تم أخيراً بمبنى بنك البحرين للتنمية بالمنطقة الدبلوماسية توقيع الاتفاق الخاص بعملية دفن أراضي التوسعة الجديدة بمركز البحرين لتنمية الصناعات الناشئة (الحاضنات) بمنطقة الحد الصناعية وذلك فيما بين المصرف وشركة نقليات الزنج وسيتولى عملية التصميم والإشراف مكتب الزياني للتصميم والاستشارات .

وقع الاتفاق من جانب المصرف المدير العام نضال صالح العوجان، ومدير شركة نقليات الزنج علي عبدالله خميس، وذلك بحضور كل من المالك والمدير الإداري لمكتب الزياني للتصميم والاستشارات خليل إبراهيم الزياني، والمدير العام للمكتب محمود عماد زكي.

وقال العوجان «جاء هذا الاتفاق في سبيل تنفيذ الخطة الرامية لتوسعة الحاضنات وذلك بعد النجاح الباهر الذي حققته التجربة في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما تأتي في إطار الأنشطة التوسعية للمصرف وقيامه بدور أكبر في عملية التنمية، وأكد العوجان أن الاتفاق تم من خلال نظام المناقصات وستبدأ عملية الدفن خلال الأسابيع المقبلة، وسيستغرق العمل مدة أربعة أشهر كحدٍ أقصى وسيسهم ذلك في تهيئة الموقع الصناعي بحيث يصبح قادراً على استيعاب عدد أكبر من الوحدات الصناعية، كما أنه يشكل المرحلة الثانية من عملية نمو المشروعات الناشئة».

وعن حجم التوسعة الجديدة في المركز ذكر العوجان أنها ستضم 130 وحدة صناعية بأحجام متفاوتة تتناسب مع طبيعة كل مشروع على مساحة أراض تصل في مجموعها إلى 90,000 متر مربع ومساحة بناء تصل إلى 26,000 متر مربع ليكون بذلك أكبر مركز حاضنات في الشرق الأوسط، وأن الكلفة الإجمالية للتوسعة تبلغ 4 ملايين دينار( نحو 11 مليون دولار)، ويتوقع أن يوفر المشروع أكثر من 1000 فرصة عمل مؤكداً أنه سيعطي الفرصة لتعميم التجربة في دول الخليج والدول الأخرى كونه نموذجاً فريداً يحتذى به، إذ إن بعض الدول قد بدأت فعلياً بتبني فكرة الحاضنات.

ويضيف العوجان: «نحن بدورنا في مملكة البحرين نسعى إلى تطبيق التجربة بشكل أكبر وأوسع بحيث تشمل مناطق أخرى متعددة مثل مدينة عيسى ومدينة حمد في المستقبل القريب، وذلك من أجل تغطية كل القطاعات في البحرين ومختلف المجالات، كما أنه من شأن هذا التوسع المساهمة في إيجاد النمو والابتكار وتشجيع ثقافة العمل الحر القائم على الإبداع والعطاء إذ إن الفكرة التي قام عليها مركز الحاضنات أصبحت اليوم تعرف في مختلف الأوساط تبعاً لحجم الإنجازات التي استطاع تسجيلها على أرض الواقع، إضافة إلى نوعية الخدمات المتميزة التي قدمها ذلك المركز في فترة قياسية تمكن خلالها من ترسيخ صورته الفريدة في أذهان ليس المتعاملين فحسب، بل امتدت لتصبح تجربة عالمية تردد صداها في معظم المجتمعات المتقدمة نظراً إلى ما أحدثته من تغيير ملحوظ في عملية تيسير وتسهيل البدء في إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بطرق منفردة وسباقة، وذلك نتيجة للتحديات التي تواجه مثل هذه المشروعات الناشئة كما يسعى المصرف إلى زيادة ورفع فرص النجاح لهذه المشروعات عن طريق تقديم كل التسهيلات لهذه المؤسسات».

يشار إلى أن فكرة الحاضنات تتلخص في إمكان إقامة شركات صغيرة في المجالات الصناعية والخدمية والإنتاجية بناء على أفكار ومبادرات من أصحاب المشروعات ذاتها، إذ يوفر المركز الكثير من الخدمات مثل الخدمات الاستشارية لبحث أبعاد فكرة المشروع، الخدمات الفنية والتكنولوجية، خدمات التدريب المتخصص، الخدمات الإدارية والمتابعة المالية للمشروع والمساعدة في التسويق للمشروع من خلال المشاركة في فعاليات المعارض المتاحة، إضافة إلى خدمات أخرى مصممة وفق احتياجات المشروعات بحسب الحجم والمجال، وهذا من شأنه أن يحقق للمشروع درجة نمو سريع تسمح له بالتخرج بنجاح من الحاضنة خلال فترة لا تتجاوز الثلاثة أعوام.

وذكر العوجان: «أن الأهمية الاقتصادية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تكمن في اتسامها بسهولة التأسيس لعدم الحاجة إلى رأس مال كبير، وقدرتها على الإنتاج والعمل في مجالات التنمية الصناعية والحرفية والخدمية المختلفة مع إمكان التكيف مع الأوضاع والظروف المحلية التي قد لا تتوافر فيها بعض الأحيان مرافق متطورة للبنية الأساسية، إلى جانب قدرتها على الاستفادة من المواد الخام المتوافرة ومنتجات الصناعات الأخرى، وأضاف أن المشروعات الخاصة تسهم في إنتاج الكثير من السلع والخدمات وتدعيم موقف الميزان التجاري وميزان المدفوعات، إلى جانب التخصص في الأنشطة والعمليات الإنتاجية أو الخدمية التي قد تحجم عن القيام بها المؤسسات الكبيرة العاملة في النشاط ذاته».

وفي نهاية حديثه، وجه العوجان الشكر لرئيس مجلس إدارة البنك الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة وأعضاء المجلس لدعمهم هذا الصرح الحضاري، ومتابعتهم لتوجيهات الحكومة بدعم المواطن البحريني وتوفير المصرف له فرصة التوجه إلى العمل الحر من خلال تقديم شبكة دعم متكاملة متمثلة في التدريب، الاستشارة، التمويل والاحتضان الذي يقدم بشكل شمولي متكامل بدعم من الجهات الحكومية المختلفة والدولية والذي يعرف بالتجربة البحرينية لدعم رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة