العدد 3333 - السبت 22 أكتوبر 2011م الموافق 24 ذي القعدة 1432هـ

الفيلم المغربي «نبع النسا»... دليل المرأة الذكية لانتزاع حقوقها

مخرج روماني وممثلات ينتمين إلى عدة دول عربية في فيلم تدور أحداثه في المغرب وتضرب فيه النساء عن الجنس تأديباً للرجال وثورة على التمييز للمطالبة بحقوقهن في الحياة. فهل تنجح الثورة؟

يثبت فيلم «نبع النسا» للمخرج رادو ميهاليان، أن ذلك يمكن أن يحدث؛ إذ قدم جانباً من معاناة المرأة العربية ممثلة في قرية مغربية صغيرة تقوم فيها النساء بمجهود بدني كبير؛ إذ يقمن بجلب الحطب كوقود ومياه الشرب من نبع جبلي بعيد ويسرن في طريق صخري وعر، في حين يتفرغ الرجال للجلوس في المقاهي للعب الورق والثرثرة.

والفيلم الذي تبلغ مدته 122 دقيقة إنتاج فرنسي مغربي بلجيكي إيطالي وتقوم ببطولته الجزائرية ليلى بختي، والتونسية حفيظة حزري والفلسطينيان صالح بكري وهيام عباس ومن المغاربة محمد مجد.

وبيونة وهي أرملة عجوز تقف في وجه ابنها الشاب المتشدّد الذي يعامل زوجته بخشونة ويأمرها بارتداء الحجاب والاختفاء عن الناس فتقول له إن الحجاب فرض في صدر الإسلام للتمييز بين الحرائر والإماء ولم يعد في عالم اليوم إماء وهو مشهد صفق له المشاهدون في مهرجان أبوظبي السينمائي يوم الاثنين الماضي (17 أكتوبر/تشرين الأول 2011).

وتضيف الأم، أن الأولى من التركيز على إخفاء جسد النساء أن يغض الرجال أبصارهم كما أمرهم القرآن وتقول «غطوا عيونكم عن ملاحقة النساء قبل أن تطالبوا النساء بتغطية الوجوه».

وجاءت فكرة الإضراب عن الجنس حلاً سلبياً اقترحته الزوجة الشابة (ليلى) على النساء لكي يجبرن الرجال على جلب الماء وتحمُّل المسئولية ولكن أول من يرفض الفكرة حماتها التي تأمر ابنها بتطليق «الزوجة المتمردة» بحجَّة أنها عاقر.

ويلقي الفيلم أضواء على السياق العام الذي يعيشه هؤلاء المغاربة المحرومون من التمتع بأبسط الحقوق الإنسانية؛ إذ تشيع الأمية والجهل والقمع والتمييز باسم الدِّين حتى أن رجل الدِّين أصبح وسيلة لاستمرار سطوة الرجال ويطالب النساء بإنهاء الإضراب قائلاً، إنه مخالف لقواعد الدِّين.

ولم تكن نساء القرية يعانين من أوضاعهن «التاريخية» وكن يرضين بدورهن في العمل الشاق وكونهن أوعية للجنس وإنجاب الذرية التي يموت منها الكثير بسبب تردي الأوضاع الصحية فإحداهن أنجبت 12 مرة ولم يعش لها إلا أربعة أبناء. إلا أن قدوم (ليلى) من مكان آخر جعلها تثور على الأوضاع غير الإنسانية لنساء القرية ويبدأ دورها في التغيير بتوعية النساء بما هن عليه من أمية.

وتبدو الزوجات الجميلات أكثر صلابة حين يقررن انتزاع حقوقهن من الرجال على رغم دوائر القهر ويلجأن لاستخدام الخطاب الديني أيضاً حين يتوجهن إلى إمام المسجد ويقرأن عليه آيات من القرآن وأحاديث النبي محمد التي تؤكد أن «النساء شقائق الرجال».

وفي تحد للرجال تقوم النساء بخطوة تصعيدية بالذهاب إلى مقهى يمارس فيه الرجال البطالة الدائمة ويرفعن لافتة تطالبهم بتحمل مسئولياتهم ثم يشاركن في رقصة غنائية تكشف تناقض الرجال وتخاذلهم. وينتهي الفيلم بانتصار النساء واستجابة المسئولين وبدء الخطوات لمد القرية بالخدمات.

والدورة الخامسة للمهرجان يشارك فيها 179 فيلماً روائياً وتسجيلياً من 42 دولة واختتم أعماله يوم الجمعة (21 أكتوبر 2011)

العدد 3333 - السبت 22 أكتوبر 2011م الموافق 24 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً