كان تفاعل الأوساط الرياضية مع موضوع لاعب منتخبنا الوطني لكرة الطائرة «غازي منشد» المحكوم بالمؤبد كبيرا وحماسيا... الجميع أعلنوا تضامنهم مع والدته في مناشدتها لصاحب العظمة الملك المفدى في إصدار عفو ملكي خاص يعيد إليه حياته التي فقدها على مدى السنوات الثمان الماضية!
وتلقى أهل «غازي» العديد من الاتصالات الهاتفية الداعمة لموقفهم، والمبنية على ثقة كبيرة فيما تكنه قيادة البلاد من مشاعر إنسانية صادقة لأبناء هذا الوطن على حد سواء، خصوصا وأن مملكة البحرين لا تدير أبدا ظهرها لأبنائها متى ما احتاجوا إلى العون، خصوصاً إذا كان هذا العون يتمثل في فرصة جديدة لهم لاستعادة حياتهم والاندماج مرة أخرى في المجتمع.
وأعرب عدد من لاعبي منتخبنا الوطني لكرة الطائرة ممن زاملوا «غازي» في مطلع التسعينات، عن أملهم في أن يصل «صوتهم» إلى صاحب العظمة الملك المفدى، وهو الذي تعود أن يزرع الفرح في قلوب أبناء هذا الوطن، مؤكدين أن عظمته ومن خلال رعايته للأرامل والأيتام، سيطفيء اللهيب المشتعل في قلب «والدة غازي»، الأرملة التي فقدت زوجها بينما كان ولدها يقضي أحلى سنوات عمره في السجن.
وتحدث بعض الإداريين واللاعبين عن علاقتهم «بغازي» طوال السنوات التي كان فيها لاعبا في المنتخب... يقول اللاعب الدولي المعتزل رضا علي انه سافر مع «غازي» في بطولتين اقيمتا مطلع التسعينات في لبنان ومصر، وكان مميزا في كل شيء، أخلاقه قبل لعبه.
ويضيف: «كان غازي حلاق المنتخب، عندما يحتاج أحدنا إلى الحلاقة فإنه يتجه فورا إليه، إنه شاب محترم هادئ الطباع يميل إلى الجانب الفكاهي دائما، كيف يمكن أن ينسى المرء أحداً بهذه الصفات».
ويرى عضو مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة الطائرة حسين نجم أن كل إنسان بحاجة إلى فرصة أخرى من أجل أن يعود إلى حياته من جديد، وأن أبواب الرحمة يجب ألا تغلق في وجهه باعتبار أن الخطأ وارد من أي أنسان.
ويضيف: «كان غازي من طينة مميزة من الشباب، اخلاقه عالية، ملتزم بكل شيء دينيا واجتماعيا ورياضيا، لقد تألمت كثيرا عندما سمعت عن خبر الحكم الذي وقع عليه، إنه شيء لا يمكن أن تتمناه لأي أحد، فما بالك بشخص تعرفه، لقد خدم غازي الوطن من خلال مشاركته مع المنتخب الوطني في عدد من المحافل الدولية».
وأعرب نائب رئيس الاتحاد البحريني للكرة الطائرة جهاد خلفان عن أمله بأن يمنح «غازي» فرصة أخرى، خاصة وأن المدة المتبقية يمكن أن تنهي حياته تماماً وهو أفنى أجمل سنوات عمره بعيدا عن أهله وعن أحلامه.
ويتحدث قليلا عن غازي بقوله: «كان من أكثر اللاعبين مواظبة على التمارين، اخلاقه عالية».
وأوضح العملاق محمد جاسم مفتاح أن علاقته «بغازي» كانت ممتازة، رغم أن هذا الأخير كان يصغرهم في العمر لكونه من أعضاء منتخب الشباب... واستطرد قائلا: «إنه أخ عزيز، «ومنا وفينا»، وأهله هم أهلنا، الملك المفدى لن يرد والدته أبدا، لقد اعتدنا من أبوسلمان الكرم مع أبناء شعبه دائما».
ويشارك مدير الكرة الطائرة بالنادي الأهلي حمد الحمد الذي كان قريبا جدا من «غازي»... يقول: «كنت أقوم بتوصيله من بيته إلى النادي يوميا، إنه شخصية لا يمكن أن تحمل لها إلا مشاعر الود، فكاهي، يعشق الضحك والمرح، أين اختفى كل ذلك، وماذا فعلت به الأيام... الأمل معلق على رحمة الله سبحانه وتعالى وأبوية الملك المفدى».
ويمسك دفة الحديث اللاعب هشام داوود الذي أكد أنه رغم الفترة القصيرة التي زامل فيها «غازي» إلا أنه أوضح أن شخصيته من النوع الذي ينطبع في الذاكرة... وقال: «قبل أن يكون لاعبا فهو إنسان محترم، ولم نر أو نسمع عنه ما يشين طوال فترة زمالتنا إياه في المنتخب، كان يعشق الضحك والنكات، لقد كان خبر سجنه بالمؤبد صادما لنا جميعا».
ويكمل الحديث اللاعب فؤاد عبدالواحد الذي زامل «غازي» في ثلاث بطولات كان آخرها البطولة التي أقيمت في جمهورية مصر العربية في العام 1995 ويضيف: «غازي صديق قديم، فكاهي ذو طباع هادئة، علاقته بجميع اللاعبين ممتازة، أرجو من كل قلبي أن يصدر الملك المفدى توجيهاته بالعفو عنه».
وناشد اللاعبون والإداريون صاحب العظمة الملك المفدى في إصدار عفو ملكي يعيد إليه حياته معربين عن تفاؤلهم الكبير في أن الإرادة الملكية السامية ستعيد إليه وإلى والدته وأهله وجميع من يتذكره البسمة التي افتقدوها منذ ثمان سنوات.
وكانت «الوسط» قد نشرت موضوعا عن المعاناة الشديدة التي تعيشها والدة غازي بعد أن توفي زوجها خلال السنوات القليلة الماضية بالمرض والحزن دون أن يتمكن من رؤية ولده حرا طليقا يمارس هوايته المفضلة في زرع الابتسامة على وجوه من حوله...
العدد -5 - الإثنين 26 أغسطس 2002م الموافق 17 جمادى الآخرة 1423هـ