قتل شخصان احدهما فتى الثلثاء اثر اطلاق للرصاص من حاجز للجيش بجانب عملهم عشية زيارة لدمشق يقوم بها الامين العام للجامعة العربية حاملا مبادرة تنص على اجراء انتخابات رئاسية تعددية في 2014 وانتخابات نيابية قبل نهاية العام الجاري وضرورة وقف العنف واجراء اصلاحات فورية في سوريا.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان "مواطنين قتلا واصيب اخران بجراح اثر اطلاق رصاص من حاجز الجيش الموجود جنوب مدينة الرستن قرب المنطقة الصناعية".
واشار المرصد الى ان الضحايا "العمال الاربعة وبينهم فتى في الخامسة عشرة من العمر كانوا يمارسون عملهم في المنطقة الصناعية عند وقوع حادث اطلاق الرصاص".
ويصل الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي الاربعاء الى دمشق ويتوقع ان يعرض على الرئيس السوري بشار الاسد مبادرة مؤلفة من 13 بندا وتقترح بحسب نصها الذي حصلت عليه وكالة فرانس برس "اجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في العام 2014، موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس".
وتنص في بندها الرابع على اصدار "إعلان مبادئ واضحة ومحددة من قبل الرئيس يحدد فيه ما تضمنته خطاباته من خطوات إصلاحية، كما يؤكد التزامه بالانتقال إلى نظام حكم تعددي وأن يستخدم صلاحياته الموسعة الحالية كي يعجل بعملية الإصلاح والإعلان عن إجراء انتخابات رئاسية تعددية مفتوحة للمرشحين كافة الذين تنطبق عليهم شروط الترشيح في عام 2014 موعد نهاية الولاية الحالية للرئيس".
كما تدعو "الحكومة السورية إلى الوقف الفوري لكل أعمال العنف ضد المدنيين وسحب كل المظاهر العسكرية من المدن السورية حقناً لدماء السوريين وتفادياً لسقوط المزيد من الضحايا وتجنيب سورية الانزلاق نحو فتنة طائفية أو إعطاء مبررات للتدخل الأجنبي".
وتطالب المبادرة ب "تعويض المتضررين وجبر كل أشكال الضرر الذي لحق بالمواطنين وب"اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين أو المتهمين بتهم المشاركة في الاحتجاجات الأخيرة".
وتقترح كذلك ان "يتم فصل الجيش عن الحياة السياسية والمدنية".
وقال نبيل العربي في تصريحات للصحافيين الثلاثاء في القاهرة ان زيارته الاربعاء الى دمشق "تأتي بناء على تكليف من مجلس الجامعة العربية لنقل رسالة واضحة للنظام السوري حول الموقف تجاه ما يحدث في سوريا وضرورة وقف العنف واجراء اصلاحات فورية".
وكان وزراء الخارجية العرب اكدوا في بيان صدر في ختام اجتماعهم الطارىء مساء 27 اب/اغسطس في القاهرة انهم "طلبوا من الامين العام القيام بمهمة عاجلة الى دمشق ونقل المبادرة العربية لحل الازمة الى القيادة السورية".
ولم يحدد البيان مضمون هذه المبادرة.
الا ان الوزراء دعوا في بيانهم الى "وضع حد لاراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الاوان".
وتحفظت دمشق رسميا في اليوم التالي على بيان الجامعة العربية معتبرة انه "كأن لم يصدر خصوصا انه تضمن في فقراته التمهيدية لغة غير مقبولة وتتعارض مع التوجه العام الذي ساد الاجتماع"، وفق دبلوماسيين عرب.
واعتبرت صحيفة تشرين الحكومية ان زيارة العربي "لا ترتبط بأي مبادرة أو ورقة" مشيرة الى انها "تاتي من منطلق الحرص السوري المعروف على تفعيل دور مؤسسة الجامعة في تدعيم العمل العربي المشترك (...) حيال قضاياهم الرئيسية ومنع التدخل الأجنبي في شؤونهم ومصيرهم المشترك".
من جهتها، اعتبرت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم ان زيارة العربي "لم تكن لتحتاج إلى كل هذه الضجة الإعلامية".
واشارت الى انها "ضجة مفتعلة تقصدت أطراف محددة إثارتها وتضخيمها في إطار خطة مدروسة ومتواصلة في محاولة لاختطاف الجامعة العربية، وزجها في لعبة المحاور، على أمل تحويلها إلى ذراع سياسية في خدمة المغامرات العسكرية الأطلسية (...) بدلا من أن تكون بيت العرب".
وعلى صعيد اخر، وفي ريف دمشق، "تسلم ذوي مواطن اصيب في زملكا بجراح اثر اطلاق قوات الامن الرصاص لتفريق مظاهرة الجمعة جثمانه الذي سيشيع اليوم".
ولفت المرصد الى ان الشاب "تم اسعافه بعد اصابته الى مشفى الفاتح في كفر بطنا الا ان عناصر الامن داهمت المشفى واعتقلته".
ومن جهة ثانية، نقل المرصد عن معارض وسجين سياسي سابق من مدينة حمص "ان جثامين خمسة مواطنين بينهم سيدة عثر عليها صباح اليوم الثلاثاء في سوق الحشيش وحمام الباشا ونقلوا الى المشفى الوطني في المدينة" مشيرا الى انهم "مجهولي الهوية".
وفي الزبداني (ريف دمشق)، ذكر المرصد ان "اجهزة الامن نفذت مساء امس حملة مداهمة واعتقالات اسفرت عن اعتقال 9 اشخاص كما اعتقلت قوات الامن فجر اليوم في مدينة داريا خمسة نشطاء".
وافاد ان "مظاهرات ليلية خرجت امس في عدة احياء من حمص كما في البياضة والخالدية وجورة الشياح والغوطة وشارع الملعب وبابا عمرو" مشيرا الى ان "الامن أطلق النار على متظاهرين في حي القرابيص".
ولفت الى ان "اطلاق الرصاص لم يتوقف في احياء اخرى من المدينة".
واضاف المرصد "كما خرجت مظاهرات ليلية في مدن الرستن وتلبيسة والقصير والحولة" اللواتي يقعن في ريف حمص.
وياتي ذلك غداة مقتل 13 شخصا في سوريا بينهم 12 في حمص وريفها (وسط) خلال عمليات امنية، فيما اقتحمت قوات من الجيش والامن مدينة حماة (وسط) واطلقت النيران بكثافة من الاسلحة الثقيلة، حسبما افاد ناشطون حقوقيون.