في مهب الهواء
وحيداً على باب عمان أعوي كذئبٍ
وأرعى جراحي
كمن يزدهي بالذبولِ
وأصهلُ في المدى الفضِّي أصهلُ، كالرعدِ أصهلُ...
والجياعُ عشيرتي
كنهرٍ يشقُّ المدينة نصفين أمضي
وقلبي دليلي إلى العاصمة
ضبابٌ حارقٌ في الأفقْ يلقي بأثقالهِ يعوي
وقلبي تشظّى كرمانةٍ حمراءْ
لا ذنب لي
وحيداً مثل عرجونٍ قديمٍ
كنجمٍ عجوزٍ يضيءُ سماءَ المدينةِ
يحنُّ إلى طفولته حزيناً في العراء
يومٌ هادئٌ
والعاصمة
تستقبل الشعراء مسربلين بحزنهم
كالقُّبرات الهائمة
والعاصمة
مخدوعةٌ ونائمة
تستقبل الغرباء منذ الفجر - في ثياب النوم - كسلى واجمة
وأنا الشماليُّ الغريبُ في مدى البياضِ
أمضي في دروب الفجر
رُغم القهر
رُغم الريحِ والأنواء والبردِ
أردِّدُ سورة الرعدِ
ومهاجرانِ على الرصيفِ من بلدٍ بعيد
محضُ اثنين في عمّان مرتحلانِ
أغنيةٌ من المذياع
أحجارٌ من البازلت والصوَّانِ
الشمس واطئةٌ.. وتصعدُ.. ثم تصعد في ألق الضحى موَّارةً
رعدٌ
وجلجلةٌ
دخانْ
ونجمةٌ بزغتْ بلا استئذان
في هذا الفضاء الرحب
أذكت في دمي البركان
غصنٌ أخضرٌ شفَّاف يرشحُ بالزبرجد والعقيق
عينان زرقاوان من حبقٍ ومن ريحانِ
عينانِ مدهشتانِ
لوجهها الوردِّي ينكشفُ الحجاب
لصوتها طعم الكمانِ
هي هكذا...
هي شهقة الفجر المضرّجِ بالندى والكهرمانِ
هي رعشةُ الناي المعذَّبِ بالأماني
هي هكذا...
في الأفق شمسٌ أشرقت وهّاجةً
قدسية الألحانِ
نهرٌ من البارودِ يجري في دمي
ويعبق بالأغاني
وأنا وأنتِ مسافرانِ، تقدَّمي
نمضي معاً
ذئبان يصطحبانِ
لن أدّعي صفة الغريب
ولن أغيب إلى التخومِ
خلف البحرِ والأشواكِ والوردِ
فلقد رأيتك صدفةً فوق الرصيف
تقدمي
نعوي معاً
ذئبان يصطخبانِ
تدمي القيودُ جوارحي
والنارُ في شرياني
تغلي الكواكبُ في دمي
لا تطفئي نيراني
إني أريدك حرَّةً
كالموجِ والطوفانِ
العدد 3294 - الثلثاء 13 سبتمبر 2011م الموافق 15 شوال 1432هـ