رفضت دول مجلس التعاون الخليجي التهديد الاميركي بتوجيه ضربة للعراق ودعت واشنطن الاستماع إلى نصائح حلفائها العرب والتخلي عن القيام باي عمل عسكري ضد هذا البلد.
وقال الوزير العماني المسئول عن الشئون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله الذي تتولى بلاده رئاسة المجلس حاليا في تصريح صحافي ادلى به خلال توقف قصير بين اجتماعين لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي: «نحن نرفض جميعا اي عمل عسكري اميركي ضد العراق».
واضاف «نتطلع لموقف عربي واضح وقوي بهذا الشأن يصدر عن اجتماع مجلس الجامعة العربية الوزاري اليوم (الاربعاء) في القاهرة».
وكان الوزير العماني يشير الى الاجتماع الوزاري العربي لاعضاء الجامعة العربية المقرر في القاهرة اليوم الاربعاء وغداً الخميس.
وتابع بن علوي «الامم المتحدة هي المسئولة عن متابعة تنفيذ العراق لقرارات مجلس الامن ذات الصلة بأسلحة الدمار الشامل وغيرها»، داعيا العراق الى «ابداء التعاون التام مع الامم المتحدة بإعادة المفتشين الدوليين تمهيداً لرفع الحصار عن الشعب العراقي».
ويجتمع وزراء خارجية السعودية والكويت والامارات العربية المتحدة وعمان والبحرين منذ الاثنين الماضي في جدة لبحث التهديدات الاميركية بضرب العراق والوضع في الاراضي الفلسطينية.
وعلى سؤال بشأن ما اذا كانت دول مجلس التعاون قادرة على اقناع الرئيس الاميركي جورج بوش بالعدول عن تهديده بقلب نظام الرئيس صدام حسين، قال بن علوي: «دول مجلس التعاون والدول العربية ستعمل كل ما بإمكانها لمنع الحرب ضد العراق».
واضاف: «إن الولايات المتحدة صديقة للدول العربية ونرجو ان تستمع لاصدقائها ولنصائحهم في هذا الصدد». وبصدد اسلحة الدمار الشامل، قال: «نحن جميعا مع تدمير اسلحة الدمار الشامل»، في اشارة ضمنية الى الاسلحة النووية الاسرائيلية.
وكان بن علوي اكد يوم الاثنين الماضي لدى افتتاح اجتماع مجلس التعاون الخليجي «ان توجيه ضربة اميركية للعراق سيعمق روح العداء ضد الولايات المتحدة ويذكي مشاعر الانتقام والعنف في البلاد العربية والاسلامية».
وسبق ان ابدت دول مجلس التعاون الخليجي مراراً رفضها لأية ضربة اميركية ضد العراق مع دعوة بغداد في الوقت نفسه الى تنفيذ قرارات الامم المتحدة والموافقة على عودة مفتشي الامم المتحدة.
وحول الوضع في الشرق الاوسط دعا بن علوي الدول العربية الى العمل على ضمان حماية للفلسطينيين.
واضاف: «على المجلس الوزاري للجامعة العربية ان يبذل المزيد من الجهود لوقف الغارات الاسرائيلية (ضد الفلسطينيين) وان يطلب من المجتمع الدولي ممارسة المزيد من الضغوط على اسرائيل».
وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي التقوا الاثنين الماضي في جدة نظيرهم الدنماركي بير ستيغ مولر الذي دعاهم الى اقناع الفلسطينيين بالموافقة على خطة السلام التي وضعها الاتحاد الاوروبي لحل ازمة الشرق الاوسط.
وتنص هذه الخطة على اقامة دولة فلسطينية في صيف 2003 بحدود مؤقتة على ان ترسم حدودها بشكل نهائي في يونيو/ حزيران 2005
العدد -6 - الثلثاء 03 سبتمبر 2002م الموافق 25 جمادى الآخرة 1423هـ