسيا يسمح للإرهابيين المحتملين بالحصول على المعلومات أو تمريرها في سرية نسبية. وقال مدير المباحث الفدرالية «هناك ما يتراوح بين آلاف و آلاف موقع على الانترنت تشجع المتطرفين على بث أفكارهم وإقامة علاقة مع من يشاركونهم هذه الأفكار. وأشار موللر إلى أن خلايا الإرهاب المحلية يمكن أن تكتسب زخما جديدا عبر أرضيات مختلفة من الجماعات إلى السجون والمراكز المجتمعية إلى الانترنت. وأضاف قائلا إن ثمة حاجة لجهد دولي للتصدي للإرهاب وإن لأجهزة الاستخبارات دوراً رئيسيا في هذا الشأن يتمثل في اكتشاف هذه الجماعات الصغيرة فور ظهورها وقبل أن تضرب ضربتها

العدد 1389 - الأحد 25 يونيو 2006م الموافق 28 جمادى الأولى 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً