تقدم بطلبه في العام 1997 ومازال يقطن في غرفة واحدة
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
هل جربتم أن تعيشوا حياة داخل عتمات العمر؟ هل تنفستم برئتي أمنية سلط عليها الدهر سطوات النسيان؟ ليت شعري... كم أناخ الدهر علي كلاكله الثقيلة، لأظل قابعة في جذري حتى ألف التراب، وكأني شجرة عوسج تمتد جذورها في عمق العمر، لا لشيء سوى الحياة بعيدة ووحيدة ربما يتفيأها عابر سبيل، لتشعر بأن وجودها له معنى، وكلما امتد بها العمر أصبحت أكثر أهمية، وان عاشت الدهر، أما أنا فكلما زاد العمر ونخرت العتاقة عظامي، وزمت السنين أحلامي، ونهش الشيب مفرقي من دون رحمة، فلا ألوذ إلا بوحدتي، أتنفس الألم والحسرة.
فما معنى الحياة أن نعيش في الظل؟وما معنى الحياة أن يتنكر لنا العمر على رغم زحفه على أنفاسنا ليتنشق رحيق الصبا، ليطول ويطول غير عابه بمدائن الحزن، التي تخلفها نظرات الانتظار، وتعتلي إشفاقات العاطفة من الآخرين، فخشوع النفس تحت وطأة الذنب الذي يدينني من غير ذنب، إحساس يغمره الآخرون كجريمة، افتعلها العمر على سمات عمري المسن، ما يحملني الضيم ظلا يتثاقل على مفرق الشعور، لتبني الحساسية أعشاشها لتوكر حمى الخجل في داخلي، فأحتمي بالصمت إذا ما كنت في مجلس، ويصرعني الكبت إذا ما دار حوار عن الزواج، وكم أمتعضتني الحسرة لتحشرجني الغصة، إذا ما جد خبر خطبة لإحدى القريبات أو الصديقات، لربما صرخت من غير وعي لأهنئها، غير أن شعور الإحباط يلزم مبسمي ليقوض الفرحة في أعماقي، ليس قصداً إنما النظرات المحيطة دائماً ما تقرصني، وان كانت تلتحف الدعاء، وتستأنس الفأل الطيب لي، أيضاً تعيرني ثوب الوخز لأنوثتي المهدورة على أطراف الحياة، كم جلست أخاطب الجدران وأرسم على جنباتها فارس الأحلام، وان كان بنصف عمر، لا يهم فليسعد الناس ولا يسعد الحال، ليكن مثل تميمة أو رقية تبعد القلق، ما ضرني أن أعيش من دون مخالب، يفدى أتم العمر، وتصغر في عين السنين الأحلام.
وكم ملأت من عين المحابر سطور الدفاتر ملء الزمن، ملء العمر، ملء الأمنيات، حتى ألفت الدمع والشمس في عمق الحشى تمد فروعها لتمتص نضارة الشباب كلما جد عام، وتمج عروق الأمل كلما صرمت الأيام نهارات جديدة، حتى دج الصبر على عتباته ليزيد شرخ الشباب المسن. ناهز العمر الأربعين ومازال عارياً إلا من نبضات واهنة تحمل في أعطافها هشاشة أمنية انحنى عمودها الفقري، وهي تهدل برجاء مبتئس تمرست بالدعاء حتى قررت أن تترهب في ظل إسلامها، لتدفع الذنب عن إدانة عنوستها وتقوض محاكمة الآخرين وتستأنف رهبنتها حجة ما تبقى من العمر لتمهر بها إيمانها بحكمة الله.
(الاسم والعنوان لدى المحرر)
1+1=2، 2 × 3 = 6... إلخ، هذه هي حقائق جمع وضرب معروفة، مع وضع خطين تحت كلمة حقائق،اي انها غير قابلة للتبديل، الشك أو المفاوضة. كذلك هو الحال بالنسبه لما يدور في الساحة بخصوص أئمة الجمعة والجماعة، بأن هناك أيدي خفية تدبر لنشر الفرقة والانشقاق في الصف بين ابناء الدين الواحد وليس ذلك فحسب بل بين أبناء العقيدة الواحدة والمذهب الواحد.
الصحف، ما هي إلا وسيلة لفضح ما يجري في الخفاء من بث روح الفرقة والتشتت، أما ما نشر فما هو إلا اثبات بأن هناك أيدي تخطط وتستفيد من هذا الوضع ومن التشتت، فحذار من ان تكونوا لقمة سائغة وسهلة. ولكي لا يساء فهمي فأنا لا أتحدث عن أبناء المذهب الواحد، بل أبناء الدين والدين عند الله السلام، والذي بني على وحدة الصف، وحدة الكلمة ووحدة العقيدة، إذا لا ينبغي لنا أن نسمح لمجرد اختلاف في وجهات النظر الى ان يؤدي الى زرع العداوة والفرقة، وهذا هو الهدف المبطن لهذه الحملة، وما ينشر في الصحف.
الموضوع بحاجة الى حوار مفتوح بين من يقول إن لديه فتاوى تجيز تسلم الراتب ومن لديه فتاوى تفيد بعدم الجواز ويمكن حل الموضوع بأن يؤخذ كادر الأئمة والمؤذنين برمته ويرفع الى المرجعية الفقهية العليا لدراسه جميع بنودة وما يترتب عليه من آثار ايجابية أو سلبية وبالتالي تكون المرجعية على بينة من الأمر وما يصدر حينها من المرجعيه هو ما يجب ان يؤخذ به أما بالنسبة الى ما نراه الآن من التجاذبات والنزاعات الموجودة في الساحة من الفتاوى المختلفه فلربما هو ناتج عن طريقة طرح السؤال وتقديم السؤال الى المرجعية الفقهية بأساليب مختلفة، ربما هي التي ساهمت في صوغ الاجابة بحسب ما هو مشخص من قبل السائل. لابد من اطلاع المرجعية على ما يدور في الساحة من خلافات قد تؤدي الى الخلاف الشديد بين أبناء الطائفة لربما أريد بها تمزيق الصف الداخلي بغض النظر عن الجهات المسئولة عن إثارة مثل هذه الخلافات لذلك فاسمحوا لنا أن نطلب من جميع الأطراف أخذ الحيطة والحذر كي لا نقع في الخطر المحدق بنا من جميع الجهات، عن طريق هذا الكادر أو غيره.
وهناك مبادرة طيبة قام بها أحد رجال الدين المخلصين والذين حز في نفسهم ما يجري في الساحة من اختلافات يؤدي الى النيل من قداسة المرجعية، إذ قام أحد هؤلاء الرجال باجراء الاتصالات مع سماحة السيدعبدالله الغريفي مطالبا اياه بصفته نائباً لرئيس المجلس العلمائي، بان يقوم هو بحل الامور، إذ يتصدر ويقود هذه الحملة حتى تصل الأمور الى بر الأمان ويحل الاشكال بصورة نهائية وفاصلة. وفعلاً، تم الاجتماع مع سماحته، إذ قاموا بمناقشة الموضوع بجميع جوانبه وملابساته حتى يمكن حله وهذا ما عهدناه من رجال الدين المخلصين في البحرين، أن يبقوا لحمة واحدة، ويداً واحدة وألا يسمحوا لأي كان التدخل في شئونهم ونشر الفرقة بينهم.
بارك الله خطاكم، ونرجو أن نكون استفدنا من هذا الدرس، إذ لا نقع لقمة سائغة في مثل هذه الامور وغيرها وان نعود الى حل أمورنا بالحوار والنقاش البناء والكلمة الطيبة. كما أرجو من إخواني رجال الدين الأفاضل والعلماء المخلصين ألا يطرحوا مثل هذه الامور ولا يتعرضوا لها في الصحف فتتحول الى مهاترات لا يحمد عقباها وان يسموا بأنفسهم عن هذا المستوى، كما عهدناهم دائما.
