قال عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إن البحرين ستظل وفية لما تعهدت به من التزامات عبر مسيرتها التي بدأناها قبل عشر سنوات خلت، وهي المسيرة نفسها التي سلكتها المملكة المتحدة، نحو توسيع الحريات، وإصلاح المؤسسات واقتناص الفرص التي تصب في صالح الوطن وصالح القاطنين فيه.
جاء ذلك خلال استقبال جلالة الملك سفير المملكة المتحدة إيان ليندزي وعدداً من الجالية البريطانية في البحرين وذلك بقصر الروضة أمس الإثنين (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2011)، حيث تفضل جلالته بإلقاء كلمة ترحيبية هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السمو،
سعادة السفير ليندزي،
الضيوف الكرام،
يسعدنا أن نرحب بكم اليوم وأن نلتقي بالعديد من أصدقاء البحرين وشعبها، ففضلاً عن كونكم ضيوفاً يحظون بقدر عالٍ من التقدير في مملكة البحرين، فإنكم تشكلون جزءاً حيويّاً من بحرين اليوم، بل من الأسرة البحرينية بمفهومها الأشمل.
لقد قدمتم على مدى قرنين إسهامات عظيمة في نهضة البحرين، سواء كان ذلك في القطاع الحكومي أو المالي أو الهندسي أو الرياضي، معززين بذلك روابط الصداقة التاريخية الراسخة بين شعبينا، وانطلاقاً مما بيننا من قواسم وقيم جوهرية عدة مشتركة.
إن مملكة البحرين والمملكة المتحدة تؤمنان بعمق وبشكل شامل بأهمية الحرية والتسامح والانفتاح، بحيث يتاح للمواطنين أفضل الفرص التي تمكنهم من تحقيق ما يصبون إليه من طموحات وإمكانات.
فهذه المبادئ هي نفسها التي تشكل الأساس الذي يقوم عليه برنامج مملكة البحرين الإصلاحي الراسخ والمستمر، وما كان الحوار الوطني الذي انتهى مؤخراً إلا خطوة إلى الأمام في المسار ذاته.
وعلى مستوى الدولة؛ فإننا الآن بصدد وضع توصيات هذا الحوار موضع التنفيذ على أساس من التوافق بين شرائح المجتمع كافة. وسنواصل معاً وباتحادنا كأمة واحدة مسيرتنا نحو التقدم، معتمدين في ذلك على ما يتميز به شعب البحرين من خصائص وقيم راسخة، وهي القيم التي جعلتنا لا نتردد في إنشاء لجنة التحقيق المستقلة والصندوق الوطني لتعويض المتضررين.
وبناء على ذلك؛ فإن التحقيق سيأخذ مجراه في أي مخالفات يتم رصدها، وإذا ثبت أن أي شخص قد تعرض لأي نوع من الأذى، بغض النظر عن انتمائه، فإنه سيتم إنصافه، وإذا تطلب الأمر تقديم ما هو أفضل من ذلك سيتم إجراء ما يلزم من تحسينات، من أجل أن نحمي مستقبل البحرين.
وعليه اسمحوا لنا أن نوضح بلا أدنى شك؛ أن البحرين ستظل وفية لما تعهدت به من التزامات عبر مسيرتها التي بدأناها قبل عشر سنوات خلت، وهي المسيرة نفسها التي سلكتها المملكة المتحدة، نحو توسيع الحريات، وإصلاح المؤسسات واقتناص الفرص التي تصب في صالح الوطن وصالح القاطنين فيه. إن السرعة التي نمضي بها في مسيرتنا هذه هي عامل مهم لتحقيق النجاح، لكن الأهم أن وجهتنا ستظل واحدة ولن تتغير.
إننا ونحن بصدد الشروع في مرحلة جديدة من تقدمنا نتطلع بكل التقدير إلى دعم أصدقائنا في المملكة المتحدة، فضلا عن الجالية البريطانية المقيمة هنا في البحرين.
وإننا نعلم كيف أيدتم البحرين في العهد القريب, كتفاً بكتف، مدركين ما يحفظ للبحرين خصوصيتها، ومتفهمين التحديات التي نواجهها، مناصرين خطواتنا ونحن نسعى نحو حل ثابت ودائم.
وما من شك في أن مساعدتكم لنا في بناء بحرين مزدهرة وآمنة وتقوية روابط الصداقة على كل المستويات سوف تؤكد أن العلاقات الراسخة بين بلدينا سوف تدوم طويلا في المستقبل، ذلك المستقبل الذي يمكننا أن نتطلع إليه بتفاؤل، معتمدين في ذلك على إيماننا بما لدينا من قواسم وقيم مشتركة سواء كان ذلك كجزء من مجتمع مملكة البحرين وكدولتين من دول العالم.
شكراً لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة السفير البريطاني
ثم ألقى السفير البريطاني كلمة أعرب فيها عن شكره لجلالة الملك على دعوته الكريمة لأعضاء الجالية، وقال ان هذا يعكس المودة القوية التي تكنونها جلالتكم للمملكة المتحدة ولصاحبة الجلالة الملكة وعائلتها وأفراد الشعب البريطاني الذين ساهموا في تنمية وتطوير مملكة البحرين على مدى سنوات طويلة بمن فيهم الحضور من الجالية البريطانية في هذا المساء، كما يعكس أهمية العلاقات الوثيقة بين المملكتين وهي علاقة صداقة وتحالف.
وأشار السفير البريطاني الى أن العلاقات بين البلدين يعود تاريخها إلى أكثر من 200 عام، وأن العديد من الحضور من الجالية البريطانية يعملون حاليّاً في مختلف التخصصات والمجالات ويقيمون في البحرين باعتبارها وطنهم ويساهمون بشكل يومي في نمو البحرين وازدهار المجتمع البحريني، لافة إلى وجود العديد منهم من ممثلي الشركات البريطانية في البحرين والتي لديها روابط من التعاون المشترك في البلاد. وكرر الشكر الى جلالة الملك باسم الجالية البريطانية على هذه الدعوة الكريمة، مشيراً إلى أن الجالية البريطانية ترغب في العمل المشترك مع البحرين في شراكة لتوطيد وتعميق العلاقات الثنائية، وإنهم على استعداد لتقديم كل الدعم لتحقيق ذلك
العدد 3328 - الإثنين 17 أكتوبر 2011م الموافق 19 ذي القعدة 1432هـ