استخدمت الشرطة الكورية الجنوبية الخميس خراطيم المياه لتفريق متظاهرين حاولوا اقتحام البرلمان خلال مسيرة رافضة لاتفاق للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة.
وطوق الالاف من قوات شرطة مكافحة الشغب مبنى البرلمان الضخم للحيلولة دون وصول 2300 متظاهر بينهم عمال ومزارعون وطلبة نشطاء رفعوا لافتات تعلن رفض الاتفاقية التجارية.
واستخدمت الشرطة التي احتمت بدروع بلاستيكية خراطيم المياه لدحر مئات المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مبنى البرلمان، حسبما رأى مصور لفرانس برس.
واحتجز 15 شخصا على الاقل غير انه لم ترد انباء عن مصابين.
وداخل البرلمان يحول نواب المعارضة دون مساعي الحزب الوطني الكبير الحاكم لتمرير الاتفاق التجاري عبر لجنة -- حيث احتل نواب المعارضة الغرفة الرئيسية للجنة بين الحين والاخر منذ الاثنين.
وحاول الحزب الحاكم الاربعاء استخدام غرفة مجاورة لاجراء التصويت دون ان يلحظ. غير ان مواجهة شديدة وقعت مع نواب المعارضة، ما ادى لتخلي الحزب الحاكم في النهاية عن محاولته وان بقى نواب بالمعارضة طوال الليل متيقظين لاي محاولات لاجراء التصويت خلسة.
وطرحت الاتفاقية التجارية التي وقعت في 2007، على اللجنة الشهر الماضي غير ان نواب المعارضة رفضوا اقرارها، حيث قالوا انها تميل لصالح الولايات المتحدة.
ويرغب الحزب الوطني الحاكم في التصديق على الاتفاقية بسرعة حيث تأجل اقرارها منذ فترة طويلة، وذلك حتى يمكن انفاذها في كانون الثاني/يناير بعد اقرار الكونغرس الاميركي لها الشهر الماضي.
ويحظى الحزب الحاكم باغلبية ضخمة في مجلس النواب. غير ان البلاد بانتظار اجراء انتخابات عامة في نيسان/ابريل، ما قد يؤدي لتشكيل برلمان مختلف، ومن ثم ترددت الحكومة في الدفع بالاتفاقية عبر البرلمان والمخاطرة بوقوع اشتباكات داخله.
وقال الرئيس لي ميونغ-باك ان الاتفاقية التجارية ستوفر وظائف للبلدين وستعزز حجم التبادل التجاري بينهما باكثر من 50 بالمائة بحلول 2015.
يذكر ان الولايات المتحدة هي ثالث اكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية بعد الصين والاتحاد الاوروبي، حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين العام الماضي 88 مليار دولار، وكان الميزان التجاري لصالح سيول بنحو عشرة مليارات من الدولارات.
وقد عقدت كوريا الجنوبية وتسعى لعقد اتفاقات تجارة حرة مع العديد من الدول والتجمعات الاقتصادية، سبعة منها نافذة بينها اتفاقات مع الاتحاد الاوروبي والهند وجنوب شرق اسيا.