أخيراً حقق أبطال مملكة البحرين (المغامر) المكون من البطل فرج عبدالوهاب القاسمي والبطل عدنان إبراهيم الجابر إنجازاً جديداً يضاف إلى حصيلة انجازات مملكة البحرين بعد بلوغهما ارتفاع 8500 متر فوق سطح البحر وبفارق 348 مترا عن بلوغ قمة إيفرست، إلا أنه نظراً إلى أسباب صحية فقد تعذر على الفريق استكمال مشواره حتى بلوغ القمة... هذا الانجاز الذي حققه الفريق ببلوغه هذا المستوى والتكريم الذي حظي به الفريق في القاعدة الصينية في منطقة التبت على الارتفاع نفسه كان لائقاً وسمعة لمملكتنا الغالية صاحبة الانجازات في جميع المحافل.
ففي يوم (الأحد) 30 أبريل/ نيسان الماضي وعند الساعة 6,00 صباحاً بتوقيت جمهورية الصين الشعبية (1.00 صباحاً بتوقيت البحرين) تمكن أعضاء فريق أبطال البحرين من تسلق سلسلة جبال الهملايا والوصول إلى منطقة إيفرست على ارتفاع 8500 متر فوق سطح البحر (قمة إيفرست تبلغ ارتفاعها 8848 مترا) حاملين معهم القرآن الكريم وعلم مملكة البحرين وصورة عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبعد محاولات عدة لبلوغ القمة إلا أن الظروف الصحية لم تسمح للفريق من بلوغ القمة، إذ عندما وصل الفريق إلى ارتفاع 8500 متر إذ شعر أعضاء الفريق بالتعب الشديد والإرهاق وضيق التنفس على رغم استخدام اسطوانات الأوكسجين الصناعية ومع ذلك فقد زاد معدل سرعة خفقان القلب، ما حذا بمرشد الفريق النزول إلى مستوى أقل للراحة واستغرق ذلك نصف ساعة (4.30 صباحاً) تناول عندها أعضاء الفريق كميات كبيرة من دواء «Baby Asprein» بعدها قرر الفريق مواصلة الرحلة حتى بلوغ القمة وبعد مضي ساعة واحدة من المشي (5.30 صباحاً) وصل الفريق عند الارتفاع نفسه 8500 متر وبدأ يعاني من الظروف الصحية نفسها المتمثلة في ضيق التنفس وزيادة معدل سرعة خفقان القلب غير الطبيعي... وهو ما حدا بمسعف الفريق بتقديم توصيته إلى مرشد الفريق للنزول فوراً ومن دون المكوث على هذا الارتفاع الخطر نظراً إلى كون شعوب ساحل الخليج العربي تعيش على ارتفاع 2 متر فوق سطح البحر مقابل أن الفريق في منطقة ترتفع 8500 متر عن سطح البحر.
وأفاد قائد الفريق فرج القاسمي أن الهدف من الرحلة كان الوصول إلى أعلى ارتفاع عن سطح البحر والبلوغ حتى قمة إيفرست على ارتفاع 8848 مترا، بهدف تحقيق انجاز جديد يضاف إلى حصيلة انجازات مملكة البحرين، ولإثبات أن مملكة البحرين بها من الشباب القادر على تحدي الصعاب ومجابهة المخاطر من أجل رفع راية البلاد عالية خفاقة.
استغرق الإعداد والتنفيذ لمهمة «الطريق إلى إيفرست» مدة 8 أشهر، وهي رحلة غير عادية تمتاز بمخاطر مميتة استطاع الفريق أن يتفاداها بفضل رعاية الله له، وقد تم وضع برنامج تدريبي مكثف لمدة 6 أشهر بهدف الإعداد البدني لأعضاء الفريق لتحمل الصعاب قبل بدء الرحلة، وجاء البرنامج الثاني وهو التدريب على المشي على ارتفاعات عالية ومتفاوتة وعلى الطرقات والممرات الوعرة والخطرة الشبيهة بتلك الموجودة على سلسلة جبال الهملايا بهدف التأقلم مع الجو البارد والقارص والارتفاعات والعيش في الخلاء بالخيام البلاستيكية. وبدأت رحلة الفريق نحو إيفرست يوم 5 أبريل الماضي، إذ غادر الفريق العاصمة النيبالية «كتماندوا» التي تقع على ارتفاع 1500 متر فوق سطح البحر، وانتهت بوصول الفريق إلى مستوى 8500 متر.
وأكد عدنان الجابر في مكالمة هاتفية أن بلوغ الفريق لهذا المستوى من الارتفاع واجهته عدداً من المخاطر الحقيقية لعل أبرزها انخفاض معدلات الأوكسجين الطبيعية في الجو والجفاف الشديد وما نتج عنه من تشققات لأطراف اليدين والساقين والإحساس بالتعب الشديد والنعاس وزيادة الرغبة إلى النوم والصداع الدائم، وخصوصاً أثناء الليل ودرجات الحرارة المنخفضة جداً وكثرة الانهيارات الثلجية وعدم ثبات الأرض التي نمشي عليها، ما كان له الأثر في زيادة التقيؤ والإحساس بالتعب وزيادة دقات القلب أثناء القيام بأي حركة، فضلاً عن الإصابة بالحروق الشمسية وصعوبة عمل أجهزة التصوير والكاميرات والجسور الخشبية المعلقة الخطرة والتشققات الثلجية أثناء السير أو التسلق.
وقد تم فقد الاتصال بأعضاء الفريق لمدة عشرين يوماً، وذلك بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة التي كانت سائدة في مملكة النيبال وتلف جهاز الثريا عن العمل.
وسيعود الفريق إلى أرض الوطن حاملاً إنجازه التاريخي مساء غد (الأربعاء)
العدد 1334 - الإثنين 01 مايو 2006م الموافق 02 ربيع الثاني 1427هـ