أعلنت هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب أن نتائج الامتحانات الوطنية للطلبة للعام الجاري (2011) انخفضت عموماً مقارنة بالعامين 2009 و2010؛ ماعدا مستوى أداء الطلبة في مادة اللغة الإنجليزية للصف التاسع (الثالث إعدادي)، والذي شهد تحسّناً متواضعاً، إذ ارتفع مستوى الأداء بنسبة 0.5 عن المتوسط الوطني.

تنشر نتائج الدورة الثالثة من الامتحانات الوطنية

«ضمان الجودة»: انخفاض نتائج الطلبة في 2011 مقارنة بالعامين 2009 و2010

ضاحية السيف - هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب

أعلنت هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب نشر نتائج الدورة الثالثة من الامتحانات الوطنية التي عقدتها وحدة الامتحانات الوطنية التابعة للهيئة في مايو/ أيار 2011، شارك فيها نحو 32 ألف طالب وطالبة في الصفوف الثالث والسادس والتاسع (الثالث الإعدادي) في جميع المدارس الحكومية بالبحرين.

ويأتي نشر هذه النتائج بعد اعتمادها من قِبل مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة أمس الأول الأحد (18 سبتمبر/ أيلول 2011)، إذ تم نشر نتائج الامتحانات الوطنية على موقع الهيئة الإلكتروني (www.qaa.edu.bh)، في حين أرسلت تقارير مفصلة لوزارة التربية والتعليم بشأن نتائج الطلبة العامة وكل مدرسة مشاركة، فضلاً عن إصدارها تقارير أداء لكل طالب عن نتائج أدائه في كل مادة من مواد الامتحانات الوطنية الأربع (اللغة العربية والعلوم والرياضيات واللغة الإنجليزية).

وبمناسبة نشر نتائج الامتحانات الوطنية الأخيرة؛ قال نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة هيئة ضمان جودة التعليم والتدريب الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة: «إن مؤشرات الأداء التي تقدمها الامتحانات الوطنية وغيرها من نتائج مراجعات أداء مؤسسات التعليم والتدريب التي تقودها الهيئة في كل من القطاعين العام والخاص في مملكة البحرين إنما تؤخذ في الاعتبار من قبل الجهات القائمة على تلك المؤسسات، وعملية التطوير تستلزم من تلك المؤسسات تحسين أدائها ومخرجاتها التعليمية والتدريبية لضمان استدامتها في قطاعها».

وأضاف «على المستوى الدولي يواجه قطاع التعليم عموماً تحديات كبيرة نتيجة التطورات المتلاحقة في قطاعات الحياة جميعها، وعلى المستوى المحلي سعت لجنة تطوير التعليم والتدريب برئاسة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وبتوجيهات من القيادة الرشيدة إلى رسم مستقبل التعليم في البحرين، وفق الرؤى والتطورات التي يشهدها العالم، وفي إطار تلبية متطلبات سوق العمل وحاجات التنمية الشاملة التي تنشدها البحرين».

وأكد بوادر النجاح المتميزة التي بشرت بها جهود إصلاح التعليم، والتي أثنى عليها من جانبهم المتحاورون في حوار التوافق الوطني، وذلك بتضمين توصية تؤكّد دعمهم لمشروع لجنة تطوير التعليم والتدريب والمبادرات المنبثقة عنه ضمن التوصيات المرفوعة إلى جلالة الملك.

ودعا الشيخ خالد بن عبدالله مؤسسات التعليم والتدريب وأصحاب القرار إلى ضرورة الأخذ ببوادر التحسين بما يرتقي بمستوى البرامج التعليمية والتدريبية المقدمة التي تتعدى الحاجات التعليمية الأساسية، وتواكب أحدث الأساليب والتجارب والتطبيقات المثلى للإسهام بشكل جاد في صناعة واقع تعليمي متميز على المستوىين الإقليمي والعالمي.

من جانب آخر؛ أشارت الرئيس التنفيذي لهيئة ضمان جودة التعليم والتدريب جواهر المضحكي إلى أن نتائج الدورة الثالثة من الامتحانات الوطنية جاءت لتأكيد استمرار جهود إصلاح التعليم ومهنية العاملين في هذا المجال، من أجل تحقيق الغاية الأسمى لثمار هذا الإصلاح في تعزيز كفاءة الأفراد وتشجيعهم على البذل والعطاء للوصول إلى سلالم النجاح.

