العدد -1 - الخميس 27 يونيو 2002م الموافق 16 ربيع الثاني 1423هـ

ايجابيات «كليبات» الانتفاضة وسلبياتها

تسابقت الفضائيات العربية والمطربون والفنانون العرب في انتاج «كليبات» غنائية عن الوضع في فلسطين المحتلة، متغنية بمهد المسيح ومسرى المصطفى، ممجدة الفعل الفلسطيني المقاوم ومستنهضة الهمم العربية.

وهذه الحمى الجديدة من «الكليبات»، اريد لها ان تشغل الروح القومية التي تجمع الكل من المحيط الى الخليج في خندق الانتفاضة والقضية المركزية الاولى. واريد من خلالها ان تصل رسالة للشعب الفلسطيني مفادها ان الشعوب العربية كلها معه. وألهبت هذه «الكليبات» حماسة الجماهير العربية مشجعة اياها على التظاهر والخروج الى الشوارع والتنديد بالصمت العربي والانحياز الاميركي والعجز الغربي، حاثة اياها على المقاطعة بعض الاحيان وعلى النضال احيانا اخرى.

اكتنزت هذه الكليبات ايجابياتها، لكنها في الوقت ذاته اقترفت اخطاء فادحة، كان لها اثرها السلبي في المشاهد العربي. فهي افرغت الصورة من محتواها ومعنوياتها وقوتها الداخلية، وحولتها لنمطية جامدة ومكرورة يتلقاها المشاهد بعد برهة من الزمان برتابة وبرود من دون ان تعني له اي شيء او تضيف الى ذاته اي معنى. فمشهد مقتل الطفل الشهيد محمد الدرة، كان له تأثيره الكبير في بداياته، لكنه بعد فترة من الزمن اخذ يفقد بريقه ويصبح مشهدا عاديا، بسبب التكرار المستمر له، وبصورة فاقدة للفنية والحرفية الاخراجية. وبالتالي اصبح مشهد استشهاد محمد الدرة، كأي مشهد يومي يمر في فلسطين، وذلك يعود لفقدان وعي الصورة، وطغيان العمل الارتجالي المتسرع. فصور كهذه ينبغي ان يتعاون في إنتاجها مختصون في علم النفس والاجتماع والاعلام والاتصال الجماهيري، اضافة الى فنيين في الاخراج والتصوير، لا مجرد منتج يريد كسب المال واللحاق بالسوق.

هذه «الكليبات»، من الناحية الفنية، فقيرة ايضا إذ أعدت بسرعة فائقة ومن دون عناية، وكأن اصحابها لا يريدون ان يفوتهم شرف (حضور الجنازة)، وتسجيل الحضور والتغني بالانتفاضة. ويلاحظ في كثير من الاحيان عدم تناسب المشاهد المستعرضة مع الكلمات، وعدم تجانسها مع اللحن المؤدى والموسيقى المصاحبة، بل في كثير من الاحيان نراها في تناقض صارخ مع المغني او المغنية التي تقدمها بسبب التركيز على الملابس والتسريحة وما يتعلق بالمظهر الخارجي

العدد -1 - الخميس 27 يونيو 2002م الموافق 16 ربيع الثاني 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً