قال رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا في منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) هاشم سليمان: «إن المركز العربي الإقليمي لتدريب وتنمية رواد الأعمال التابع لليونيدو قام بتدريب 266 رائد عمل بحريني استطاع 130 منهم إنشاء مشروعاتهم الخاصة الصغيرة والمتوسطة».
وأضاف «فيما تلقى نحو 400 من رواد الأعمال البحرينيين المشورة والدعم في مجال تنمية مشروعاتهم الخاصة عبر تزويدهم بالمشورة حول الفرص الاستثمارية المطروحة وآليات السوق والتسويق إلى جانب عدد من خطط الأعمال ومساعدتهم في الحصول على التكنولوجيا والذي يمكن أن يؤدي إلى إنشاء مشروعات مشتركة متكاملة إضافة إلى الربط المالي مع المؤسسات المالية المختلفة».
وينظم برنامج تنمية رواد الأعمال والاستثمار المركز العربي الإقليمي لتدريب وتنمية رواد الأعمال والاستثمار التابع لليونيدو بالتعاون مع وزارة الصناعة والتجارة وبنك البحرين للتنمية وجمعية سيدات الأعمال البحرينية وجمعية رواد الأعمال الشباب البحرينية. ولاستيعاب المزيد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي ينشئها رواد الأعمال المتخرجين من اليونيدو، سعى بنك التنمية إلى توسعة مركز البحرين للصناعات الناشئة إلى جانب دراسة إنشاء حاضنتين في مدينتي عيسى وحمد.
وكان المدير العام لبنك البحرين للتنمية نضال العوجان قد قال: إن الكلفة الإجمالية لتوسعة مركز البحرين للصناعات الناشئة في المنطقة الصناعية بالحد تبلغ 4 ملايين دينار (نحو 11 مليون دولار) وستضم نحو 120 مؤسسة وشركة جديدة عند اكتمال المشروع الذي يُعد أحد المشروعات المهمة لتشجيع رواد الأعمال البحرينيين وخلق وظائف تساهم في زيادة الحركة الاقتصادية.
وتأتي هذه الخطوة نتيجة للتوجهات الرسمية في المملكة لتعزيز البنية التحتية للاقتصاد الوطني من خلال تشجيع الشباب البحريني على إنشاء مشروعاته الصناعية الخاصة كمحرك أساسي لنمو الاقتصاد المحلي ونواة لإنشاء الصناعات الكبيرة وتوسيع القاعدة الإنتاجية بما يساهم في تغطية احتياجات السوق إلى جانب توافر فرص عمل كثيرة لتوظيف الأيدي العاملة البحرينية.
وكان رئيس مجلس إدارة بنك البحرين للتنمية الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة قد قال: «إنه بعد النجاح الذي حققه المصرف بإنشاء مركز البحرين للصناعات الناشئة قررنا التوسعة لاستيعاب أكبر قدر ممكن من المؤسسات الناشئة». مؤكداً «أن هذه المنظومة من الخدمات تساعد رواد الأعمال وأصحاب المشروعات الخاصة من شباب البحرين الصاعد على تحقيق طموحاته وتحويله إلى قوة منتجة تساهم في تنمية البلاد وتعمل على إضافة فرصة عمل جديدة للداخلين الجدد إلى سوق العمل».
وأضاف الشيخ إبراهيم في تقارير صحافية «أن المصرف سيلعب دورا قويا في تحريك عملية التطور والازدهار الاقتصادي ونمو الصناعات برؤية مستقبلية تخدم المنطقة في خلق مناخ اقتصادي متطور قادر على الاستقرار في ظل أي تحد يمكن أن يطرأ على المنطقة، إلى جانب تحقيق تطلعات القيادة والشعب البحريني».
والمركز هو عبارة عن حاضنة أعمال تضاعف نسبة نجاح المشروعات إلى 80 في المئة إلى جانب خلق فرص عمل جديدة تساهم في امتصاص الأيدي العاملة وتنمية المجتمع البحريني وهو تابع لبنك البحرين للتنمية ويهدف إلى تقديم الدعم والمساندة لرواد الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة في مملكة البحرين وهي مبادرة لإعطاء مزيد من الفرص أمام الشباب البحريني وتنمية ريادة الأعمال.
وتبلغ مجموع الاستثمارات للمؤسسات الموجودة حاليا في الحاضنة بنحو 3 ملايين دينار بحريني. يشار إلى أن الحاضنات تهدف إلى خلق المزيد من الاستثمارات وتوافر الأمان إلى رؤوس الأموال المقدرة بملايين الدولارات بما يساهم في زيادة عدد المؤسسات والشركات التي تحتاج إلى الطاقات والكوادر البشرية وبالتالي امتصاص الأيدي العاملة من القرى والمدن القريبة من الحاضنة.
ويرى مسئولون أن وجود هذا المركز أمر ضروري لمواجهة التحديات التي تهدد المشروعات الناشئة بالفشل من خلال زيادة نسبة فرص نجاح المشروع وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية القائمة عليه وتقديم الدعم والمساعدات اللازمة لإنشاء المشروع وخصوصاً في ظل المنافسة العالمية الشرسة.
كما أن إنشاء حاضنات إلى الصناعات الناشئة جاء نتيجة التحديات التي تواجه المشروعات الصغيرة ومحاولة تقليل الخسائر المادية والمالية والبشرية من احتمال انهيار المشروع ومحاولة زيادة نسبة النجاح وتقليل نسبة الفشل.
ويوفر المركز مجموعة من الخدمات والمزايا الشاملة لأصحاب المشروعات الصغيرة، مثل خدمات استشارية لدراسة فكرة المشروع، خدمات فنية وتكنولوجية، خدمات تدريب متخصص، خدمات سكرتارية وإدارية، خدمات ومتابعة مالية متخصصة للمشروع.
يذكر أن الهدف الرئيسي من إنشاء مركز تنمية الصناعات الناشئة هو تحقيق البنية التحتية للتنمية الاقتصادية عبر تشجيع إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة جديدة في مملكة البحرين بإنشاء مشروعات جديدة في المجالات الصناعية والخدمية وتحسين كفاءة أداء العمل في المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحالية وزيادة روح الابتكار والإبداع لدى الشباب وخلق علاقة راسخة بين المؤسسات الصناعية الكبرى والمشروعات الصغيرة ومساعدة المشروعات الجديدة على النمو بوتيرة متسارعة إلى جانب خلق مزيد من فرص العمل للشباب البحريني.
ذكر وزير الصناعة والتجارة حسن فخرو خلال حفل تخريج مكتب الامم المتحدة للتنمية الصناعية «اليونيدو» 14 رائد عمل بحريني، أن الوزارة تتطلع إلى دمج الشباب البحريني من الجنسين في العمل الحر سواء التجاري أو الصناعي عبر التنسيق والتعاون مع مكتب اليونيدولتدريب وتنمية رواد الأعمال وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وأضاف «أن الوزارة تؤمن بقدرات الشباب البحريني وإمكاناتهم الإبداعية التي لا تتوقف عند حد، خصوصاً في ظل عهد الانفتاح الذي تدعمه حكومة مملكة البحرين إلى جانب الدعوة إلى الشراكة والمشاركة في جميع المجالات». وذكر أن برنامج تدريب رواد الأعمال يعد واحداً من البرامج التدريبية المهمة التي تدعمها وزارة الصناعة من خلال تعاونها الوثيق مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، الذي يعمل وبشكل مستمر على وضع البرامج المتميزة التي تساهم بدورها في تطوير وتنمية مدارك ومفاهيم الشباب تجاه المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأوضح أن برنامج الامم المتحدة لتدريب وتنمية رواد الأعمال يعمل من خلال برامجه على خلق الأرضيات القوية للواعدين من هؤلاء الشباب لتدشين أعمالهم الخاصة من خلال مؤسسات صغيرة يقومون بتطويرها تدريجياً حتى تصبح مشروعات أكبر وأكثر تميزاً ومدرة عليهم بدخل مادي يحقق بعض طموحاتهم وأحلامهم. وأشار إلى أن الخريجين الـ 14 هم جزء من أعداد كبيرة تم تخريجهم عبر هذا البرنامج في فترات سابقة ويبلغ عددهم الإجمالي نحو 195 خريجاً، وسيتم تخريج أعداد أكبر في المستقبل.
وقال: «هؤلاء ثمرة للبرنامج الذي يشهد له الجميع بالأهمية والتميز». وأضاف «ان اليونيدو قام بتقديم مشورات لما يقرب من 320 مؤسسة من أجل وضع خطط العمل الخاصة بها، وهذا ما يرفع من شأن هذه البرامج التنموية». وقال: «إن التعاون والتنسيق الذي تحرص وزارة الصناعة على ترسيخه وتعزيزه مع اليونيدو هو جزء من استراتيجية الوزارة للتعاون مع كل الجهات والاجهزة الرسمية بهدف تحقيق تطلعها الأساسي المتمثل في إدماج الشباب البحريني من الجنسين في العمل الحر». ومن جهته قال رئيس الخدمات المصرفية في بنك البحرين للتنمية عدنان البلوشي: «إن المصرف يثمن استمرارية البرامج الفاعلة المتواصلة بينه وبين وزارة الصناعة والتجارة ومنظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية اليونيدو، والتي تهتم بهدف تجسيد الدعم والعطاء بالاستناد على استراتيجية مستقبلية شاملة تقوم على تحقيق التكامل مع الطفرة الاقتصادية التي تعيشها مملكة البحرين في الكثير من المجالات».
وأضاف «نتطلع إلى توفير جميع المتطلبات المساندة واللازمة إلى مشروعات كل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة، تشجيعاً لتنوعها وتخصصاتها بهدف تقليص معدلات البطالة في البلاد، ودعم الاقتصاد الوطني».
وأكد أن مثل هذه البرامج تسعى إلى تحفيز رواد الأعمال للاستفادة المطلقة من التنمية والتدريب والتأهيل بأساليب عملية مجدية تمكنهم من رسم الخطوات الأولى في عملية البدء في المشروعات بأنواعها والبحث عن أفضل الأفكار والسبل التي تضمن النجاح وتعزز مسيرته. وأشار إلى أن من أبرز أولويات بنك البحرين للتنمية دعم وتنمية الشباب من الجنسين انطلاقاً من فلسفته التي تؤكد أن إعداد الكوادر البشرية المبدعة هي الوسيلة المثلى للارتقاء والتقدم والنماء.
ومن جهته قال رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا في منظمة الامم المتحدة للتنمية الصناعية هاشم حسين: «اليوم نشهد حفل توزيع شهادات لأربعة عشر رائداً يشكلون الدفعة الخامسة عشرة لبرنامج تدريب وتنمية رواد الاعمال وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والذي أصبح يعرف عالمياً بالنموذج البحريني».
وأضاف: «كما أن 12 من رواد الأعمال المحتملين قد أنهوا البرنامج السادس عشر الذي اختتم في 18 ابريل/ نيسان. علاوة على أن 19 من رواد الأعمال انضموا الى البرنامج السابع عشر الذي بدأ في 13 من شهر مايو/ أيار».
وقال: «ننتهز هذه المناسبة للإعلان عن أن المركز العربي الإقليمي لتدريب وتنمية رواد الاعمال والاستثمار(الارسيت) سينظم البرنامج الثامن عشر الذي سيبدأ في 3 يونيو/ تموز المقبل وعليه ندعو رواد الاعمال الراغبين بالمشاركة الاتصال بالمركز»
العدد 1360 - السبت 27 مايو 2006م الموافق 28 ربيع الثاني 1427هـ
