العدد 1334 - الإثنين 01 مايو 2006م الموافق 02 ربيع الثاني 1427هـ

كلينسمان: بهؤلاء اللاعبين أتمنى الفوز بكأس العالم 2006

السياسيون والاقتصاديون والرياضيون يتمنون نهاية سعيدة

عادت البسمة إلى وجوه المشجعين الألمان عقب فوز فريقهم القومي على منتخب الولايات المتحدة بنتيجة 1/4 في اللقاء الودي الذي جرى أخيراً على أرض نادي مونشنغلادباخ. وهكذا هدأت الانتقادات التي تعرض لها مدرب المنتخب الألماني يورغن كلينسمان الذي استغل الفوز ليهاجم وسائل الإعلام المحلية التي اتهمها بالعمل على تحطيمه بعد هزيمة ألمانيا على يد المنتخب الإيطالي في فلورنسا بنتيجة 4/1 وكان هذا آخر لقاء للمنتخب الألماني مع منتخب من فرق النخبة وضاعت على كلينسمان وتشكيلته فرصة أخيرة للفوز على واحد من أكبر منتخبات العالم علما بأن ألمانيا لم تهزم فريقاً كبيراً منذ العام 2000.

وكانت في العام المذكور قد فازت بهدف وحيد على المنتخب الإنجليزي في استاد ويمبلي قبل هدمه، ثم انتقم الإنجليز بعد العام بهزيمة الألمان في عقر دارهم بخمسة أهداف مقابل هدف واحد وكانت هذه أقصى هزيمة للماكينة الألمانية على يد الإنجليز.

ويشير برنامج المنتخب الألماني حتى موعد بدء المباريات النهائية لكأس العالم 2006 إلى أن كلينسمان اختار اللعب مع ثلاثة فرق لاختبار أعضاء تشكيلته قبل خوض معركة كأس العالم، وتعتبر ألمانيا على رغم أنها لم تعد بين أقوى عشرة فرق في العالم وفقا لقائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم التي يصفها الألمان بأنها مثيرة للجدل، فإن ألمانيا من ضمن الفرق المرشحة للفوز بكأس العالم لأنها تلعب على أرضها. وكانت ألمانيا قد فازت بكأس العالم العام 1954 ثم في العام 1974 وأخيرا في العام 1990 وكان كلينسمان حينها لاعبا في المنتخب الذي تغلب على الأرجنتين في المباراة النهائية بقيادة مدربه فرانز بيكنباور الذي يرأس اليوم اللجنة التنظيمية لكأس العالم 2006.

ومع اقتراب أولى المباريات التجريبية في 27 مايو/ آيار المقبل ضد لوكسمبورغ أحد أضعف الفرق الأوروبية ثم ضد اليابان بعد ثلاثة أيام وأخيرا ضد كولومبيا في الثاني من يونيو/ حزيران المقبل، ومع انتهاء قرار من يكون حارس مرمى المنتخب الألماني ووضع نهاية للمنافسة بين حارس مرمى فريق بايرن ميونيخ أوليفر كان أو حارس مرمى فريق أرسنال اللندني ينس ليمان الذي لعب موسما رائعا ووصل مع فريقه إلى الدور النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا، أما أوليفر كان الذي حرس مرمى منتخب بلاده في بطولة العالم السابقة التي جرت في كوريا الجنوبية واليابان وانتخب أفضل حارس مرمى في البطولة، فعلى رغم ارتكابه خطأ فادحاً في المباراة النهائية أمام البرازيل كلفت فريقه هزيمة لا تنسى، فهو على وشك الفوز مع بايرن ميونيخ ببطولة الدوري الألماني وسيلعب المباراة النهائية على كأس ألمانيا.

