العدد -5 - الإثنين 26 أغسطس 2002م الموافق 17 جمادى الآخرة 1423هـ

«غراس» روبوت يتقن المهارات الاجتماعية البشرية

لا تلم الروبوت البالغ طول قامته مترين إذا ابتعد بأدب ليفسح المجال أمام البشريين، وابتسم خلال الحديث، وسأل بتهذيب أن تعطيه التعليمات، فهو مبرمج اصلاً ليتصرف على هذا النحو.

الروبوت الذي سمي GRACE (مختصر بالأحرف الأولى لعبارة «روبوت متخرج يحضر مؤتمراً» بالانجليزية)، حضر مؤخراً مؤتمراً عن الذكاء الاصطناعي حيث عرض مهاراته الاجتماعية البشرية الاساسية.

وقد سجل الروبوت اسمه في سجل المؤتمر عند المدخل وتوجه نحو قاعة المؤتمر وألقى خطاباً ورد على بعض الأسئلة. غراس، وهو جهاز شبيه ببرميل له وجه يحرك رقمياً يظهر على شاشة تلفزيون، هو من ابتكار باحثين يعملون في جامعة «كارنيجي مليون» ومؤسسات اخرى.

والروبوت هو الآلة المستقلة ذاتياً الوحيدة التي شاركت في عرض الروبوتات النقالة في الاجتماع الوطني للجمعية الاميركية للذكاء الوطني في ادمونتن.

أما الروبوتات المشاركة الاخرى فقد ارتدت البذلات السوداء وقدمت المقبلات، وذلك في محاولة لعرض أحدث الابتكارات، وهي معقدة وثقيلة، كي تستطيع ان تنتقل بصورة طبيعية وآمنة بين الناس.

وقد صمم الباحثون وكلهم ذكور، غراس لكي تكون أنثى. ولكنها ليست امرأة، على الاقل في شكلها.

ولا يمتلك الروبوت اي اطراف (اذرع او سيقان)، بل إن جسمه الشبيه بالبرميل مغلف بلوحات السونار والرفارف الوقائية البلاستيكية السوداء وهو يسير على عجلات وممنوع من استعمال السلالم والمصاعد.

وتقتصر الصفات الانثوية للروبوت على الصوت الذي يشبه صوت مستقبلة الهاتف الآلية، والوجه الالكتروني المرسوم بشكل قلب والذي يلفت انتباه المارة بالعينين الزرقاوتين الواسعتين وعلو عظم الوجنتين.

ولسوء الحظ ان التزامن بين الصوت والشفتين غير متقن مما يجعل كلام غراس اشبه بما تسمعه في فيلم اجنبي غير متقن الدبلجة.

ويفترض ان قطع السونار والليزر في الروبوت تجس المسافات وترشد غراس لتحاشي من يقف في طريقها. والجهاز البصري (الكاميرا) وبرنامج التعرف على الكلام يفترض انهما يتعرفان على حركات اليد والكلام. اما «دماغه» ذو الذكاء الاصطناعي فيجمع المعلومات ويرشد الآلة إلى كيفية التصرف.

وقال عالم الكمبيوترات ريد سايمنز ان الروبوت جعل انثى لاعتقاده ان النساء يتواصلن بكفاءة اكثر من الذكور، وقد طلب من طلاب معهد الدراما تعليم غراس لتتصرف مثل بني البشر لجعل الناس يشعرون بالارتياح لوجودها. وقد كانت هذه المهمة صعبة.

وقد كان لغراس اقارب في الندوة، ولكنهم كانوا يفتقرون إلى الاستقلال الذاتي.

وقد تشكل فريق الابحاث الذي صنع غراس في السنة الماضية لدمج البرامج الكمبيوترية مع التجهيزات الآلية التي تم تطويرها على حدة.

ففي حين عمل سايمنز على الجزء المختص بعثور الروبوت على مقصورة التسجيل للمشاركة في الندوة والوقوف في الصف ثم التسجيل، انصرف ألن شولتز من مختبر ابحاث سلاح البحرية إلى العمل على قسم التعرف على الكلام.

ويأمل الفريق ايضا ان يعلّم الروبوت التقرب من الناس والتعرف على الاشخاص وطرح الأسئلة. وقال سايمنز ان الندوة الاخيرة كانت خطوة إلى الامام وبداية حسنة للسنوات المقبلة.

الوسط - خدمة (أ.ب

العدد -5 - الإثنين 26 أغسطس 2002م الموافق 17 جمادى الآخرة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً