تخرجت أمس الأول اول دفعة من المرشدات الدينيات اللائي - قال مسئولون - : انهن سيعملن على نشر الثقافة الدينية في المجتمع في خطوة وصفت بالأولى من نوعها بهدف تدعيم مسلسل الإصلاح الديني وحمايته من التطرف.
وقال وزير الأوقاف والشئون الإسلامية أحمد التوفيق في حفل تخرج المرشدات الخمسين انه «جاء بعد أن تلقين تكوينا دام 12 شهرا والذي أمر به العاهل المغربي من أجل تدعيم التأطير الديني في مساجد المملكة من حيث الواجبات الدينية ومن حيث الوعظ والإرشاد». وقال: إن هؤلاء تلقين تكوينا مكثفا وعصريا في عدة مجالات على رأسها القرآن والفقه والسنة ومناهج البحث والتصوف وتاريخ المسلمين والجغرافيا واللغات العربية والأجنبية.
وقال في الحفلة التي شهدت ايضا تخرج 150 إماما بتكوين عصري انه تم تكوينهم على أساس «الالتزام بالعقيدة والمذهب المالكي وبسياسة الدولة».
وكان العاهل المغربي في ابريل/ نيسان من العام 2004 قد اعلن عن «إرساء استراتيجية مندمجة وشمولية ومتعددة الابعاد... تهدف بالاساس الى تحصين المغرب من نوازع التطرف والارهاب والحفاظ على هويته المتميزة بالوسطية والاعتدال والتسامح». ويعتبر العاهل المغربي امير المؤمنين بحسب الدستور «وحامي حمى الملة والدين».
وقال العاهل المغربي في وقت سابق: «ان امر المرجعية الدينية محسوم في المغرب». وأعلن المغرب في وقت سابق عن إعادة هيكلة وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية من خلال «احداث مديرية التعليم العتيق وأخرى مختصة بالمساجد».
واعلن العاهل المغربي العام الماضي عن إنشاء هيئة للفتوى تجنبا «للفتنة والبلبلة».
ولجأ المغرب بعد التفجيرات الانتحارية التي هزت الدار البيضاء في مايو/ أيّار من العام 2003 التي حمّلت فيها السلطات المسئولية لاسلاميين متشددين الى مجموعة من الإجراءات كاغلاق بعض المساجد التي اشتبهت في تمويلها من طرف إسلاميين متطرفين للاحتماء بها والدعاية فيها.
ونفى وزير الأوقاف أن يكون تخرج دفعة اليوم من المرشدات والائمة بتكوين عصري وبطابع رسمي جاء للرد على بعض التيارات التي توصف بالمتشددة والتي تقوم بالوعظ أو الإرشاد في أماكن خاصة أو عامة من المجتمع.
وقال في تصريح لوكالو رويترز «تخريج هذه الدفعة ليس له أي علاقة بالارهاب أو بالرد على المتطرفين». واضاف «جاء تخرج هذه الدفعة من المرشدات لتلبية حاجات مجتمعنا اليومية».
وقالت المرشدة بورباش زهور (39 سنة) «دورنا سيتركز على التوعية والوعظ والارشاد في المجال الديني خاصة بالنسبة للنساء». واضافت «سيكون لنا نفس دور الامام الا اننا لن نؤم الصلاة ولن نلقي خطبة الجمعة». وقالت «إن الأمر محسوم بالنسبة للمذهب المالكي الذي يمنع أن تؤم المرأة الصلاة» بعد الجدل الذي أثير السنة الماضية بعد قيام امرأة بإمامة الصلاة في الولايات المتحدة الأميركية.
وقالت كريمة الرجيلي: «انها مسئولية جسيمة ملقاة على عاتقنا لخدمة بلدي». واضافت «اسعى وزميلاتي الى تصحيح صورة الدين الإسلامي الذي هو دين التسامح والرحمة» مشيرة الى الخلط الذي حصل في الغرب بين الإسلام والإرهاب.
وقال الامام محمد مفغوري وهو يقف في حفل التخرج بلباسه التقليدي «في هذا التكوين الذي تلقيته اعطيت الأولوية للمعارف الجديدة التي لا تدرس في المدارس القرآنية العتيقة كالإعلاميات وعلوم الاجتماع وتاريخ الأديان وثقافة الآخر... هذه مواد تساعد الطالب على تكوين عقلية متفتحة»
العدد 1337 - الخميس 04 مايو 2006م الموافق 05 ربيع الثاني 1427هـ