العنف في حد ذاته لا نستطيع أن نعتبره عيباً ينقص من قيمة الفن... ولكنه يصبح شيئاً مذموماً اذا كان الهدف منه حث الجمهور بشكل مباشر أو غير مباشر على التعاطف معه. فذكر العنف - كما يقول وليام فور - أو تصويره من باب تقبيحه والتنفير منه وتجريمه، أمر يخدم البشرية. أما عرضه رخيصاً تتجرعه الشعوب وتتطبع به لتصبح آخر الأمر طيعة في أيدي معتد فهو أمر معاد لحضارة الإنسان.
وهذا الكتاب لا يتعامل مع الأشكال التقليدية في مجال تقديم ظواهر العنف والجريمة على الشاشة... إنما يركز على بعض الأفلام العالمية التي حاولت معالجة موضوع العنف وعناصر القهر والتمرد في المجتمع العالمي في إطار يحكمه الاستقراء المعاصر للتاريخ وتشخيص الواقع برؤية سياسية واعية. والتنبؤ بملامح المستقبل على أسس تحكمها شمولية المنظور الإنساني للفنان ولا تقيد نفسها بالطابع البوليسي... بل تحاول استغلال الأشكال السينمائية كافة طالما كانت تعمق أهدافها وتزيد من تأثيرها.
المؤلف أحمد رأفت بهجت
الناشر: مطبوعات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
العدد -3 - السبت 24 أغسطس 2002م الموافق 15 جمادى الآخرة 1423هـ