فتح منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد الطريق أمامه على مصراعيه نحو ذهبية دورة الألعاب الخليجية وقطع نصف المشوار نحو تحقيق الهدف المنشود، وذلك بعد أن فاز على غريمه التقليدي المنتخب السعودي في الكلاسيكو الخليجي المعروف بنتيجة 27-23، وأنهى الشوط الأول لصالحه ولكن بفارق هدف واحد فقط بنتيجة 14-13، ليرفع رصيده لـ 6 نقاط بعد فوزه في المباراة الافتتاحية على الكويت.
وقدم منتخبنا الوطني عرضه الأفضل بعد العودة من مونديال السويد، وأدى المنتخب مباراة رائعة المستوى من حيث الأداء الفني في الشقين الدفاعي والهجومي والأهم من ذلك يكمن في الإعلان عن عودة الروح للمنتخب بعد أن غابت في المباراتين الوديتين المحليتين والمباراة الافتتاحية أمام الكويت، ولعل عودة الروح هي السبب الحقيقي وراء الانتصار المهم والمثير على المنتخب السعودي بالأمس.
ولم يكن المنتخب السعودي بالخصم السهل، وأخذت المباراة طابع الدفاع القوي والتسجيل عبر الهجوم الخاطف وسط تألق الحراسة في المنتخبين، سواء محمد عبدالحسين أو المخضرم مناف السعيد، ولم تكن لتنتهي المواجهة بفارق 4 أهداف، فكانت الأمور تتجه نحو التعادل أو فوز منتخبنا أو المنتخب السعودي بفارق لا يتجاوز الهدف في إشارة لواقع التكافؤ في المباراة، إلا أن الأخطاء السعودية الهجومية في اللحظات الأخيرة وخبرة جعفر عبدالقادر وتألق محمد عبدالحسين ساعدت المنتخب كثيرا.
ولعل أبرز الوجوه التي تألقت في المباراة محمود عبدالقادر الذي قدم مستوى راقيا جدا في الاختراق من الجناح الأيسر أو في الهجوم الخاطف وبدقة تصويب عالية، ولعل المباراة كذلك كشفت وجها جديدا تحمل عبء الضغط النفسي الكبير للمباراة وهو حسن السماهيجي الذي أدى أدواره الدفاعية والهجومية بأداء عال، وكذلك حسين الصياد الذي كان فارقا في الخط الخلفي.
وافتقد منتخبنا الوطني لقدرة التسجيل من الخط الخلفي، وكان في حاجة لخدمات مهدي مدن الذي حضر دقائق معدودة في الشوط الأول، كما أن من السلبيات التي رصدت على المنتخب عدم المحافظة على الفارق الذي وصل لـ 5 أهداف في الشوطين، وتأخر الجهاز الفني في طلب الوقت المستقطع في الحالتين أيضا.
وبالعودة للمباراة، بدأ المنتخب السعودي في الدفاع بطريقة 5/1، فيما بدأ منتخبنا الوطني بطريقة 6/صفر، وجاءت البداية قوية وسريعة بين المنتخبين، وتحولت النتيجة لـ 3-3 خلال الدقائق الخمس الأولى، واعتمد منتخبنا الوطني في التسجيل على اختراقات محمود عبدالقادر من الجناح الأيسر والمنتخب السعودي على اختراقات مهدي السالم من العمق.
ولم يستفد منتخبنا الوطني من نقص المنتخب السعودي لخروج قصي آل سعيد للإيقاف لمدة دقيقتين، ودفع ثمن سوء المراقبة الدفاعية جهة جعفر عبدالقادر وبعد أن كان متقدما تمكن المنتخب السعودي من معادلة النتيجة 6-6 عند الدقيقة 10، إلا أن دخول حسين الصياد الذي ساهم في تنشيط الهجوم بتحركاته الثنائية مع سعيد جوهر بعد أن وضع مدرب المنتخب السعودي جعفر عبدالقادر تحت الرقابة اللصيقة وتماسك الدفاع، نجح منتخبنا في التقدم بالنتيجة 9-6 عند الدقيقة 12.
وأبقى منتخبنا الوطني فارق الـ 3 أهداف 10-7 عند الدقيقة 15 مستفيدا من خروج مهدي آل سالم للإيقاف لمدة دقيقتين بسبب خطأ في التبديل، وحافظ منتخبنا الوطني على فارق الـ 3 أهداف وهو يلعب ناقص العدد لإيقاف جعفر عبدالقادر لمدة دقيقتين بفضل تألق الحارس محمد عبدالحسين وترابط الدفاع أمامه وصارت النتيجة 11-8 مع الدقيقة 18.
ودفع منتخبنا الوطني بعد ذلك ثمن ترابط الدفاع السعودي وعدم قدرته على الاختراق من العمق بعد أن غير طريقته الدفاعية لـ 6/صفر مع تألق الحارس مناف آل سعيد في التعامل مع التصويبات القادمة من الخط الخلفي، بعودة النتيجة للتعادل 12-12 مع الدقيقة 24 بقيادة أحمد العلي الذي تألق في الهجوم الخاطف، وبادر مدرب منتخبنا الوطني عادل السباع بإعادة جعفر عبدالقادر لإيجاد حل للعجز الذي امتد من الدقيقة 19 حتى الدقيقة 26 التي شهدت تقدم المنتخب السعودي، قبل أن يسجل المقابي في الهجوم الخاطف، ويعيد الصياد المنتخب للمقدمة 14-13 وهي النتيجة التي انتهى عليه الشوط الأول.
وبدأ الشوط الثاني، فأدرك حسن المحسن التعادل للسعودية وأعاد محمد المقابي منتخبنا الوطني للمقدمة بهدف جاء من اختراق من الجناح الأيمن، وعند الدقيقة 2 عاقب طاقم المباراة جعفر عباس بالإيقاف لمدة دقيقتين لاحتكاكه مع مهدي السالم، واستطاع منتخبنا بفضل تألق حسين الصياد المحافظة على المقدمة 16-15.
وبعد أن تقدم المنتخب الوطني 17-15 عند الدقيقة 5 فقد ذلك بارتكابه خطأين هجوميين متتاليين استفاد منهما المنتخب السعودي في الهجوم الخاطف وأدرك التعادل 17-17، وتواصل عجز المنتخب عن التسجيل بسبب إصراره الاختراق وسط الدفاع السعودي المتماسك حتى الدقيقة 10، وأراد مدرب منتخبنا الوطني تنشيط الدفاع فأبقى السماهيجي واستبدل الصياد بسعيد جوهر في قيادة الهجوم وسجل منتخبنا عبر محمود عبدالقادر في الدقيقة التالية التي شهدت خروج مهدي السالم للإيقاف لمدة دقيقتين لتصبح النتيجة 18-17 قبل أن يعززه بهدف ثان لحسن السماهيجي.
وضرب منتخبنا الوطني بقوة بتألق واضح لمحمود عبدالقادر فسجل 3 أهداف متتالية في الهجوم الخاطف في ترجمة للتماسك الدفاعي وتألق محمد عبدالحسين ليتحول الفارق لـ 5 أهداف 22-17 عند الدقيقة 14 الأمر الذي عجل بطلب الوقت المستقطع بالنسبة لمدرب المنتخب السعودي، وتراجع الأداء الدفاعي للمنتخب مع تفعيل المنتخب السعودي للجناحين، الأمر الذي أعاد السعوديين للتسجيل من جديد، وصارت النتيجة 23-20 عند الدقيقة 19، ولولا تألق محمد عبدالحسين لتقلص الفارق أكثر، فله الدور الأكبر في بقاء النتيجة دون أن تتغير حتى الدقيقة 21.
ولم تفلح مساعي الجهاز الفني في التغيير على مستوى العناصر لإيجاد حل لطلاسم دفاع المنتخب السعودي، حتى لما أعطى مسئولية الخط الخلفي لسعيد جوهر وماهر عاشور وحسين الصياد، ونجح المنتخب السعودي في تقليص الفارق لـهدف واحد 23-22 مستفيدا من خروج حسن شهاب للإيقاف لمدة دقيقتين، وساهم محمد عبدالحسين في عدم إدراك السعودية للتعادل، وقبل الدقيقة 26 أعاد السباع جعفر عبدالقادر وفرط محمود عبدالقادر في توسيع الفارق لهدفين بإضاعته لانفراد صريح غير أنه سرق كرة الهجمة السعودية وسجل الهدف في الهجوم الخاطف، ثم سجل سعيد جوهر الهدف 25 بعد أن قلصت السعودية الفارق، وحافظ المنتخب بفضل تماسكه وهو يلعب ناقصا حسين الصياد في الدقيقة الأخيرة على النتيجة واستفاد من أخطاء المنتخب السعودي ورفع الفارق في النهاية لـ 4 أهداف 27-23
العدد 3322 - الثلثاء 11 أكتوبر 2011م الموافق 13 ذي القعدة 1432هـ