تنوعت الموضوعات التي تناولها خطباء الجمعة يوم أمس، وكان واضحاً تأثرها بمجريات الأوضاع وتطوراتها. وتطرقت الخطب الى مواضيع الشأن العام والوعظ الاجتماعي، ودعا بعضها الى عدم سد منافذ الحل السياسي وفرص التدارك.
اعتبر إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع)، في الدراز، الشيخ عيسى أحمد قاسم، أن من «أسوأ حالات السياسة أن تمعن في التضييق، وسد كل منافذ الحل، وغلق فرص التدارك، وفي التجويع والترهيب، والازدراء والتهميش والإقصاء والاستهداف».
وتحدث قاسم، في خطبته يوم أمس الجمعة (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2011)، عن الأيام العالمية للاحتفال بالمرأة والمعلم وغيرهما، قائلاً: «إن كل يوم يحتفل فيه العالم لتكريم المرأة أو المعلم أو الطبيب أو الصحافي الحر، هو يوم إهانة، وتهميش، وملاحقة، ورعب، وازدراء، ومحاكمة ظالمة لكل هؤلاء».
ورأى قاسم أن «من لم يبتغِ في الأرض شراً ولا فساداً، ولم يخرج أشراً ولا بطراً، وإنما كل حركته للإصلاح، وطلباً للحرية والإعتاق من عبودية العباد، ورفضاً للظلم والبغي في الأرض، كان الله معه، ومن كان الله معه كان النصر حليفه وكان من الغالبين».
من جانبه، دعا إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، المسلمين كافة، إلى التمسك بالله في أوقات الرخاء قبل أوقات الشدة، والإحسان في الرخاء، لتظهر ثمرة هذا الإحسان في الشدة.
وقال القطان، في خطبته يوم أمس الجمعة (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2011)، «أحسنوا إلى الله اليوم، وأنتم في الرخاء، تجدون هذا الأثر في الإحسان، يوم الشدة»، مشيراً إلى أن هناك «من الناس من لا يعرف الله إلا في الشدة، وفي الرخاء يبقى في غفلة ومعاص وإعراض عن ذكر الله».
وذكر القطان أنه «لابد من شدة وضيق في هذه الدنيا، المليئة بالفتن والهموم، والمصاعب»، مستدركاً «إلا أنه ومن علامات كمال التوحيد أن يلجأ العبد إلى الله في السراء والضراء، وألا يقتصر ذلك على الشدة فقط».
وأكد أن اللجوء إلى الله في الرخاء، والتمسك به، والتقرب إليه، سبب عظيم لاستجابة الدعاء في الشدة والصعاب.
وفي سياق خطبته، لفت إلى أنه «من تعرف على الله في الدنيا ولزم طاعته، نزلت عليه عند موته ملائكة بيض الوجوه، وكأن وجوههم شمس طالعة».
هذا، وأكد إمام وخطيب جامع عالي الكبير، الشيخ ناصر العصفور، أن «التقدم والازدهار، يحتاجان دائماً إلى الأرضية المناسبة، والمناخات الصالحة، التي ننطلق منها في مجال العمل والإبداع»، مشدداً على ضرورة عدم اليأس والإحباط.
وقال العصفور، في خطبته يوم أمس الجمعة (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2011)، «ونحن في هذه المرحلة الدقيقة والعصيبة، يجب علينا أن نفكر، وأن نتعلم من تجارب الآخرين، ومهما تكن الظروف، يجب علينا ألا نيأس ولا نصاب بالإحباط، بل يجب علينا جميعاً أن نتعلم من دروس الحياة، ونتعلم من أخطائنا ومحنتنا، لننطلق إلى فضاء أوسع وأرحب».
وأوضح أن «هناك سنناً إلهية تحكم الكون والوجود، ولا يمكن لأية أمة أن تتجاوز هذه السنن أو أن تتمرد عليها، وإلا كانت النتيجة الخسران، فلابد من الأخذ بالأسباب، إذا أردنا تحقيق التقدم والازدهار، وهو ما يعني في المقام الأول تهيئة الأرضية المناسبة، والمناخات الصالحة، التي ننطلق منها في مجال العمل والإبداع».
وأضاف «لابد من الأخذ بأسباب القوة والمنعة، ومن ذلك تحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، وغير ذلك من أسباب. وإن الأمم التي نجحت وأبدعت في المجالات الحضارية وحققت النجاحات في الجوانب المادية وغيرها، لم تنشأ من فراغ، وإنما انبعثت من رحم المعاناة والألم، فدول أوروبا المعاصرة، انطلقت في حضارتها، بعد أن نفضت عنها غبار الحروب والدمار والركام، بعد حروب أهلية، وصراعات عرقية، ومحن طاحنة، انطلقت في بناء واقعها وحاضرها ومستقبلها، بعد أن أدركت فظاعة الخسائر وحجم الدمار، ودفعت الثمن الباهظ».
وتحدث العصفور عن السنن الكونية، ونظام العدل والإنصاف، مبيناً أن «الله تعالى خلق الكون والحياة، والوجود كله طبق نظام محكم ودقيق، بل في غاية الإتقان والإحكام، ولا يوجد شيء في الوجود عبثي، ولا للصدفة فيه مجال، فالزمن وحركة الزمن محسوبة بدقة متناهية».
