يسعى سائق ريد بول-رينو الألماني سيباستيان فيتل، بطل العالم ومتصدر الترتيب الحالي، إلى استعادة هيمنته عندما تعاود بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 نشاطها في عطلة نهاية الأسبوع الجاري في جائزة بلجيكا الكبرى التي تشكل المرحلة الثانية عشرة من الموسم.

ويواجه فيتل طموح كل من سائق ماكلارين-مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون وسائق فيراري الاسباني فرناندو ألونسو على الحلبة الأطول في البطولة (7 كلم)، وذلك بعدما فقد شيئا من هيمنته في السباقات الثلاثة الأخيرة التي ذهبت لمصلحة ألونسو وهاميلتون وزميل الأخير ومواطنه جنسون باتون على التوالي، فيما اكتفى البطل الألماني الذي حقق ستة انتصارات حتى الآن بالمركز الثاني على حلبتي سيلفرستون وهنغارورينغ والرابع في نوربرغرينغ.

لكن سائق ريد بول لا يزال في وضع مريح جدا كونه يتصدر الترتيب العام برصيد 234 نقطة أمام زميله الاسترالي مارك ويبر (149) وهاميلتون (146) وألونسو (145)، وهو تحدث عن سباق سبا فرانكورشان الذي ذهب لمصلحة هاميلتون الموسم الماضي فيما اكتفى فيتل بالمركز الخامس عشر بعد اصطدامه بباتون في بداية السباق، قائلا: «تملك حلبة سبا كل شيء يحلم به السائق من منعطفات سريعة بشكل لا يصدق إلى أخرى بطيئة جدا، وقد يكون السباق مليئا بالمفاجآت بسبب الأحوال الجوية التي قد تكون ماطرة لدقيقة ثم تشرق الشمس في الدقيقة التالية. تعتبر منطقتا أو روج وبلانشيمون ابرز ما هو موجود في هذه الحلبة. إذا كان الطقس جيدا فبالإمكان القيادة فيهما من دون أي مشكلة لكن في حال هطول الأمطار، تكون القصة مختلفة تماما...».

حماس عند ماكلارين

وفي المعسكر «الفضي»، يدخل فريق ماكلارين-مرسيدس إلى السباق البلجيكي بمعنويات مرتفعة بعد إحرازه المركز الأول في السباقين الأخيرين، وقد تحدث هاميلتون عن سباق الأحد قائلا: «اعتقد انه، وبعد شهر من التواجد خارج السيارة، سيكون كل سائق متلهف من اجل التسابق على إحدى أجمل الحلبات في العالم. لطالما كانت سبا من الحلبات المفضلة لدي - إنها مكان حيث تعيش فعلا على الحدود، وهذا أمر رائع في سيارة فورمولا 1. أنا أتطلع فعلا بفارغ الصبر للفتي السريعة الأولى على هذه الحلبة صباح الجمعة...».

وواصل «اعتقد اننا في وضع جيد بالنسبة لسباق نهاية الأسبوع، لقد فزنا بالسباقين الأخيرين والسيارة في وضع قوي جدا. عملنا بجهد كبير من اجل تحسين العيارات، وبالتالي نحن نشعر بثقة ملهمة في الوقت الحالي، ما يعني إن بإمكانك أن تدفعها (للسيارة) بشكل اكبر، وخصوصا في التجارب التأهيلية. من المؤكد أن عطلة نهاية الأسبوع ستتأثر بالأحوال المناخية التي لا يمكن توقعها في سبا. أفضل سباقا جافا، لكن وبصراحة سأقبل السباق بأي ظروف كانت لأني أتطلع بفارغ الصبر للصعود مجددا إلى السيارة».

ألونسو وأداء تصاعدي

وفي معسكر «الحصان الجامح»، يبحث ألونسو عن مواصلة أدائه التصاعدي وتحقيق فوزه الأول على حلبة سبا والصعود إلى منصة التتويج للسباق الخامس على التوالي، واضعا خلفه البداية المخيبة للفريق الايطالي في هذا الموسم.

وتوقع رئيس فيراري الايطالي لوكا دي مونتيزيمولو أن يلعب فريقه «دورا رئيسيا» وان يحقق انتصارات أخرى في المراحل المتبقية من بطولة العالم، مضيفا «أرى ان الفريق في حال جيدة بعد بداية موسم صعبة للغاية. مدير الفريق ستيفانو دومينيكالي وفريقه يبدوان مصممين فعلا ويركزان بجدية كبيرة على مهماتهما في النصف الثاني من هذا الموسم الذي سيشهد، وأنا واثق من ذلك، دورا رئيسيا لفيراري».

وأضاف «أتوقع أن نضيف انتصارات أخرى إلى ذلك الذي حققناه، وهو مهم وتاريخي، على حلبة سيلفرستون»، وذلك على رغم القرار الذي تخذه الفريق الايطالي بصب تركيزه على سيارة الموسم المقبل بحسب ما أكد أمس الأول (الأربعاء) دومينيكالي.

سباق تاريخي لشوماخر

وسيكون سباق سبا مميزا جدا بالنسبة لسائق فيراري السابق ومرسيدس جي بي الحالي الألماني مايكل شوماخر الذي يحتفل بذكرى 20 عاما على خوضه سباقه الأول في بطولة الفئة الأولى.

وكان شوماخر (42 عاما) سجل بدايته في بطولة العالم العام 1991 على حلبة سبا ثم أحرز في العام التالي فوزه الأول على هذه الحلبة بالذات في طريقه لإحراز 91 فوزا والظفر باللقب العالمي 7 مرات.

وقد تحدث البطل الأسطوري عن سباق سبا الذي أحرز لقبه في 6 مناسبات، قائلا: «بالنسبة لي، من الصعب التصديق باني خضت سباقي الأول على حلبة سبا قبل 20 عاما. سيحمل السباق بالتالي نكهة مميزة بالنسبة لي. تعلمون، لقد تغير الكثير من الأشياء خلال هذه الأعوام العشرين لكن الأمر الوحيد الذي لم يتغير هو. الحلبة التي لا تزال رائعة. اعشق فعلا المحيط الطبيعي للموقع وتصميم المسار مع كل ما يشمله من صعود وهبوط».

وواصل «بالنسبة لي، لا تزال سبا بمثابة غرفة جلوسي لأنها كانت مسرحا للعديد من الأحداث المميزة في مسيرتي الرياضية. ولهذا السبب أريد هذه المرة أن أتوجه بشكر خاص لجميع المشجعين لوفائهم ودعمهم اللذين تلقفتهما بكل سعادة خلال هذه الأعوام العشرين ومنذ عودتي (عن اعتزاله)».

ويأمل شوماخر أن يحتفل بهذه الذكرى المميزة بنتيجة ايجابية من خلال صعوده إلى منصة التتويج للمرة الأولى منذ عودته عن اعتزاله العام الماضي، وربما تحقيق المفاجأة وتحقيق فوزه الأول منذ سباق الصين 2006 والثاني والتسعين في مسيرته الأسطورية