جاءوا من اليونان وألمانيا وكوسوفو ومصر والاردن ولبنان حاملين ازاميلهم لينفذوا على الصخور ما حملته افكارهم. ثمانية فنانين تركوا ثماني تجارب مختلفة وثمانية مسارات وثماني رؤى توزعت بين معاناة الارض واشرعة السفن وجذع الشجرة وحمائم السلام في تناغم واضح مع الطبيعة. جاء ذلك في اطار سمبوزيوم طرابلس الدولي الاول للنحت الذي أشرف على تنظيمه الفنان اللبناني عدنان خوجة في مسعى قال انه لتفعيل عمل المحترفات ولاسيما بعد رحيل رائد هذه المحترفات في لبنان هذا العام الفنان الفرد بصبوص صاحب محترف «راشانا».

وقدم الفنان اليوناني انطونيو ميرودياس منحوتة تمثلث في لقاء بين مدينتي طرابلس واثينا الساحليتين فنحت ثلاثة اشرعة كتب عليه «رسالة محبة للبنانيين» بالحرف الفينيقي. اما الفنان الالماني اولفر ماتس فقد حوّل حجره إلى عمل فني على شكل مكبر للصوت فيما اطلق الفنان فالي بركوزي من كوسوفو صرخة للسلام عبر تقديمه جذع شجرة ضخما تتفرع منه بدل الغصون مجموعة من الحمائم تضرب اجنحتها في السماء. وحاول الفنان المصري حسين كامل التماهي مع الحضارة الفرعونية فجسد منحوتة تختصر الكثير من الرموز التاريخية بينما كان الاردني محمد جالوس الفنان الوحيد الذي شذ عن قاعدة النحت وقدم لوحة خشبية مؤلفة من مربعات اسكن في كل منها وجها من وجوهه التي حملته إلى الشهرة والابداع. وأدخلت منحوتتان لكل من الفنانين اللبنانيين سعيد ابو محرز وشوقي شمعون اللتين تمثلان الطابع التاريخي والاسطوري للازمان والحقبات التي مرت بها طرابلس على مدى حقبات من الازمنة. فقد ادخلا إلى اعمالهما الاشكال الهندسية المعدنية كما الخشبية ليضفيا على العمل رونقا جديدا من حيث توليف المعادن والاخشاب مع المنحوتات الحجرية. وجسدت منحوتة خوجة التي اطلق عليها اسم «معاناة الارض» حركة حنونة لاجساد ملتفة عن كرة قائلا ان «الارض اليوم مريضة تعاني من مشكلات بيئية كثيرة سببها الجشع والجهل». وغالبا ما تشهد المناطق اللبنانية مع بداية فصل الصيف محترفات للنحت والرسم توزع منتجاتها على الساحات العامة وخصوصا تلك التي تقام كل عام في اهدن الشمالية وفي عالية في جبل لبنان