غير أن منتخب ألمانيا اليوم يختلف تماما من ناحية المستوى البدني والفني عن المنتخبات السابقة واللاعب القيادي الوحيد فيه هو لاعب وسط بايرن ميونيخ مايكل بالاك الذي يجري مفاوضات مع تشلسي اللندني للهجرة إلى انجلترا، وعلى رغم الفوز على الولايات المتحدة فإن الألمان مازالوا ينظرون بشك إلى فريقهم ولأول مرة لا يعتقد غالبيتهم أن فريقهم سيفوز بكأس العالم ويعتمدون في بناء هذا الرأي على وجود منتخبات كبيرة مثل البرازيل والأرجنتين وانجلترا وهولندا. إلا أن ألمانيا حصلت على ثلاثة منتخبات ليس منها من الفرق الكبيرة وهي كوستاريكا وإكوادور وبولندا في مجموعتها، وهنا يثق الألمان بأن فريقهم سيتجاوز الدور الأول لكن لا أحد يتنبأ باسم الفريق الذي سيقابل ألمانيا في الدور التالي إذ الفائز فقط يتابع سيره أما الخاسر فيودع البطولة بخفي حنين. انه شعور غريب عند الألمان يلمسه المرء في الشارع إذ كأس العالم ليست الموضوع المفضل مناقشته في المقاهي والمنتديات وكل ما هناك الأمل بألا يخيب كلينسمان آمال الشعب الألماني.

نادرا ما عاشت الكرة الألمانية أسوأ أيامها وسط شعور عدم الثقة مثل الآن في الأشهر الأخيرة. قبل أقل من شهرين على موعد المباريات النهائية اضطرت المستشارة الألماني أنجيلا ميركل إلى عقد اجتماع مع بيكنباور وكلينسمان في مكتبها. سبق اللقاء تصريحات ناقدة وجهها بيكنباور إلى كلينسمان لأنه مازال يفضل العيش في كاليفورنيا بعيدا عن أرض الواقع لكن الأخير وعد أن يقضي وقتاً أطول في ألمانيا. وكان الألمان خلال العقود السابقة وحتى منتصف التسعينيات يثقون ثقة عمياء في فريقهم القومي ويعرفون أنه قادر على تحقيق الفوز كلما أراد اللاعبون ذلك. وكانت الفرق المنافسة تدرك أنه ينبغي الاستعداد جيدا للقاء الماكينة الألمانية لأنها تدور مدة 90 دقيقة من دون توقف. لم يلعب الألمان بمستوى منتخب البرازيل ولا بمستوى منتخب فرنسا العام 1998 لكن لديهم دائما القدرة على اللعب كفريق وعدم التزام السكينة لحظة واحدة قبل مباغتة الفريق الخصم بهدف. امتازت المنتخبات الألمانية منذ العام 1954 حتى منتصف التسعينات باللعب الجاد إذ بالكاد يشعر المتفرجون أن الألمان استبد بهم التعب ولا يخسرون أعصابهم بسهولة ثم يعتقدون أنهم سيحققون الفوز حتى إذا تبقت دقيقة واحدة من عمر المباراة.

ويدين الألمان بامتنان كثير إلى كرة القدم فهي التي أعادت ألمانيا إلى حظيرة المجتمع الدولي بعد فوز فريقها ببطولة العالم العام 1954 في سويسرا حين تغلب على فريق المجر وكان الفوز بحد ذاته مفاجأة. وكانت ألمانيا الاتحادية دولة جديدة بعد هزيمة ألمانيا النازية وتقسيم ألمانيا إلى جزء شرقي محسوب على المعسكر الاشتراكي وجزء غربي محسوب على التحالف الأطلسي. إلى جانب المعجزة الاقتصادية كانت انتصارات المنتخب الألماني تسهم في رفع معنويات المواطنين الألمان وتنشر بينهم الحماس الوطني واعتاد الألمان على انتصار فريقهم. وقال كابتن انجلترا السابق جاري لينيكر مرة: «كرة القدم لعبة بسيطة: 22 لاعباً وكرة وفريقان يلعبان ضد بعض وفي النهاية تفوز ألمانيا».

