العدد 3259 - الثلثاء 09 أغسطس 2011م الموافق 09 رمضان 1432هـ

الرياض تقود التحرك الخليجي في الضغط على نظام الأسد

استدعت السعودية سفيرها في دمشق يوم الأحد الماضي؛ تعبيراً عن استيائها من قمع التظاهرات الاحتجاجية في سورية، تلتها في هذه الخطوة الكويت ثم البحرين.

وفي خطوة تخالف تحركاته الدبلوماسية المتكتمة عادة، طالب العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الأسد في بيان مساء الأحد «بوقف آلة القتل وإراقة الدماء» في سورية محذراً من أن ما يحدث في هذا البلد «لا تقبل به السعودية» و «أكبر من أن تبرره الأسباب». وصدر هذا التحذير بينما ترتفع أصوات متزايدة في العالم العربي لتنضم إلى الاحتجاجات الدولية وتشدد الضغط على النظام السوري لوقف قمع الاحتجاجات التي أوقعت أكثر من ألفي قتيل منذ 15 مارس/ آذار بحسب منظمات غير حكومية.

وقال الملك عبدالله أن المملكة «تعلن استدعاء سفيرها للتشاور بشأن الأحداث الجارية في سورية». وأضاف أن المملكة «تقف تجاه مسئوليتها التاريخية نحو أشقائها مطالبة بإيقاف آلة القتل وإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان». وأكد العاهل السعودي أن «ما يحدث في سورية لا تقبل به المملكة العربية السعودية»، مشدداً على «أن الحدث أكبر من أن تبرره الأسباب بل يمكن للقيادة السورية تفعيل إصلاحات شاملة سريعة (...) لا تغلفها الوعود بل يحققها الواقع».

وقالت صحيفة الوطن السعودية إن الملك عبدالله أصدر هذا الموقف بعد فشل اتصالات أجرتها السعودية مع نظام الأسد لحضه على وقف العنف.

وكتبت الصحيفة المقربة من السلطة أن «هناك اتصالات سياسية سبقت الخطاب وهذه الاتصالات وصلت إلى طريق مسدود، إذ مضى النظام السوري في طريق تأزيم الأوضاع، ما جعل المملكة تتخذ موقفاً واضحاً».

من جهته رأى المحلل صدقة فاضل أن العاهل السعودي استجاب «لاستغاثة من الشعب السوري»، موضحاً أن الموقف السعودي لايزال «في مرحلة التحذير وقد تتخذ المملكة إجراءات أكثر صرامة» حيال دمشق. وتتسم العلاقات بين الرياض ودمشق بالصعوبة منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري المقرب من السعودية في العام 2005.

وعلى إثر التحرك السعودي أعلن وزير الخارجية الكويتي، محمد الصباح سالم الصباح أمس الأول (الإثنين) أن الكويت قررت استدعاء سفيرها في دمشق؛ تعبيراً عن احتجاجها على قمع التظاهرات المعادية للنظام. وقال الصباح «قررنا استدعاء سفيرنا من سوريا للتشاور». وأضاف «لا يمكن لأحد أن يقبل بإراقة الدماء في سورية... لابد من وقف الخيار العسكري»، مثنياً على القرار السعودي المماثل.

وقال المحلل السعودي جمال خاشقجي معلقاً على خطاب الملك عبدالله إن «استدعاء السفير السعودي من دمشق قد تليه إجراءات مماثلة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى». وقال إن السعودية «ستتحرك علناً مع دول أخرى على الصعيدين الإقليمي والدولي للضغط على نظام دمشق من أجل أن يوقف حمام الدم».

وقال خاشقجي، القريب من الأوساط الرسمية السعودية، إن «اجتماعاً بين سعوديين وأميركيين وأتراك سيعقد قريباً في إحدى عواصم المنطقة» في هذا السياق. ولا يقر النظام السوري بحجم الاحتجاجات ويتهم «جماعات مسلحة» بالوقوف خلف الاضطرابات.

وجاء خطاب الملك عبدالله غداة نداء ملح وجهه مجلس التعاون الخليجي إلى سورية طالبه فيه بـ «الوقف الفوري لإراقة الدماء»، معرباً عن «القلق البالغ والأسف الشديد» حيال «الاستخدام المفرط للقوة» في سورية.

غير أن سورية سارعت إلى رفض البيان الخليجي مؤكدة أنه كان أحرى بالمجلس أن يدعو إلى وقف «أعمال التخريب وشجب العنف المسلح الذي تقوم به جماعات» في سورية. كما يأتي خطاب الملك عبدالله بعد بيان مماثل أصدره الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وطالب فيه السلطات السورية بـ «الوقف الفوري» للعنف، في أول بيان رسمي صادر عن الجامعة بشأن قمع الاحتجاجات الشعبية.

وحثت الكويت الأسبوع الماضي سورية على وقف إراقة الدماء بعد نحو 5 أشهر من الانتفاضة المناهضة للنظام التي أسفر قمعها عن سقوط أكثر من 1600 قتيل بحسب مصادر حقوقية.

ونظم مئات الكويتيين تظاهرات يوم الجمعة الماضي لـ «نصرة الشعب السوري» مطالبين بطرد السفير السوري واستدعاء الكويت سفيرها من دمشق. غير أن وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله قال يوم الأحد الماضي إن الكويت لا تعتزم طرد السفير السوري. من جانبها، استدعت البحرين سفيرها في دمشق «للتشاور» حسبما صرح وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن حمد آل خليفة أمس الأول. وقال بيان للشيخ خالد على «تويتر» إن «البحرين تستدعي سفيرها في دمشق للتشاور، وقد ناشدتها للعودة إلى الرشد»

العدد 3259 - الثلثاء 09 أغسطس 2011م الموافق 09 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 9:39 ص

      أنظروا جيداً

      يا ليت إخواننا الخليجيين ينظرون جيداً إلى من دعاهم لسحب سفرائهم من دمشق، فهؤلاء هم جزء من المؤامرة الكبيرة على سوريا وليسوا سوريين حتماً فما يجري في سوريا عمليات مسلحة إرهابية كما قال سيادة الرئيس بشار الأسد ونحن السوريون الشرفاء واقفون إلى جانبه ولم نطلب من أحد التدخل ، وأطلب من العاهل السعودي أن يعي هذه المؤامرة لأننا جميعاً ذاهبون ولكن التاريخ وحده الذي سيسجل للدول العربية موقفها من الأزمة السورية، فنحن نحارب الإرهاب وسنبقى نحاربه مهما كانت الضغوطات

    • زائر 6 | 5:51 ص

      تركي

      والله دايم السعوديه سباقا لى الاخير ودعم الامن والاستقرار فى العالم العربي والله ينصر الشعب السوري واتمني السعوديه تزيد الظغط

    • زائر 3 | 3:14 ص

      بوعمر

      تسلم يا بومتعب عساك ذخر للأمة العربية والإسلامية قولوا آمين

اقرأ ايضاً