العدد 1338 - الجمعة 05 مايو 2006م الموافق 06 ربيع الثاني 1427هـ

متدربون يحرزون أرقاماً قياسية في الرسوب!

امتحان تلو آخر والنتيجة سلبية

العينان محمرّتان والوجه تعلوه الكآبة ودفتر التدريب باليد اليمنى تكاد توقعه الأصابع عن عمد لا عن سهو! فصاحبته قد جاوزت الامتحان السادس في السواقة من دون نجاح يذكر. حتى اذا جلست في السيارة أطلقت العنان لعينيها تجودان بما يخفف من آلامها. وعبثا حاول الأخ الشفيق التخفيف من آلامها الا أن السيارة انطلقت والفتاة لا تكف عن البكاء.

ذلك مشهد لا يخفى على كل عين. فكل من ذهب الى مدرسة السواقة متدربا أو قاطعا لموعد امتحان أو بصحبة شخص آخر يبدو هذا المشهد حاضرا أمامه. فطابور الراغبات في دخول الامتحان طويل غير أن من تتخرج منهن حاملات لرخص القيادة قليلات. واليوم بالذات وحال دخولنا الى مدرسة تدريب السواقة لم نجد فتاة مبتسمة، إذ إن النتيجة كانت واحدة وهي الفشل.

إذاً... هل هي الواسطة؟

فلماذا هذا الفشل الذريع؟ ولماذا يكون حظ الكثير من الفتيات أن يخضن الامتحان الواحد تلو الآخر من دون نتيجة ايجابية؟ الأمر الذي يجعل بعض الشباب يتندرون ويدّعون بأن جميع الفتيات اللاتي حصلن على رخصة القيادة انما حصلن عليها عن طريق الواسطة.

إن ماجدة عبدالله وهي فتاة متخرجة من الجامعة كان القلق بادياً عليها وهي تنتظر مناداتها لامتحان السواقة. وهي لا تنكر أن الحصول على رخصة السواقة أمر صعب ولكنها تلقي باللوم الكبير على ادارة المرور في اخفاق الكثير من الفتيات في الحصول على هذه الرخصة حين تشير إلى: «أن أبسط الأمور التي يمكن أن تساعد الفتاة في الحصول على هذه الرخصة أن تكون سيارة الامتحان من نوع سيارة التدريب نفسها. فالفتاة التي اعتادت سيارة محددة تتدرب فيها ستكون أكثر هدوءاً واتزاناً حين تخوض الامتحان في سيارة من نوعها نفسه».

المرتفعات... عقبة كبيرة

وتلك الفكرة تلقى قبولا كبيرا عند ربة البيت صديقة عبدالله التي تقول: «إن وجود سيارة للامتحان من نوع سيارة التدريب نفسها أمر ايجابي وخصوصا أن هناك مشكلات محددة في تعلم السواقة تعاني منها الفتيات والنساء عموما. فمسألة الرجوع الى الخلف والذهاب إلى المرتفعات عقبتان كبيرتان في نجاحنا في امتحان السواقة فحبذا لو كان تفعيل من قبل إدارة المرور لهذا الاقتراح».

بينما لا تخفي فاطمة حسين وهي الأخرى متخرجة من الجامعة وتبحث عن عمل أن مراعاة الفتيات وظروفهن ومساعدتهن في اجتياز الامتحان أمر موجود ولكن للأسف لا تناله الا من تملك واسطة، وتضيف حسين: «بينما نظل نحن الفتيات اللاتي لا نملك فرصة نعاني الأمرين. فالملاحظ أن هناك فتاة تدخل عدة امتحانات من دون فائدة تذكر بينما تدخل فتاة أخرى وتخرج بعد عشر دقائق وهي فرحة مستبشرة لأنها حصلت على رخصة القيادة. ولا أعلم حقيقة لماذا لا تعم مساعدة جميع الفتيات؟».

المساعدة مطلوبة

تلك المساعدة والمراعاة التي تطالب بها فاطمة يؤيدها جملة من الشباب منهم نواف عبدالله الذي كان للتو خارجا من الامتحان، اذ يقول: «هي مساعدة مطلوبة لا شك فالحقيقة أن العقبات التي تعترض الفتيات في حصولهن على رخصة القيادة هي عينها ما يعانيها الشباب أيضاً وأنا كشاب أعلم مدى ثقلها فالارتباك وكثرة دخول السيارات وخروجها على السائق والسائقة أمران صعبان جداً فكيف بالفتيات؟».

غير أن السائق باحدى الشركات الخاصة شاكر عبدالله لا يجد ذلك الرأي صائبا ويعلل ذلك بقوله: «إن مساعدة الفتيات ومراعاتهن في الحصول على الرخصة معناه تعريض حياة الناس للخطر. نعم اتمنى أن تحصل جميع الفتيات على رخص القيادة ولكن لا أضحي بأرواح الناس من أجل نجاح فتاة أو امرأة أو حتى شاب».

بين الإلكتروني واليدوي

رئيس جمعية البحرين لمتدربي السياقة ابراهيم العصفور يجد أن دخول الفتيات إلى امتحان السواقة باستخدام الجهاز الآلي لتغيير سرعة السيارة بدلا عن اليدوي يمكن أن يشكل حلا ممتازا لرسوب الكثير من الفتيات. ويوضح العصفور: «برأيي أن الجهاز الالكتروني أفضل بكثير من اليدوي لاستعمال الفتيات لذلك أنا أطالب بتدريب الفتيات على هذا الجهاز ودخولهن الامتحان فيه وخصوصا أنه لا يوجد هناك قانون في نظام المرور يمنع من الاختيار بين الالكتروني واليدوي».

وهنا يتساءل عبداللطيف خليفة الذي قضى أكثر من ثلاثين عاما مدربا للسواقة رافضا لتلك الفكرة عن جدوى تدرب الفتيات على الجهاز الآلي لتغيير السرعة وهل أنه سيخلق فتيات قادرات على السواقة الجيدة فعلا بقوله: «إن الهدف من تدريب الفتيات وحصولهن على رخص القيادة هو الخروج بسائقات جيدات ولكن باستخدام الجهاز الآلي أشك أن يتحقق ذلك فمن لا يتدرب على الجهاز اليدوي لا يمكنه أن يكون سائقاً جيداً».

ويبقى الحصول على رخصة قيادة السيارة بفعل ما يكتنفها من الصعوبات أمنية صعبة التحقق وتتجلى تلك الصعوبة أكبر بالنسبة الى الفتيات والنساء عموماً. فلاتزال الفتيات يخرجن من مدرسة السواقة وهن في أسوأ حالاتهن النفسية ولسان حالهن يقول بألم: «نحن نقترض المال ونعاني الأمرّين من أجل الحصول على هذه الرخصة لعلمنا أنها ضرورية للحصول على عمل مناسب، ومع ذلك لانزال نخرج من امتحان إلى امتحان من دون فائدة تذكر»

العدد 1338 - الجمعة 05 مايو 2006م الموافق 06 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً