العدد 1348 - الإثنين 15 مايو 2006م الموافق 16 ربيع الثاني 1427هـ

المجذوب: لابد من الحرص على معرفة العوامل الخطرة

ما الذي يدفع الشباب إلى الإدمان؟

يعرف الباحث العربي المتخصص في مجال العلاج النفسي أحمد المجذوب على أنه واحد من الباحثين الذين قدموا الكثير من الأبحاث والدراسات في مجال الوقاية من المخدرات، وفي هذا الجزء من الملف يتحدث عن الأسباب التي تدفع بالمدمنين، وعلى الخصوص فئة الشباب، للإدمان إذ يقول:

يحدث الإدمان نتيجة للتفاعل بين ثلاثة عوامل رئيسية هي المخدر والإنسان والمجتمع، وذلك على النحو الآتي:

أولاً: بالنسبة للمخدر، وهو العامل الأول في قضية الإدمان، واستخدامه يخضع لعدد من العوامل التي منها:

1- توافر المخدر وسهولة الحصول عليه ما يجعل سعره في متناول الكثيرين، فتتسع بالتالي الفرصة للتعاطي والإدمان.

2- طريقة التعاطي مثل تعاطي المخدرات بالفم أو الشم فإنه يسهل الإدمان عليها، بينما يقلل استخدامها بطريق الحقن من فرص الإدمان يضاف إلى ذلك مرات التعاطي، فالتعاطي المستمر واليومي يزيد من فرص الإدمان بخلاف الاستخدام المؤقت والذي يحدث في المناسبات كالأعياد والأفراح وغيرها فإنه يقلل من فرص الإدمان.

3- نظرة المجتمع للمادة المخدرة، كأن ينظر إليها بشيء من التسامح لسبب غير صحيح مثل الظن بأن الإسلام حرم الخمر ولم يحرم المخدرات لأنه لم يرد لها ذكر في القرآن ولا في السنة، وهو ظن خاطئ.

4- الخواص الكيمائية والبيولوجية للمخدر، فقد ثبت علميا أن لكل مخدر خواصه وتأثيراته المختلفة على الإنسان، كذلك ثبت أن أي شخص بعد أن يستخدم أنواعا مختلفة من المخدرات فإنه لا يلبث أن يفضل «صنفا» منها ويدمن عليه، وذلك لوجود نوع من التوافق بين هذا المخدر وتأثيراته من جهة وشخصية هذا الإنسان من جهة أخرى، لدرجة أنه قيل إن الشخص يبحث عن المخدر الذى يناسب شخصيته، وهو ما يقول عنه العوام «المزاج». فالشخص المصاب بالاكتئاب يستخدم مخدرات تسبب له الإحساس بالرضا والسرور والتعالي. في حين أن الشخص الذى يعاني من التفكك الداخلي في الذات واضطراب في العلاقات بالآخرين أو في الوجدان والمشاعر وهو ما يعرف بـ «الشخصية الفصامية» يفضل المخدرات التي تساعده على إعادة الانتظام والإحساس بالواقع.

ثانياً: الإنسان الذى يتكون من جسم ونفس يتفاعلان باستمرار لدرجة أنه يصعب الفصل بينهما ولذلك تتداخل العوامل التي تؤثر في النفس مع العوامل التي تؤثر في الجسم وهي التي سنتناولها في ما يأتي باختصار:

1- العوامل الجسمية تنحصر في: الوراثة والعوامل المكتسبة والأخطاء الطبية العلاجية وأخيرا الأسباب البيولوجية للاعتماد وهي التي تسمى الناقلات العصبية.

2- العوامل النفسية التي تلعب دوراً في التعاطي والإدمان هي:

أ- تخفيض التوتر والقلق.

ب- تحقيق الاستقلالية والإحساس بالذات.

ج- الإحساس بموقف اجتماعي متميز، والوصول إلى حياة مفهومة.

د- الإحساس بالقوة والفحولة.

هـ- إشباع حب الاستطلاع.

و- الإحساس بالانتماء إلى جماعة غير جماعته.

ز- الوصول إلى الإحساس بتقبل الجماعة.

ح- التغلب على الإحساس بالدونية.

ط- التغلب على الأفكار التي تسبب له الضيق.

ي- الخروج على القوالب التقليدية للحياة (المغامرة).

ك- حب الاستطلاع وملء الفراغ.

وهناك من يضيفون دوافع أخرى إلى ما تقدم منها على سبيل المثال:

الرغبة في التجريب - الهروب من المشكلات - الرغبة في زيادة المرح - الرغبة في زيادة القدرة الجنسية - الصراع بين التطلعات والطموح والإمكانات المتاحة - الفشل في حل الصراع بالطرق المشروعة - الاحساس بالاغتراب والقهر الاجتماعي - الرغبة في الاستقرار النفسي.

العوامل الاجتماعية

مشكلة تعاطي المخدرات والإدمان عليها مثلها مثل غيرها من المشكلات الاجتماعية وراءها عوامل اجتماعية عدة مهمة ومؤثرة تتباين من مجتمع إلى آخر، بل ومن فرد إلى فرد آخر ومن هذه العوامل:

1- العلاقات الأسرية.

2- تعاطي الأبوين أو أحدهما للمخدرات.

3- تأثير جماعات الأصدقاء.

4- السلوك المنحرف للشخص.

5- درجة التدين.

6- وجود المخدر.

6- التدخين وشرب الخمر.

7- وسائل الاتصال الجماهيري.

8- الثقافة السائدة.

9- المستوى الاجتماعي الاقتصادي.

العلاج

علاج الإدمان متعدد الأوجه فهو جسمي ونفسي واجتماعي معا بحيث يتعذر أن يتخلص الشخص من الإدمان اذا اقتصر على علاج الجسم دون النفس أو النفس دون الجسم أو تغاضى عن الدور الذي يقوم به المجتمع في العلاج. ويبدأ العلاج في اللحظة التي يقرر فيها الشخص التوقف عن تعاطي المخدرات. ومن الأهمية بمكان أن يكون هو الذي اتخذ القرار بالتوقف ولم يفرض عليه وإلا فإنه لن يلبث أن يعود إلى التعاطي في أول فرصة تسنح له. وهنا يثور تساؤل عن القرار الذي يصدره القاضي بإيداع الشخص الذي قدم إلى المحكمة، وثبت لها أنه مدمن، لإحدى المصحات ليعالج فيه لمدة معينة والذي يبدو بجلاء أنه ليس هو الذي اتخذه وبإرادته وإنما فرضته عليه المحكمة وهل يرجح ألا يستجيب للعلاج ولا يلبث أن يعود إلى التعاطي؟ نعم من المرجح أن يحدث ذلك، وهو ما أكدته الدراسات التي أجريت على عينة من المدمنين الذين تم ايداعهم المصحات لتلقي العلاج وتبين أنهم استمروا في تعاطي المخدرات أثناء وجودهم فيها وبعد خروجهم منها.

كذلك المدمنون الذين تلح عليهم أسرهم ليدخلوا المصحات لتلقي العلاج فلا يملكون إلا الموافقة بعد طول رفض، فإنهم لا يتوقفون عن التعاطي أثناء إقامتهم بالمصحات وإلى أن يغادروها وقد فشل العلاج ولم تجن أسرهم غير الخسارة المالية الفادحة والمتمثلة في ما أنفقته على علاج غير حقيقي بالإضافة إلى المبالغ الكبيرة التى حصل عليها المدمن لإنفاقها على المخدر الذي أدمن تعاطيه

العدد 1348 - الإثنين 15 مايو 2006م الموافق 16 ربيع الثاني 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً