قال علماء أميركيون إن الخلية البشرية تخطئ التقدير وتسمح لألياف مادة الأسبستوس وغيرها من الجزيئات النانوية التي على شكل عصي باختراقها.
وحسب العلماء في مجلة «نيتشر نانو تكنولوجي» فإن المستقبلات الموجودة على سطح الخلية تتعامل مع الجزيئات النانونية المستطيلة التي تصل هذه المستقبلات بمقدمتها وكأنها كريات بدلاً من اعتبارها أشكال أسطوانية وذلك بسبب المقدمة المستديرة لهذه الجزيئات والتي توهم الخلية بأن هذه الجزيئات كروية الشكل.
وأشار الباحثون إلى أن كلاً من الأنابيب الكربونية والذهبية نانونية الحجم لها مقدمة كروية غالباً ذات قدر يتراوح بين 10 إلى 100 نانومتر وأنها تبدو للخلية رغم ذلك وكأنها قادرة على امتصاصها «... الأمر كما لو أننا أردنا أن نبتلع «مصاصة» يفوق طولها طولنا» حسبما أوضح هوايان جاو من جامعة براون في مدينة بروفيدنس الأميركية «لابد وأن هذه المصاصة ستعلق في حلقنا...».
وأشار العلماء منذ وقت طويل إلى مخاطر ألياف الأسبستوس على خلايا الجسم حيث أظهرت بعض الصور التي اتخذت بالعدسات المعظمة إلى أن هذه الألياف تبرز من خلية الجسم وكأنها سهم طويل». غير أن علماء الأحياء يحاولون منذ فترة طويلة معرفة السبب وراء إقدام الخلية على امتصاص شيء طويل بهذا الشكل حسبما أكد جاو.
وتوصل العلماء من خلال نماذج محاكاة اتصال الجزيئات النانونية بالخلية إلى أن هذه الجزيئات تحط على سطح الخلية بشكل طولي وليس بشكل عرضي، وهو الأصل لتحقيق أكبر مساحة من الاتصال، ما يجعل الخلية تتعرف على هذه الجزيئات دقيقة الحجم وكأنها كريات وليست أشياء مستطيلة الشكل. وبمجرد دخول الجزء الأمامي من هذه الجزيئات للخلية لا تستطيع الخلية التخلص منه ولا يصبح أمامها سوى إطلاق إنذار للجهاز المناعي بالجسم «وهو ما يؤدي إلى رد فعل مناعي يمكن أن يحدث التهابات متكررة في الجسم» بحسب جاو
العدد 3311 - الجمعة 30 سبتمبر 2011م الموافق 02 ذي القعدة 1432هـ