وفي إطار تأكيدها أهمية نتائج الامتحانات الوطنية في سياق جهود إصلاح التعليم؛ نوّهت إلى أن أهمية الامتحانات الوطنية تـَكمن ليس فقط في رصد نتائجها ونشرها ولكن فيما تضيفه عند تفسيرها لنتائجها، فعلى رغم أن النتائج التي حققها الطلبة في الامتحانات الوطنية المنعقدة للعام الثالث على التوالي انخفضت بوجه عام في 2011 عن المعدل الوطني، فإن الامتحانات الوطنية ساهمت في تقديم إضافة نوعية يمكن مقارنتها بشكل علمي بنتائج الأعوام السابقة، والخروج بتوصيات عملية تفيد في توفير معلومات للجهات ذات العلاقة بشأن فرص التطوير الممكنة في توجيه مؤسسات التعليم الحكومية نحو تحسين أدائها بشكل يحقق الجودة المنشودة ويسهم في الارتقاء بمستوى التعليم في البحرين.

وفي تعقيب لها بمناسبة نشر التقارير، أشارت المدير التنفيذي لوحدة الامتحانات الوطنية بالهيئة زيلكاشاينر إلى أن نتائج الطلبة للعام الجاري2011 انخفضت عموماً مقارنة بالعامين 2009 و2010؛ ماعدا مستوى أداء الطلبة في مادة اللغة الانجليزية للصف التاسع (الثالث إعدادي)، والذي شهد تحسّناً متواضعاً، إذ ارتفع مستوى الأداء بنسبة 0.5 عن المتوسط الوطني.

وفي اعتقاد المدير التنفيذي أن الأحداث التي مرت بها مملكة البحرين خلال الفصل الدراسي الثاني من العام أثرت على الجانب النفسي للطلبة، إضافة إلى تأثيرها على الوقت المتاح للتعليم في المدارس؛ وعليه أوضحت أنه يفضل عدم العمل على مقارنة نتائج العام الحالي بالعامين الماضيين بصورة مطلقة؛ متوقعة أن نتائج الأعوام المقبلة ستعكس التحسن المأمول حصوله في الظروف الطبيعية وذلك باستثنائية نتائج العام الجاري2011.

ومن جانب آخر؛ نشرت هيئة ضمان الجودة تقارير رؤساء مصححي الامتحانات الوطنية على موقعها الإلكتروني (www.qaa.edu.bh) والتي تتضمن ملخصاً تنفيذيّاً عن أهم ملاحظات رؤساء وقادة فرق التصحيح أثناء عملية التصحيح، بهدف دفع عملية التطوير في إدارة عمليات تصحيح الامتحانات الوطنية الضخمة التي تقودها الهيئة، وإلقاء الضوء على جوانب القوة والجوانب التي بحاجة إلى تحسين.

وخرجت تقارير رؤساء مصححي الامتحانات الوطنية بمجموعة من النتائج العامة عن أداء الطلبة في الامتحانات وملاحظات عامة بشأن جودة الأداء في كل مادة من مواد الامتحان.

وعلى رغم الانخفاض عموماً في مستوى الطلبة، فإن معظم الطلبة أظهر في جميع صفوف امتحانات اللغة العربية القدرة على التعامل بشكل جيد في استخلاص الأفكار والقدرة الجيدة في كتابة النّص السردي القصصي، بينما أشارت التقارير إلى الحاجة لتكثيف التدريبات التي تساعدهم على إتقان بعض الظواهر اللغوية، وفي توظيف القواعد النحوية، وعلامات الترقيم وتوظيف التشكيل بالحركات على الحروف بشكل صحيح.

أما بالنسبة إلى امتحانات مادة الرياضيات، فقد لوحظ إتقان الطلبة لبعض الكفايات والمهارات الأساسية في جميع الصفوف، كلٍ بحسب مراحله الدراسية، كما أظهرت عملية التصحيح إلى وجود عددٍ من الأخطاء الشائعة في أداء الطلبة وخلط لبعض المفاهيم الرياضية.

من جانب آخر، بينت هذه التقارير حاجة الطلبة إلى تدريبات في حلّ المشكلات والقدرة على توظيف المفاهيم الرياضية في حلّ المشكلات.

أما في مادة العلوم؛ فقد كشفت النتائج عن معرفة الطلبة الجيدة بالكثير من المفاهيم العلمية في امتحانات العلوم للصفين السادس والتاسع (الثالث إعدادي)، بينما لوحظ أن غالبية الطلبة بحاجة إلى تطوير قدراتهم في ممارسة استعمال اللغة العلمية السليمة وتوظيفها بالشكل الصحيح عند تقديم التفسيرات العلمية، إلى جانب تطوير مهاراتهم للتجارب العلمية.

وكان أداء معظم الطلبة في امتحان اللغة الإنجليزية (عموماً) جيدًا، إلا أنه لوحظ حاجة الطلبة إلى تدريبات في توظيف مهارات القراءة المسحية السريعة للحصول على تفاصيل النصّ كاملة