العدد 3351 - الخميس 10 نوفمبر 2011م الموافق 14 ذي الحجة 1432هـ

إدوارد سعيد... التخييل... «السيرذاتي» ومنظومات الاستبداد

العدد 55 من مجلة «الكلمة»...

يصدر العدد الجديد من «الكلمة»، عدد 55 نوفمبر/تشرين الثاني بعدما تخلص الثوار من طاغية ثالث، وإن بطريقة دموية لم تترفع فيها الثورة الليبية عن تكرار أخطاء طاغيتها ووحشيته. أو لم تعرف كيف تتجنب أشواك الربيع العربي كما يدعوها الدبلوماسي الليبي في مقاله بهذا العدد. وخطت الثورة التونسية أولى خطواتها نحو الديموقراطية، بينما اختلطت أوراق الثورة المصرية وعانت من مؤامرات الثورة المضادة إلى الحد الذي يعتقد معه البعض أنها قد سرقت، كما تقول إحدى مقالات هذا العدد الجديد. ومع أن «الكلمة» تواصل هنا اهتمامها بزخم الواقع العربي وتحولاته، فإنها لاتنسى الانفتاح على العالم؛ إذ يشارك محررها القراء مشاهداته بمهرجان آفينيون هذا العام. وتنشر «الكلمة» كعادتها رواية جديدة، وديوان شعر، ومجموعة قصصية صغيرة وعدداً من الدراسات والمقالات التي تتناول مسارات الثورة، والتنظير لها؛ فضلاً عن المزيد من القصائد والقصص، وأبواب «الكلمة» المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد ومراجعات كتب وشهادات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية، لتواصل المجلة مسيرتها بقوة دفع أكبر، وبمزيد من أحدث إنجازات كتابنا من مختلف أنحاء الوطن العربي.

ويفتتح الناقد صبري حافظ باب دراسات باستقصاء «أزمة الضمير الأوروبي في مهرجان أفينيون»؛ إذ يشارك محرر «الكلمة» القراء في تأمل بعض مشاهداته هذا العام في مهرجان آفينيون الذي اهتم بالربيع العربي من ناحية، وبما يمكن تسميته بأزمة الضمير الأوروبي من ناحية أخرى، ويعرض عليهم بعض استقصاءات هذا العام الأوروبية، ورؤاها التجريبية الشيقة، بعدما كتب عن تناوله للربيع العربي في منابر أخرى.

ويقدم الباحث المصري حازم خيري المهتم بالمنهج الإنسني، في دراسته «أسلوب إدوارد سعيد في المرحلة الأخيرة» ترجمة لواحدة من الدراسات التي تناولت أعمال سعيد النقدية واهتماماته في السنوات الأخيرة من حياته، وهي طبيعة أسلوب المرحلة الأخيرة لدى المفكرين والمبدعين معاً، بصورة تكشف شجاعة مواجهته للموت في أيامه الأخيرة ونبلها.

وتكشف دراسة الباحث المغربي حسن المودن في «مشروع تأويل جديد للآخر» عن التخييل البيوغرافي في رواية «جيرترود» للشاعر والروائي حسن نجمي تلك الرواية/ السيرة الجديدة، عن انشغال الواقع الثقافي بهذا الجنس الأدبي الجديد «التخييل السيري» والذي تنشر عن رديفه «التخييل السيرذاتي» دراسة أخرى في العدد نفسه. كي يرافق التنظير الذي نشرته في العدد الماضي التطبيق، فهماً جناحاً النقد الأدبي الضروريان. في حين يقدم الباحث الفلسطيني نبيه القاسم في «حكاية أوتبوغرافية..وتاريخ شعب» دراسته لنص آخر يكتمل به محور التخييل السيرذاتي تنظيراً وتطبيقاً؛ إذ يكشف لنا عن كيف تصبح الحكاية السيرذاتية تاريخاً لشعب وسجلاً لقدراته الفائقة على مجالدة القهر والظلم.

وتقدم الباحثة الإيرانية فاطمة فائزي في «المغرب العربي لبدر شاكر السياب» تحليلاً ضافياً لواحدة من عيون الشعر الحديث، كاشفة من خلال القراءة المتفحصة للقاموس الشعري وبنية القصيدة عن مدى معاصرة القصيدة لانتفاضات الشارع العربي الراهنة، بينما تطرح مقالة الناقد العراقي عبدالله ابراهيم «أن تقرأ في سياق نقدي حر»، وقراءته لأربع روايات شهيرة افتراضاً مستحيلاً إلى حد ما، وهو قراءة الرواية في سياق يتحرر من كل المعارف المنهجية في نقد الرواية. وهو افتراض يطرح بدوره سؤاله: هل تحررت القراءة من أدوات النقد ومناهجه؟ أم أنها أسقطتها في قاع القراءة بدلاً من أن تبقيها على سطحها؟ ويحاول الشاعر والباحث الجامعي منصف الوهايبي الإجابة على سؤال «هل الأدب العربي الحديث أدب «كيتش»» كما يتجلى في لغة السرد؟ ومدى ملاءة الصيغ البيانية المختلفة لدورها في النص الروائي، ويتخذ من حالة الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي نموذجاً يكشف عبره مدى خواء تلك الجماليات وعجزها عن التحليق بالنص السردي إلى آفاق إنسانية أرحب.

يفتتح باب مراجعات كتب، الناقد الفلسطيني ابراهيم درويش بـ «نعوم تشومسكي: القوة والإرهاب»؛ إذ يقربنا من أحدث كتب المفكر واللغوي الأمريكي تشومسكي ومن تحليلاته العميقة لأبعاد السياسة الخارجية الأميركية. ويقارب القاص الأردني موسى أبورياش «إدانة الوسط الثقافي في رواية «شرفة رجل الثلج» للروائي ابراهيم نصرالله»، وإذا كان العمل الروائي يذهب الى تأمل أثر الأنظمة السياسية في حياة شعوبها فإن المقال يتناول جانباً مهماً في الرواية يتمثل في نقد راهن المشهد الثقافي والوقوف على بنيات الخلل داخله. ويستقصي الكاتب التونسي مصطفى كيلاني في «تلهي الذات الشاعرة بالغناء في مواجهة الكارثة» المختارات والأعمال الكاملة للشاعر الفلسطيني عزالدين المناصرة؛ إذ شغف الذات الشاعرة بالتغنّي في مُواجهة الكارثة.

ويتتبع الناقد المغربي عبد عزيز ضويو «مسارات الكتابة» في رواية «القوس والفراشة» المتوجة بالبوكر السنة الماضية؛ إذ يلتقط توجهها الفني ومساراتها الحكائية المتشابكة. ويصادف نشر «الكلمة» لمقال توفيق أبوشومر «شيفرة التراث الفلسطيني» حصول فلسطين على عضوية منظمة اليونيسكو؛ إذ تبدو المعركة لحماية التراث الفلسطيني المتواصلة، جزءاً من حماية أحد مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية. ويواصل الناقد المغربي عبدالرحيم مؤذن، ضمن مشروع مقارباته ومتابعاته للمشهد القصصي في المغرب، تقديم جديد الإصدارات في هذا الباب؛ إذ يتوقف عند كتاب يهتم بالجانب البيبلوغرافي وموضوعه القصة المغربية. ويختتم باب مراجعات الكاتب السعودي عبدالله الفيفي، الذي يستقرأ تجربة الشاعرة السورية المغتربة فرات إسبر من خلال أحدث دواوينها وبين مفهومي الشعر والشعرية

العدد 3351 - الخميس 10 نوفمبر 2011م الموافق 14 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً