عند البحث عن مصطلح «الجاثوم» أو «الكابوس» في محرك البحث على الشبكة العنكبوتية سنجد آلاف المقالات عنه وغالبيتها مكررة عن أصل واحد، وجميع هذه المقالات لا تعطي صورة واضحة عن الجاثوم. هناك مفهومان للكابوس: الأول وهو وارد عن اليونانيين القدماء وله ما يوازيه عند السومريين القدماء، وقد تطور عبر الزمن ليتحول إلى مرض نفسي. أما المفهوم الثاني فهو ما ذكره العرب وهو مفهوم محرف عن الفكرة اليونانية لكنه بأسماء موازية للأسماء اليونانية وقد تطور هذا المفهوم ليعطي مفهوماً لحالة من الحالات التي تحدث أثناء النعاس.
مفهوم الجاثوم عند العامة
زعمت العامة عن وجود جنّي يخنق النائمين وأعطته أسماء مختلفة فهو يعرف في الخليج العربي باسم «الجاثوم» أو «الياثوم» أو «الجافون» وقد زعمت العامة أنه جني يجلس على صدر الإنسان ويخنقه بيديه فيجلس النائم من نومه مذعوراً، وقال القناعي في كتابه «الملتقطات» (ص 153) عن زعم أهل الكويت في (الياثوم) «وهو أن يرى النائم شبحاً يضغط عليه ويقولون إنه جني يقعد على صدر النائم ويخنقه». وزعم أهل الإمارات مثل هذا أيضاً بحسب ما أورده فالح حنظل في معجم ألفاظ الإمارات. وفي دول أخرى في الوطن العربي يعرف هذا الجني بعدة أسماء منها: أبو غطاط وأبو قباض واللبيد أو أبولبيد والرابوص، ويبدو أن هذا الجني ليس حصرياً على العالم العربي فقد ورد في ثقافات مختلفة، ومن أفضل البحوث للمقارنة هو بحث Owen Davies الذي نشر العام 2003م وهو دراسة تاريخية مقارنة عن مفهوم الكابوس عبر التاريخ وفي ثقافات مختلفة، والملفت للنظر في هذا البحث هو المصطلحات الموازية لمصطلح الجاثوم في تلك الثقافات والذي يترجم حرفياً بمعنى «الذي يضغط على» أو «الذي يجثم على»، وأقدم تلك المصطلحات incubus وهو يوناني الأصل، وفي الأساطير اليونانية هو جني يعاشر النساء أثناء نومهن، وقد عربته العرب إلى «كابوس» ولكن وضعت له معنى آخر.
الجاثوم في كتب اللغة
الجاثوم لفظ عربي قديم؛ إذ ورد في مادة «جثم» في معجم «لسان العرب»: «الجُثامُ والجاثُومُ: الكابُوس يَجْثِمُ على الإنسان، وهو الدَّيَثانيُّ. التهذيب: ويقال للذي يقَع على الإنسان وهو نائم جاثُوم وجُثَم وجُثَمة ورازِمٌ ورَكَّاب وجَثَّامة؛ قال: وهو هذا النجت الذي يقَع على النائم».
وجاء في مادة «كبس» في معجم «تاج العروس»: «الكَابُوسُ: ما يَقَعُ على الإِنْسَان، الأَوْلَى: على النائم، باللَّيْل، لا يَقْدِرُ مَعَهُ أَنْ يَتَحَرَّكَ، ويُقَال: هو مُقَدِّمَةٌ للصَّرْع، قال بعضُ اللُّغَويّين: ولا أَحْسَبه عَرَبيّاً إِنَّمَا بعضُ اللُّغَويّين: ولا أَحْسَبه عَرَبيّاً إِنَّمَا هو النِّيدِلانُ، هو البَارُوكُ والجَاثُومُ».
وقد ذكر الجاثوم والكابوس عند ابن سينا في كتابه «القانون في الطب» (المطبعة العامرة مصر 1294هـ/ 1877م، ج2: ص 76): «ويسمى الخانق وقد يسمى بالعربية الجاثوم والنيدلان. الكابوس مرض يحسّ فيه الإنسان عند دخوله في النوم خيالاً ثقيلاً يقع عليه ويعصره ويضيق نفسه فينقطع صوته وحركته ويكاد يختنق لانسداد المسام وإذا تقضى عنه انتبه دفعة وهو مقدمة لإحدى العلل الثلاث إما الصرع وإما السكتة وإما المانيا وذلك إذا كان من مواد مزدحمة ولم يكن من أسباب أخرى غير مادية ولكن سببه في الأكثر بخار مواد غليظة دموية أو بلغمية أو سوداوية ترتفع إلى الدماغ دفعة في حال سكون حركة اليقظة المحلّلة للبخار ويتخيل كل خلط بلونه. وعلامة كل خلط ظاهرة بالقوانين المتقدمة. وقد يكون من برد شديد يصيب الرأس دفعة عند النوم فيعصره ويكثفه ويقبضه ويختل منه تلك الخيالات بعينها ولا يكون ذلك إلا لضعف أيضاً من الدماغ لحرارته أو سوء مزاج به».
المفهوم المركب للجاثوم
مما سبق نستنتج أن مفهوم الجاثوم أو الكابوس عند العامة جاء نتيجة لتداخل ثلاثة مفاهيم مختلفة تفاعلت فيما بينها لتعطي كائناً أسطورياً أي أن أسطورة الجاثوم هي نتاج للتطور الدلالي أيضاً كما مر علينا في أسطورة القطرب. إذاً فالأصل أن الكابوس هو أسطورة يونانية ذكرت تحت مسمى Incubus (ومعناها الذي يجثم على) وعرَّبه العرب فقالوا «الكابوس» وترجموه حرفياً فقالوا «الجاثوم». وقد استعارت الكنيسة في القرون الوسطى هذه اللفظة أي Incubus من الثقافة اليونانية للإشارة إلى شياطين تعاشر النساء أثناء النوم، وقال Gordon في موسوعته عن الأساطير والخرافات أن معنى Incubus «الذي يجثم على» وهناك مصطلح آخر يسمى Succubus ومعناه «الذي ينام أسفل» وهي ألفاظ استعارتها الكنيسة في القرون الوسطى للإشارة إلى شياطين، فالأول يعاشر النساء أما Succubus فتعني شيطاناً يتمثل في شكل امرأة ويعاشر الرجال في النوم. وقد ذكر Gordon الكثير من التساؤلات التي ظهرت في القرون الوسطى بشأن كيفية حدوث اتصال جنسي بين الشياطين والبشر وقد أطال في الحديث عن ذلك (Gordon 199، pp. 356 - 357).
يذكر، أن تلك المصطلحات لها موازيات في الحضارات المختلفة، على سبيل المثال هناك ليلو Lilu وليليتو Lilitu في الثقافة السومرية، فالمصطلح Incubus اليوناني يعتبر موازياً (ومساوياً في المعنى) للمصطلح ليلو، وكذلك مفهوم المصطلح Succubus مواز لمصطلح Lilitu عند السومريين ومطابق أيضاً لما زعمته العامة في الوقت الراهن في تفسير الأحلام الجنسية أو الاستحلام والذي يعرف في بعض المناطق العربية باسم «بنت إبليس»؛ إذ زعموا أن إحدى بنات إبليس تتمثل في صورة امرأة لتغوي المؤمنين في أحلامهم.
مفهوم الجاثوم علمياً
رأينا أن مصطلح Incubus يختلف عن المصطلح المعرَّب «الكابوس»، ويفسر مفهوم Incubus على أنه نوع من الأمراض النفسية المسماة erotomania والذي وصف للمرة الأولى من قبل Raschka العام 1979م تحت مسمى «The incubus syndrome». أما الجاثوم أو الكابوس بمفهومه عند العرب والعامة في الخليج العربي فهو ما يعرف عند أهل الاختصاص «شلل النوم» Sleep Paralysis وبحسب موقع المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم في كلية الطب جامعة الملك سعود www.sleep-sa.net فإن شلل النوم: «شلل النوم تجربة مرعبة عند البعض تحدث أثناء النوم. ويمكن تلخيص عوارضه في الآتي: عدم القدرة على تحريك الجسم أو أحد أعضائه في بداية النوم أو عند الاستيقاظ، كما يمكن أن يصاحبه هلوسات مخيفة. تستغرق أعراض شلل النوم من ثوانٍ إلى عدة دقائق، وخلالها يحاول بعض المرضى طلب المساعدة أو حتى البكاء؛ لكن دون جدوى، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت أو عندما يلامس أحدٌ المريض أو عند حدوث ضجيج. وقد أظهرت الدراسات أن 2 في المئة من الناس يتعرضون لشلل النوم على الأقل مرة في الشهر. وقد يصيب هذا المرض المرء في أي عمر. ويتعرض 12 في المئة من الناس لهذه الأعراض للمرة الأولى خلال الطفولة».
وبحسب الموقع أيضاً، فإن هناك عدة تغيرات تحدث في الدماغ أثناء هذه الظاهرة والتي تعتبر ردة فعل وقائية لحماية الإنسان: «من الثابت علمياً أن النوم يتكون من عدة مراحل، إحدى هذه المراحل تدعى (حركة العين السريعة)، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة. وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا؛ تدعى هذه الآلية (ارتخاء العضلات). وارتخاء العضلات يعني أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة خلال مرحلة الأحلام ما عدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العينين. فحتى لو حلمت بأنك الرجل الخارق (سوبرمان)، فإن آلية ارتخاء العضلات تضمن لك بقاءك في سريرك. وتنتهي هذه الآلية بمجرد انتقالك إلى مرحلة أخرى من مراحل النوم أو استيقاظك من النوم؛ إلا أنه وفي بعض الأحيان يستيقظ المريض خلال مرحلة حركة العين السريعة، في حين أن هذه الآلية (ارتخاء العضلات) لم تكن قد توقفت بعد؛ وينتج عن ذلك أن يكون المريض في كامل وعيه ويعي ما حوله، ولكنه لا يستطيع الحركة بتاتاً. وبما أن الدماغ كان في طور الحلم فإن ذلك قد يؤدي إلى هلوسات مرعبة وشعور المريض باقتراب الموت أو ما شابه ذلك»
العدد 3344 - الأربعاء 02 نوفمبر 2011م الموافق 06 ذي الحجة 1432هـ
الجاثوم
هل الجاثوم هو جني حقاا؟؟؟؟؟
أرجو المساعده لا ن البعض يقوم انه ليس جني
اخت
هل تعاني من شلل النوم أو ما يسمى بالجاثوم؟ هل تعاني من صداع شبه يومي أو آلام المعدة؟ هل تعاني من كوابيس ترعبك و خاصتا عند تقربك إلى الله عز وجل؟ هل تعاني من خمول و ثقل على الكتفين؟ إن كانت معظم إجاباتك نعم فئمتحن ذاتك بسماع الرقية الشرعية مدة عشر أيام. إن أحسست بصداع مفاجئ أو الرغبة في البكاء أو ضغط على صدرك أو خفقان سريع لقلبك أو كره شديد مفاجئ للقرآن الكريم فعلم أن عليك زيارة راقي لا يسألك عن اسامي والديك و لا يوشوش فإن فعل فعلم انه ساحر. أدعو لي بالشفاء