أميرة بوحميد
تتنفس روحاً إبداعية جديدة، ويضاف إلى سجلها نوع آخر من الإبداعات الوليدة، ويسعى أصحاب هذا الإبداع إلى الالتحاق بركب التمايز والظهور.
لقد ظهرت في الآونة الأخيرة آخر صيحات الإبداع، وهو التفنن في إلغاء هوية الآخرين، ونفي حب الوطن عن من لا يوافق آراءهم وتطلعاتهم، ويصفونه بأنه أداة من أدوات شق الصف وتعكير الأجواء. فهذا قد شهر سيف لسانه وصعد أعواد المنابر وخطب في الناس باسم الوطن والدين، ومحا من سجلات الوطنية كل من خالفه التوجه والمفاهيم، وسواء كان هذا الاختلاف ايديولوجيا أو فكرياً أو حتى اختلافاً في الرأي، ونرى في الصف الثاني من أبت نفسه أن يرى صاحبه يطعن بخنجره في وطنية الآخرين وهو لا يحرك ساكنا، فسل قلمه وراح يسطر الكلمات على الصفحات الصفراء، لعله يروي ظمأه ويشفي غليله ويتقرب إلى مسئوليه ورؤسائه بنفيه الهوية الوطنية عن الآخرين، وراح يقترح الاقتراحات لهم فترة بالهجرة عن البلاد والبحث عن بلد آخر يعبرون فيه عن آرائهم وأفكارهم، وإن كانت مطالبهم تعجز عنها الأرض ومن عليها فعليهم بالتحرك للصعود إلى المريخ - فقد سمعنا أنه تم اكتشاف كوكب يسمى المريخ، تتحقق فيه مطالب الشعوب لأنه من دون حكام -.
أرجو أن يسمع صوتي كل من يشكك في حبي لوطني وحبي لترابه، وهو يعلم أني أبيت ساهرا وأنا أفكر في سلامة كل شبر من هذه الأرض المباركة، كيف يغمض الجفن وهو يحس أن محبوبه في خطر، قسما بالله... قسما بالله لن أترك وطني وحبي إلا إذا كتب القدر.
أنا لا أدعي حب الوطن جزافا، ولا أنسب لنفسي القصص والخرف، إن الوطن يعني لي الكرامة والعزة، لقد تجرعت سم الألم وأنا أنظر إلى من يأكل قرص الخبز كله ليرمي لي فتاته، لقد نسيت طعم الماء العذب واكتفيت ببل ريقي بقطرات الندى بينما يسبح غيري في برك تمطر صيفا وتدفئه شتاء، تحملت آلام الجروح ولم ينصدع قلبي أو يحمل كرها للوطن - أفمن يطلب العيش الكريم الهانئ في بلد الكرم والكرماء يطعن في وطنيته؟! - فالوطن هو أمي وهو حجرها الدافئ وهو صدرها الحنون، الوطن حب لا يستطيع الشاعر أن ينظمه في أشعاره، ولا يستطيع الفنان أن يختزل معانيه في لوحته.
أسألك يا من تبدع في نفي هوية الوطن عن الآخرين... من أعطاك الحق في هذا؟، هل اجتباك ربك وفضلك على الآخرين؟!، واختارك لتنفي وتثبت الهوية لمن تشاء.
مسكين يا وطني ينام عشاقك على وسادة آلامك، ويفترش نهارك جاهل بجهله أرض أحلامك. وطني يا شمعة وضاءة لن تنطفي، وحبك يبقى وقودا وعمودا ولن ينحني.
جابر حسن
العدد 1357 - الأربعاء 24 مايو 2006م الموافق 25 ربيع الثاني 1427هـ