لكن أيام زمان انتهت ولم تعد الكرة الألمانية تلمع وتسجل انتصارات كبيرة، ففي العام الماضي فشلت في الفوز ببطولة القارات التي جرت على أرضها بل لم تصل إلى الدور النهائي. وكانت قبلها قد خرجت بخفي حنين من بطولة الأمم الأوروبية وآخر بطولة عالمية فاز بها الفريق القومي الألماني كانت البطولة الأوروبية في العام 1996، هناك عدة أسباب جرى طرحها لتفسير تراجع مستوى الفريق القومي الألماني أولها أن المنتخبات القوية المنافسة تطورت وعززت صفوفها ببراعم جديدة، وندرت المواهب الجديدة إضافة إلى ضعف مستوى الدوري المحلي، ففي فريق بايرن ميونيخ أعرق الفرق الألمانية وأقواها على الإطلاق غالبية لاعبيه أجانب وفي المباريات القوية لا يزيد عدد لاعبيه الألمان عن ثلاثة هم «أوليفر كان ومايكل بالاك وسيباستيان شفاينشتايغر». وكون بطولة العالم ستجري للمرة الثانية في ألمانيا يأمل السياسيون الألمان فوز فريقهم لأنهم يعتقدون أن الفوز سيوفر فرصة للتفاؤل ويمنح البلاد دفعة اقتصادية تخفف أعباء البلد الذي يبلغ عدد العاطلين عن العمل فيه أكثر من خمسة ملايين عاطل. وقال كلينسمان: «سيوفر لنا الفوز فرصة لنقول للعالم: نحن هنا».

الآن اقتربت ساعة الحقيقة، ففي الخامس عشر من مايو سيتم الإعلان عن أسماء التشكيلة الألمانية التي ستتألف من 23 لاعباً. وقام موقع (شبيغل أونلاين) بالكشف عن أوراق كلينسمان على النحو الاتي:

ينس ليمان حارس المرمى رقم واحد الذي خلف الحارس أوليفر كان، على رغم السخط الذي أثاره كلينسمان بهذا الاختيار لدى غالبية الألمان وخصوصا أن الألمان مازالوا يذكرون كيف ساعد كان في وصول فريقه إلى نهائي كأس العالم العام 2002. حارس المرمى رقم 2 سيكون أوليفر كان ومن المحتمل أن يستقيل كان من اللعب لألمانيا فقد أوحى بتصريحاته أنه لن يكون حارس المرمى رقم 2. حارس المرمى الثالث تيمو هلدبراند من فريق شتوتغارت أو فرانك روست من فريق شالكه وكان هذا قد لعب 4 مرات للمنتخب الألماني.

في خط الدفاع سيعتمد كلينسمان على بير مرتيساكر(هانوفر) وكريستوف متسلدر(بوروسيا دورتموند) وفيليب لام (بايرن ميونيخ) وأرني فريدريش(هيرتا برلين). وكذلك باتريك أومويلا(فيردر بريمن) ومارسيل ينسن (مونشنغلادباخ) وروبرت هوت (تشلسي).

في خط الوسط ميشائيل بالاك(بايرن ميونيخ) وتوماس هتسلزبيرغر(شتوتغارت) وباستيان شفاينشتايغر(بايرن ميونيخ) وبيرند شنايدر(باير ليفركوزن) وفابيان إيرنست (شالكه).إضافة إلى تيم بوروفسكي وتورستن فرينغز(فيردر بريمن) وسيباستيان كيل (بوروسيا دورتموند).

في الهجوم ميروسلاف كلوزة(بايرن ميونيخ) ولوكاس بودولسكي(اف سي كولون) وكيفن كوراني وجيرالد أساموه (شالكه) وأوليفر نويفيل (مونشنغلادباخ)

العدد 1334 - الإثنين 01 مايو 2006م الموافق 02 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً