العدد 3331 - الخميس 20 أكتوبر 2011م الموافق 22 ذي القعدة 1432هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

«ألبا» تودع ابنها البكر خليل غلوم

نعم ابنها البكر هو مدير المصاهر خليل غلوم الذي أمضى على خدمته في الشركة 40 عاماً، وهو يعد أول عامل يكمل هذه الفترة الزمنية في خدمة الشركة ولم يسبق لأحد أن بقي مثله في الخدمة وصبر على تلك المشاكل منذ أن تأسست الشركة وقد عمل هذا الرجل على الحفاظ واستمرارية الإنتاج وجعل البحرين في اقتصاد مرتفع ووفر الوظائف لعدد كبير من المواطنين بسبب هذا الإخلاص في العمل وسهر الليالي على المتابعة المستمرة، لقد عمل خليل غلوم في أغلب المهن المتعلقة بالمصاهر، وقد عاصر تلك الصعاب القديمة، وساهم كثيراً في نجاح التغيير والتقدم والتقنية وكان بمثابة مدرسة للجميع وقد تخرج من تحت يده الكثير وكسبوا تلك الخبرة والهبة التي يفتقدها الكثير في صناعة الألمنيوم في العالم.

نحن مجموعة المتقاعدين الذين عملوا في المصاهر، نعتز ونفتخر بهذا الرجل المخلص لوطنه ونعترف بمواقفه الجبارة مع كل من سانده في محنته وقد كان الأب الروحي في أيامنا الماضية وكانت ابتسامته لا تفارق الجميع. إن شخص مثلك في هذه الأيام من المستحيل الحصول عليه وإخلاصك العظيم هو الذي أوصل الشركة إلى ما هي عليه في هذا اليوم وعلى كل من يريد أن ينجح في الشركة أن يفعل الصحيح، إنها فعلاً خسارة كبيرة لتركك ألبا وهي ربح لك في حياتك التقاعدية الجديدة، فإنك مازلت شاباً تتحلى بالأخلاق العالية وأباً حنوناً لأولادك ولزملائك السابقين، نحن لا ننسى مواقفك ومساعدتك لنا، بجهودك العظيمة أصبحت محبباً للجميع وليس في قلبك حقد أو كراهية بل محبة، فأنت أقدم عامل وأصبحت من أفضل المديرين بتفوقك في إدارة تلك المصاهر التي من الصعب على أي رجل آخر أن يديرها في أزمتها وقد كانت ألبا بمثابة بيتك الثاني. إن هذه الرسالة هي فخر واعتزاز بك لأنك تستحق أكثر من ذلك.

وفقك الله وأهلاً وسهلاً بقدومك إلينا.

صالح بن علي


طائرة ورقية نفاثة!

 

أحضر مجموعة من سيقان نبات البوص، ذلك الذي ينمو على جوانب الترع وأطراف الحقول، يبدو أنه قد جمعها منذ فترة وتركها كي تجف ويبدو أنها قد أصبحت جاهزة لما سيصنعه بها، وبلهفة شديدة كنت أتأمل ذلك الصبي ذي العشر سنوات وهو يحمل تلك السيقان في يديه، أخذ يقلمها ويقطعها إلى أجزاء متساوية الطول ثم راح يرتبها واحدة تلو الأخرى في شكل هندسي متناسق، ثم أخرج من حقيبته الصغيرة خيطاً رفيعاً مستخدماً إياه في ربط تلك البوصات الصغيرة مع بعضها بعضاً، أخذ بعض الوقت لإنهاء تلك المهمة ثم راح يفتش في حقيبته وبعد فترة أخرج بعض الورقات البلاستيكية الزاهية الألوان، وبدأ في تثبيتها على الشكل الهندسي الذي شكّله من سيقان البوص، الآن قد بات واضحاً أن تلك الطائرة الورقية الجميلة هي الشيء الذي قصد الصبي أن يصنعه، وهى ذاتها الشيء نفسه الذي انتظرته بلهفة كي أراه يُصنع من السيقان الجافة والخيوط والأوراق الملونة، ما رأيته قد أعاد إلى خاطري بعض الذكريات الجميلة حيث كنا نخرج في أيام العطلات والإجازة الصيفية كي نلعب ونلهو، وبالطبع كنا نصنع الطائرات الورقية التي كانت تزين السماء الواسعة، كنت أتنافس مع رفقاء الصبا في جعل الطائرة الورقية تطير أعلى وأعلى...

وكنت أظن أن بإمكاني أن أجعلها تصل إلى الشمس، لولا أن الخيط الواصل بين يدي وبين الطائرة لن يكفى لفعل ذلك، وبينما أنا أسبح في ذكريات الماضي، رأيت طائرة الصبي ترتفع شيئاً فشيئاً، كان نسيم الربيع ورياحه الدافئة اللطيفة تساعد على طيرانها أعلى وأعلى، وكلما ارتفعت الطائرة كلما زاد وجه الصبي إشراقاً وابتهاجاً، ارتفعت الطائرة إلى حد معين لكن الحفاظ عليها ثابتة في مكانها أمر صعب بل محال، لذا كان عليه أن يتحرك من مكانه بين الحين والحين، يجلس حيناً ويقف حيناً، وكأنه يؤدى رقصة هادئة من رقصات الباليه،يُهيأ للناظر إليه من بعيد وكأنه يجسد مشهداً من فن البانتومين.

عادت إليَّ ذكريات الصبا مرة أخرى، محاولاً أن أتذكر المزيد من تلك الأيام... وبينما أنا أسبح في خيال الماضي سرعان ما رأيت خيط الطائرة ينقطع، وتعلو الطائرة ويزداد ارتفاعها، وقف الطفل من دون أدنى حركة، توقف عن الرقص وكأن العزف الموسيقى قد انتهى معلناً نهاية الفقرة، لكن من دون جمهور كي يصفق للعازف ومن دون ستار كي يُسدل، لقد انقطع خيط الطائرة فأخذت جزءاً معها إلى الأعلى وتركت جزءاً آخر بين أنامله الصغيرة، ظهرت في عينيه دمعة لامعة ما لبثت أن جفت، وبينما ترتفع الطائرة أكثر وتتوارى في الأفق يزداد الصبي إمعاناً في نظرته إلى السماء وكأنه يودع طائرته الورقية الصغيرة التي ما لبثت أن اختفت، وما هي إلا لحظة حتى لاحت في السماء طائرة نفاثة ترسم خلفها خطاً أبيض طويلاً، نظر الصبي إليها وانفرجت أسارير وجهه، وظل يدقق النظر فيها لفترة، ربما ظن أنها طائرته الورقية وقد عادت إلى الظهور وأنها تشق سحابات السماء العالية محدثةً ذلك الخط الأبيض، وربما كان يفكر في مستقبله، متمنياً أن يصبح ذات يوم طياراً كي يقود مثل هذه الطائرة ويسافر بها إلى كل أرجاء الدنيا، وربما لم يكن يفكر في هذا أو ذاك!

أحمد مصطفى الغر


مشاهد تاريخية نأخذ منها العبر

 

قال تبارك وتعالى في الآية 159 من سورة آل عمران «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ».

في هذه الآية المباركة خطاب لرسول الله (ص) ولكل قائد وزعيم بنصحه بالرفق بالأتباع والعفو عنهم إذا صدرت منهم بعض الأخطاء وطلب المغفرة لهم من الله تبارك وتعالى والتشاور معهم في الأمور المهمة كقرار الحرب وقرار الصلح وسياسة الحكم، والتشاور يكون مع الأفراد العارفين الصالحين الناصحين للأمة وبعد التشاور يأتي التنفيذ والموفق هو الله سبحانه وتعالى.

فإذا اجتمعت هذه الأمور وتمت هذه الخطوات كان الأمل في تحقيق الغايات كبير وقريب جداً، ومع الاستبداد بالرأي والانفراد بالقرارات فالأمل في النجاح ضئيل وبعيد جداً.

وفي تاريخنا الإسلامي أمثلة كثيرة على النجاحات الكبيرة التي تحققت مع مشورة الأخيار والإخفاقات الكبيرة التي نتجت عن مشورة الأشرار يروي لنا التاريخ أنه لما تولى عمر بن عبدالعزيز رحمه الله مقاليد الحكم بدأ أولاً بإقصاء بطانة من سبق من الأمراء لعلمه بفسادهم واتخذ بطانة جديدة وعلى رأسهم العالم الجليل الشيخ الحسن البصري فكانوا يشيرون عليه بالرفق بالرعية والمساواة بينهم والإحسان إليهم والعدل فيهم ومكافأة المحسنين منهم ولو كانوا من الأبعدين ومعاقبة المذنبين ولو كانوا من الأقارب ويذكرونه دائماً بقول الله تبارك وتعالى: «إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون» وكذلك يذكرونه بقول الرسول (ص): «الناس سواسية كأسنان المشط، لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى، كلكم لآدم وآدم من تراب»، وفي ذلك العهد استتب الأمن واجتمعت الكلمة وتوقفت المنازعات وعم الخير وأمن الناس جميعاً على أرواحهم وأعراضهم وأرزاقهم وانصرفوا للعلم والعمل. ويروي لنا التاريخ أيضاً أنه لما قامت الدولة العباسية وكان أول أمرائها أبوالعباس السفاح الذي مارس القتل والتنكيل بالأمويين وأقصاهم وطاردهم وفي أحد الأيام دخلت عليه جماعة من الأمويين وبعدما استقر بهم المجلس قالوا له نحن أمويون وإنا لم نؤذِ أحداً ولم نظلم أحداً ولم نعتدِ على أحد ونطلب منكم أيها الأمير أن تدعنا نعيش كما يعيش غيرنا من الناس وكان السفاح متجاوباً معهم حتى أنه قدم لهم ما تستدعيه الضيافة وفي الأثناء دخل عليهم أحد العباسيين فلما رآهم قال قولته المشئومة.

