أشعل فريق الحد أجواء بطولة كأس الملك المفدى لكرة القدم مبكراً بعدما فجر مفاجأة قوية جرد بها فريق الرفاع من لقب الكأس بتغلبه عليه بثلاثة أهداف مقابل هدف في مباراة دور الستة عشر، ليفتح بذلك باب الاحتمالات والمفاجآت في المشوار القادم من مباريات الكأس.
ورصد «الوسط الرياضي» أوراق وأسرار المفاجأة الحداوية القوية والمثيرة التي جاءت على حساب حامل اللقب والمرشح القوي لبطولات الموسم الجاري وخصوصاً بعد عودة نجومه الدوليين المحترفين، بالإضافة إلى لاعبيه الأجانب، ليقلب بذلك الترشيحات رأساً على عقب.
وبدا مدرب فريق الحد الوطني محمد الشملان متوازناً ومتواضعاً في قراءته الفوز الحداوي على الرفاع، مطالباً بضرورة التعامل مع النتيجة في حدود منطقية وواقعية بعيداً عن التهويل أو الترفع، فعالم كرة القدم مليء بالنتائج المختلفة وخصوصاً في مباريات الكؤوس.
وقال الشملان: «من وجهة نظري أرى أنني لا أفضّل إطلاق مصطلح المفاجأة على فوز الحد على الرفاع؛ لأن ذلك يمثل إجحافاً للعمل الكبير الذي بذل في نادي الحد من قبل مجلس الإدارة والجهازين الإداري والفني واللاعبين، وان مفهوم المفاجأة لا يخلو من قاموس العمل في كرة القدم، ولكن الأفضل وصف هذا الفوز بـ «اختلاف المنطق» باعتباره تحقق على فريق كبير مثل الرفاع الذي لا تقلل هذه الخسارة من مكانته».
وأضاف الشملان «من الصعب أن نترفع ونأخذ هذا الفوز بتفكير آخر بعيداً عن وضع فريقنا في نادي الحد ونذهب للقول أننا منافسون ونفرط في الثقة، بل يجب أن نحترم كل فريق سنلاقيه وننسى هذه المباراة، ولا ننسى أننا في مرحلة تكوين شخصية وإعداد الفريق، لأن أمامنا موسما طويلا ولدينا أهداف نسعى لتحقيقها، لكن يفترض أن نستثمر تخطي عقبة كبيرة مثل الرفاع بصورة إيجابية في تعاملنا مع مبارياتنا المقبلة وخصوصاً ان كل مباراة في الكأس تعتبر مرحلة خاصة تحتاج إلى تعامل مختلف».
وعن مجريات المباراة قال الشملان: «سعينا إلى التعامل بواقعية مع مجريات المباراة أمام فريق كبير مثل الرفاع واحترمنا قوته ونجومه ووضعنا جميع الأمور في حساباتنا واستفدنا من الخبرة والثقة التي اكتسبها لاعبو الفريق من مواجهة الفرق القوية منذ الموسم الماضي، وكان هناك نوع من الارتباك والضغوط على فريقنا في الشوط الأول بالإضافة إلى تأثر الناحية الهجومية لدينا بعدم انسجام اللاعب وهاب المالود مع بقية عناصر المقدمة بسبب التحاقه المتأخر بالفريق، وعلى رغم ذلك كان هناك التزام في تطبيق المهام الدفاعية في الشوط الأول، ومن ثم تغيرت صورة الفريق في الشوط الثاني بعدما تحرر اللاعبون من ضغط المباراة، ورتبنا صفوف الفريق واستثمرنا بعض الأمور الفنية وظهروا بفورمة فنية ومعنوية عالية جعلتهم يتفوقون على أنفسهم، كما أننا نجحنا في تعطيل مفاتيح الخطورة في فريق الرفاع والتي لم تكن من وجهة نظري موظفّة بصورة مناسبة داخل الملعب».
الدوي: فزنا بروح الفريق الواحد
ويقول إداري فريق الحد نبيل الدوي إنه على رغم أن الكثيرين وصفوا فوز الحد على الرفاع بالمفاجأة القوية لكنني قلتها قبل المباراة ان لكل مجتهد نصيب، وتم إعداد الفريق جيداً لهذه المباراة من النواحي الفنية والنفسية فكان المردود إيجابياً بالمستوى الجيد والفوز.
وأضاف الدوي «كان هناك تكاتف ودعم للفريق من قبل جميع الأطراف في النادي وعلى رأسها مجلس إدارة النادي الذي حرص على دعم ومتابعة الفريق في جميع أموره وعقدت الاجتماعات من المسئولين مع اللاعبين وكذلك اجتماعات بين اللاعبين أنفسهم واستشعر الجميع أهمية هذه المباراة ومسابقة كأس الملك بصورة عامة وسار العمل الفني والنفسي لهذه المباراة على خطين متوازيين 50 في المئة لكل جانب، إذ أولينا الجانب النفسي أهمية وتركيزا نظراً إلى قوة الفريق المنافس، وبصراحة لم نكن متفائلين ومتوقعين الفوز على الرفاع، لكن الأهم كان لدينا ثقة كبيرة بقدرات اللاعبين وكفاءة الجهاز الفني وهو ما جعل التفاؤل بتحقيق نتيجة إيجابية يسود أوساط الفريق، كما يجب التأكيد على الدور الكبير الذي بذله مدرب الفريق الكابتن محمد الشملان في إعداد الفريق ووضع الطريقة المناسبة وقراءة أوراق المباراة وخصوصاً بين الشوطين وهو ما جعل كفة اللعب تسير لصالح الحد في الشوط الثاني».
وعن سير مجريات المباراة وتقلباتها قال الدوي: «لم تكن المباراة سهلة على الإطلاق أمام فريق بطل مثل الرفاع بنجومه ومحترفيه، وبصراحة عشنا على أعصابنا مع التحولات التي دارت في المباراة حتى صفارة النهاية، وفريق الحد ظهر بصورة مختلفة في الشوط الثاني بفضل كفاءة وقراءة مدرب الفريق محمد الشملان لوضع الشوط الأول وملاحظته نقاط القوة والضعف لدى الفريقين، وفي ضوئها وضع ملاحظاته وتعليماته الفنية ونجح اللاعبون في تطبيقها فدانت لنا الأفضلية والتفوق في الشوط الثاني وتوجنا ذلك بالفوز».
وعن تأثير الفوز على فريق الرفاع حامل اللقب في أولى المواجهات، أكد إداري فريق الحد الدوي ان هذا الفوز يمثل انطلاقة قوية ويمكن القول إنه قد يتحول إلى سلاح ذي حدين يجب استثماره جيداً في المباريات المقبلة في رفع درجة تركيز الفريق واستثمار بدايته الجيدة فنياً ونفسياً، في حين قد يكون تأثير الفوز سلبياً في حال تسرب للفريق شعور الثقة الزائدة وعاش نشوة الفوز طويلاً وتساهل بفريق البديع في مباراته المقبلة في دور الثمانية، وخصوصاً أن مباريات الكؤوس لا تعترف أحياناً بالمنطق ويلفها شبح المفاجآت».
وأرجع الدوي غياب بعض عناصر الحد الأساسية إلى ظروف مختلفة، موضحاً أن غياب المدافع الجديد حبيب نصيف المعار هذا الموسم من نادي المالكية بسبب الإيقاف مباراة واحدة منذ الموسم الماضي وسيشارك في مباراة دور الثمانية أمام البديع، فيما غاب محمد جاسم النصف والمهاجم أحمد عبدالرسول بسبب إصابتهما وهما في طور العلاج والـتأهيل تمهيداً لعودتهما إلى الفريق المباريات المقبلة
العدد 3306 - الأحد 25 سبتمبر 2011م الموافق 27 شوال 1432هـ