وقال إن «الله تعالى يعرِّفنا، أن الوجود كل شيء فيه موزون ومحسوب، ويطالبنا بالعمل طبقاً لميزان العدل في حياتنا. فأنت أيها الإنسان محكوم بميزان الخلق، في الجوانب التكوينية، والسنن الكونية، فأنت مطالب بالعمل بميزان الخالق الذي أراده لك في المجالات التشريعية أيضاً، بأن تكون حياتنا وفق ميزان العدل والإنصاف، الذي يجب أن يحكم مواقفنا وأفعالنا وواقعنا».
واستشهد العصفور بمقولة للإمام علي (ع)، وهي «جعل الله لكل عمل ثواباً، ولكل شيء حساباً»، موضحاً أنه «من هذا المنطلق جاءت الروايات الكثيرة، تحثنا على المحاسبة، وترشدنا إلى ضرورة مراقبة الإنسان لأعماله، في كل المجالات الحياتية، في علاقة الإنسان بربه، وفي أمور حياته الخاصة والعامة، حيث يحتاج الإنسان إلى لحظات للتأمل والمكاشفة مع الذات، فهذه الفترة تتيح للإنسان الوقوف والتعرف على نقاط القوة والضعف، وتدفع به نحو الإصلاح وتطوير الذات». وأكد العصفور مقولة «ثمرة المحاسبة صلاح النفس».
ودعا إمام وخطيب جامع أبي بكر الصديق، الشيخ علي مطر، الجهات الحكومية والمسئولين والوزراء، إلى منح مزيد من الاهتمام، وفتح أبوابهم أمام كبار السن والضعفاء في المجتمع، معتبراً أن مناصب المسئولين والوزراء وجدت لخدمة الناس وتلبية مطالبهم.
وقال مطر، في خطبته يوم أمس الجمعة (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2011): «في الوقت الذي يحتفل فيه العالم، باليوم العالمي للمسنين، فإنه تقع علينا مسئولية وواجب رعاية كبار السن، وخاصة العاجز منهم عن الكسب، وعن خدمة نفسه، وذلك بتوفير كل ما يحتاجون إليه، مع ما يجب تجاههم من إكرام وتوقير واحترام».
وأوضح مطر «نرى في مجتمعاتنا أن القوي بماله وجاهه وعشيرته، يُساعَد وتيسر أموره ويُستثنى حتى في القوانين والجزاءات والقرارات، وربما يُغض الطرف عن أخطائه، ويُتجاوز عنها، وتفتح له الأبواب وتلبى طلباته ويستقبل بحفاوة، أما الضعيف معنوياً، فيؤخر ويُحتقر ويهان ويظلم، وتعطل مصالحه وطلباته ومعاملاته، ولا يُستقبل إلا بوجه عابس، فلا احترام ولا ترحيب، وربما يُطرد وتغلق الأبواب في وجهه، فلا يعامل بإنسانية ولا إنصاف، فيضيع حقه».
وأكد مطر «يجب علينا وعلى المسئولين من وزراء وغيرهم فتح أبوابهم للناس وخاصة الضعفاء منهم، فهذه المناصب لم توجد إلا لخدمة الناس وتلبية طلباتهم».
وذكر «لا يخلو أي مجتمع من فئة الضعفاء، سواء أكانت هذه الفئة ممن لا جاه لهم ولا مال ولا عصبة تحميهم وتنصرهم وتدافع عنهم، أم كانت من كبار السن، والمرضى والمعوقين، والنساء والأطفال، واليتامى والفقراء، والمساكين والعمال، والخدم وبسطاء الناس، ومن في حكمهم، ولاشك أن علينا واجباً كأفراد وكمجتمع بمؤسساته الرسمية والمدنية والأهلية تجاه هؤلاء الضعفاء»، مبيناً أنه «بصفة عامة، فإن الشريعة الإسلامية بمبادئها الربانية العظيمة اهتمت بهذه الفئة، وأرشدت إلى رعايتهم والعناية بهم».
واستدل مطر بعدد من الآيات القرآنية والأحاديث والروايات، التي تحث على مساعدة الضعفاء، وإعانتهم وحمايتهم، ونصرتهم وقضاء حوائجهم ورفع الظلم عنهم، معتبراً أن ذلك «يكون بالقوة الجسمية، وبالمال والجاه والشفاعة الحسنة، ومراعاتهم في الأعمال والوظائف وإنجاز المعاملات، وتقديم الخدمات والسماع لهم، والإصغاء لشكواهم، وعدم غلق الأبواب في وجوههم، ومراعاة الضعفاء من كبار السن والمرضى والمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة في طوابير الانتظار وعند استخدام الطريق».
ولفت مطر إلى أن «الوالدين من أحق وأولى فئات كبار السن بالبر والرحمة، والاحترام والتقدير والرعاية، وذلك لفضلهما ومكانتهما وعظيم حقهما، فيجب على الأبناء مراعاة ذلك وعدم الغفلة عنه»
العدد 3318 - الجمعة 07 أكتوبر 2011م الموافق 09 ذي القعدة 1432هـ
كل شي موجود الحمدلله
تبون الخير حطوا يدكم في يد شيوخنا وبييكم كل شي ان شاء الله
هنا الفوارق
اطروحات الواقع و اطروحات تتجنب الواقع. ان المؤمن لا تأخذه في الله لومة لائم. تعيش يا استاذي القديم و شيخي الحالي يا ابا سامي بصحه و عافيه و عزه و كرامه نحن معك يا عزيزي يا سيدي الفاضل.
رغد
يعطيك العافية يا شيخـــنا الكبير
اباا ســامي
كبير يا ابو سامي
سلمت يا ابا سامي