لا يغرنك ما ترى من رجال

إن تحت الضلوع داءاً دورياً

فضع السيف وارفع السوط حتى

لا ترى فوق ظهرها أموياً

ومع الأسف الشديد أن السفاح أخذ بهذه المشورة وأمر بقتلهم جميعاً وفيهم الشيوخ والكهول والشباب والصبية وما كان لهم ذنب غير أنهم أمويون ويعد هذا العمل من أكبر الجرائم التي نهت عنها الأديان السماوية والقوانين الوضعية فلا يجوز أبداً أن يقتل أحد أو يعذب أو يسجن أو يحارب في رزقه فقط لأنه أموي أو علوي أو شيعي أو سني أو مسلم أو غير مسلم.

وختاماً نذكر قولاً للإمام علي (ع) «من استبد برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركهم في عقولهم».

محمد علي رضي

كاتب بحريني


حب أهل البحرين أصل متجذر في تربة هذا الوطن

 

هذه القصة حدثت قبل أحداث 14 فبراير ربما بسنتين أو أكثر ولا أبالغ أن عشرات القصص بل مئات قد حدثت مثلها على مدى السنوات الماضية وليعذرني الإخوة القراء أن أكون صريحاً في سرد هذه القصة حتى نفهم واقعنا جيدًا ، تقول القصة إن إمرأة سنية خرجت من مكان عملها متأخرة عن موعد خروجها اليومي بسبب ظروف العمل ولما أرادت ركوب السيارة وتشغيلها لم تشتغل وعبثا حاولت مرارا وتكرارا لكن كل محاولتها بائت بالفشل كان يجلس على أحد الدكاكين بالقرب من السيارة مجموعة من الإخوة الشيعة فلاحظوا حيرة المرأة ويأسها من السيارة فتقدموا إليها بكل تواضع واحترام عارضين عليها المساعدة لم تترد المرأة في قبول المساعدة بل رحبت بذلك حاول الإخوة الشيعة تشغيلها لم تفلح المحاولة طلبوا سيارة أخرى لإعادة شحن بطارية سيارة المرأة أيضًا لا فائدة قالوا لها إن المشكلة في البطارية وتحتاج إلى بطارية جديدة وافقت المرأة على شراء البطارية لكنه أسقط في يدها إن مبلغ البطارية الجديدة في حدود الثلاثين ديناراً وهذا المبلغ ليس متوفرًا لديها في ذلك الوقت ، قال لها الإخوة لا عليك سنأتيك بالبطارية الجديدة الآن وفعلاً كما نقول في الأمثال كفوا ووفوا وقاموا بتركيب البطارية الجديدة واشتغلت السيارة ، المرأة لم تستطع أن تحبس دموعها من هذا الصنيع الجميل ولم توف كلماتها الشكر لهؤلاء الذين قاموا بمساعدتها في الوقت الحرج. في اليوم الثاني كانت المرأة تبحث عن هؤلاء الأجاويد و تقسم عليهم أن يأخذوا ثمن البطارية .

هذا الموقف النبيل هو شعب البحرين بطوائفه المختلفة هو شعب أرض ديلمون الذي اشتهر بطيبته وسمو أخلاقه واعتزازه بنفسه وبوطنه ، لوقارنا مثل هذه القصص بما جرى بعد أحداث الدوار يتسائل المرء يا ترى ماذا حدث لنا وماذا جرى ؟ من فعل بنا ذلك ؟، والأخرون يتسائلون أيضًا ماذا حدث لكم يا شعب البحرين يا من عشتم متحابين متجاورين متآلفين يجمعكم الدين والأرض والتقاليد ؟ الناس كانت تعشق البحرين في الماضي وكانوا يأتون ليموتوا فيها على إنها أرض الخلود ، فهل يا ترى سنسترد وعينا ونرجع أمة واحدة متكاتفة أم أن الشرخ سيتسع بينا يوماً بيوم حتى نصبح شعبين متضادين متنافرين كقطبي مغناطيس.

لا أدري بما سيحدث في الغد لكن أتمنى أن صوت العقل يرتفع عاليًا مستجيبًا لنداء الله سبحانه وتعالى :وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ آل عمران 103

إن هذه الأرض الطيبة لا يعيش عليها إلا طيب النفس والخلق فهذا قانونها وحكمها المشهور ومن يشذ عنها يرجعه الطيبون إلى الطريق السوي ومن يأبى عليه أن يبحث له عن أرض لا تشبه البحرين.

عبد الجليل الجاسم

العدد 3331 - الخميس 20 أكتوبر 2011م الموافق 22 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً